فيلادلفيا نيوز
القضية ليست مجرد ” إضبارة” أو “ملف” يحمله “محامي” وكيلا عن رجل أو إمرأة أو بعضهم معا أو شركة وليست الحيثيات أن إلتزاما مدنيا قد إستحق وتخلف الملتزم أو أن فعلا يشتكي منه متضرر قد أرتكب والمطلوب وصفه وتجريمه كما ليست العدالة قابعة فقط في غرف المحاكم تنتظر من يوقظها إن كانت نائمة أو أن يزيل الغشاوة عن عينيها إن كانت لا ترى جيدا.. ¿! ¿!
وليس المحامي والوكيل فقط من يحمل ” هوية نقابة المحامين” ويرتدي “روب المحاماة” إذا أراد المثول أمام “قاضي” ليضع “وكالة” عن طرف من الخصوم مدفوع عنها “رسم إبراز” للخزينة العامة توثق لذات الخزينة ولدائرة الضريبة أن هناك قضية ومواطن ومحامي وترتبت أتعاب يتحتم على المستفيد ومن يقبضها أن يخرج الضريبة بالنسبة المقررة… ¿! ¿!
وليس الخصوم ومن تضرروا وتم الإعتداء على حقوقهم هم فقط من إمتلكوا ما يصلح كبينات ولديهم القدرة على دفع الرسوم القضائية وتوكيل من يقدم لهم “المساعدة القانونية والقضائية”… ¿! ¿!
وليس بيت العدالة فقط هو ذلك المبنى الذي رفعت أعلى بوابته “آرمة” كتب عليها “قصر العدل”.. ¿! ¿!
بل إن( القضية) (وطن ومستقبل) لا يمكن أن تحتويه طيات “إضبارة” أو “ملف” و (المحامي) كل مواطن مهما كان إسمه أو مهنته أو عمله أو هيئته ولباسه وما هو مكتوب في (الهوية)، (والخصم) المتضرر من تخلف تسديد الإلتزام أو من فعل مجرم أو غير مجرم هو (كلنا بلا إستثناء) وكلنا هو ( الوطن ومستقبل الأبناء والأجيال) وكل مواطن (منهك ومتعب) و( الحيثيات) هي كل ما يدور ( والبينات) هي كل أحوالنا وأوجاعنا وكل ما وصلنا إليه لا شيء يدحضه ولا أحد يستطيع إنكاره…!
وبيت العدالة هو كل مبنى رفع فوقه رمز الوطن (العلم) وشيد من المال العام ليجلس في غرفه وطوابقه الموظفون لخدمة الناس وتولى إدارة الحقوق وحمايتها..!
(والأتعاب) المجزية هي (وطن أفضل) لا تموت فيه الأحلام صغيرة غضة ويختنق الأمل بعوادم السيارات التي لا يمتلك أصحابها ما يمكنهم من إستبدالها (بسيارات الهايبرد الحديثة) أو (التسيلا) كالتي يمتلكها كل من هم معنيون بتحقيق العدالة..!
إن كل” إضبارة” أو (ملف) على كل (مكتب) وفي كل (مبنى) أو (قصر) إن لم يقرأ فيها من يفتحها أو يتولاها- ليقرر أو ليضع توقيعا فيها – إن لم يقرأ ويرى (الوطن) (المستبقل) (الهم والوجع) (المواطن) (الضرر والحقوق المسلوبة) (الأبناء والأجيال) (الأحلام) (الأمل)، إن لم يقرأ كل ذاك في الأسماء والحيثيات والبينات (والوجوه المكتئبة) فما بين يديه مجرد أوراق تلطخت بالحبر حبست بين طيات من الكرتون لا تصلح إلا (لكش الذبان) أو (لإشعال النار) التي ربما تحرق كل شيء وتبدأ (بالستائر) التي تزين نوافذ الوطن …!
أبو عناد… رايق المجالي.