فيلادلفيا نيوز
الهدف من انشاء صندوق لجمع التبرعات من الناس المقتدرين بإسم “همة وطن “هو لدعم الجهود التي تقوم بها الدولة الاردنية ،بكل مكوناتها واجهزتها ،لمواجهة ظرف طارىء يتمثل بانتشار فيروس كورونا الذي اجبر الدولة على اتخاذ اجراءات صارمة لمنع تفشيه في المجتمع الاردني ولحماية الناس من هذا الوباء العالمي الذي ضرب جميع الدول على كرتنا الارضية ولم يفرق بين امير وخفير وبين غني وفقير .
لقد اعلن رئيس الوزراء الاسبق رئيس اللجنة المشكلة لادارة الصندوق عبدالكريم الكباريتي ان ما تم التبرع به حتى الان هو 72 مليون دينار اردني اي بحوالي 100 مليون دولار امريكي وهو رقم متواضع اذا ما قيس بحجم الاثرياء والاغنياء الموجودين في البلد والذي يتطلب منه دعم الدولة الاردنية في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلدنا.
لقد جاءت مساهمات الافراد الاغنياء والشركات والمؤسسات الكبرى لدعم الصندوق ايمانا منهم بالتضامن والتكافل الذي تؤكده الاديان السماوية وعاداتنا وتقاليدنا الاردنية حيث كانت اكبر المساهمات من شركة البوتاس العربية ويليها البنك العربي ثم شركة مناجم الفوسفات .ولا بد ان نشكر كل هذه الجهود وكل الذين تبرعوا بدءا بمائة الف دينار وانتهاء بالملايين .
واذا ما قارنا هذه التبرعات بمثيلها في دول عربية واجنبية شبيهة بوضع الاردن فإن المبلغ المذكور لا يساوي شيئا كبيرا ،فالمغرب ،مثلا ،ضرب الاغنياء فيها اروع الامثلة على دعم بلدهم بالمال والمساعدات التي وصلت حسبما قرأت الى اكثر من مليار ونصف المليار دولار (5ر1 مليار دولار ) ونحن نعرف ان لدينا اغنياء واثرياء في الاردن بقدر ما في المغرب ولكن يبدو ان فزعتهم قليلة لوطنهم .
والحقيقة التي يجب ان نذّكر بها في هذه المرحلة ان كثيرين صنعوا شركاتهم واموالهم واغتنوا في الاردن نظرا لوضع الاردن المستقر وما توفره الدولة واجهزتها الحكومية والامنية من امن وآمان كانت مظلة لهؤلاء الاغنياء ليقيموا مشاريعهم الكبرى التي اوصلتهم الى هذا الثراء.
وانها اللحظة الفاصلة اليوم في الاردن لنعرف من وقف مع الدولة في ازمتها ومن تخلى عنها في هذه الازمة ،ولذا على اللجنة المعنية بصندوق “همة وطن” ان تعلن ، بعد انتهاء الأزمة، عن قائمة شرف ذهبية لكل المتبرعين للصندوق وان يجري تكريمهم علنا في احتفال مهيب ليعرف الجميع من هم ولكي يقدرهم المجتمع الاردني على وقفتهم المشرفة مع الاردن في ازمته الحالية.
ويجب علينا ايضا ان نتقدم بالشكر والتقدير الكبيرين للاشقاء العراقيين من اصحاب المشاريع والمصانع والمؤسسات الذين بادروا بالتبرع دعما للاردن وقدموا من (القِدر العراقي ) ما يستطيعون تقديمه وهذا ليس بغريب عن العراق الشقيق واهله الطيبين وهي نوع من رد الوفاء للاردن الذي احتضنهم ووفر لهم الامن والسكينة والطمانينة وهم ليسوا مجبورين على ذلك بل جاءت شهامة منهم .
بعد انتهاء الازمة يجب مراجعة قيود كل الذين تخلوا عن الاردن في هذا الظرف الصعب والامتناع عن الترويج لهم اعلاميا وعلى كل الصعد حتى تكون عبرة للاجيال القادمة.