فيلادلفيا نيوز
علينا أن نفهم ونعي ما الذي حصل وماذا تحقق وماذا سيكون في مقبل الأيام..؟؟؟
الأحداث في ظاهرها أن وقع هجوم ٧ أكتوبر من قبل المقاومة فأوقعت خسائر في العدو من قتل جنوده وأسر آخرين ومعهم بعض المدنيين وكسر كل السياج الأمني المادي والتكنولوجي للعدو ثم العودة إلى معاقل المقاومة وخطوطها.
ثم حصل أن جَيّش العدو كل طاقاته العسكرية والإعلامية ومعها مناداة كل حلفائه وصناعه من أنظمة ال ص ه ي و ن ي ه العالمية فسارعت كل قوى الشر في العالم بمد الكيان بالسلاح والمال وأيضا تشغيل الآلة الإعلامية لتأكيد حق ال ص ه ي و ن ي بالقتل كيفما شاء اي أن قوى الشر ووكلاء الشيطان في الأرض قد فوضوا هذا العدو بأن يمارس عقيدته النجسة بسفك الدماء الإنسانية العربية المسلمة كأنما يكافح حشرات مؤذية، فبدأ هذا المسخ السياسي والعسكري بإرتكاب الفضائع بحق الإنسانية وصب نيرانه من السماء – يسعفه تفوق آلته الجبانة – على العزل من المدنيين من شعبنا الفلسطيني في غزة.
تلك هي الحقائق والوقائع أو عناوين عامة للحدث الذي تمثل في هذه الحرب الدائرة والتي بدأت فصلا جديدا من فصول التاريخ العربي والإسلامي والإنساني، ولكن النظر إليها وقرائتها على أنها في جانب إنتصار المقاومة في الضربة الأولى ومن الآخر فتك آلة العدو والشر وال ص ه ي و ن ي ه بشعب غزة هذا يعتبر قراءة سطحية لما جرى وما سيجري.
وللتفصيل أكثر أو لرسم المشهد كما هو عليه فأقدم القراءة التالية في نقاط محددة :..
أولا : الضربة الأولى للمقاومة ليست هي ما قصد بتسمية الهجوم (طوفان الأقصى) فالهجوم المباغت ما كان إلا إطلاق هذا الطوفان الذي لم ولن يتوقف.
ثانيا : الضربة المباغتة للمقاومة وعدد القتلى والأسرى كان ضروريا حتى يخلق هذا الطوفان الفلسطيني المقاوم وقد جاء كتدشين لخطة كاملة مكتملة شاملة وضعت من المقاومة لتحقيق أهداف عديدة إستراتيجية جميعها وفي كل الجوانب، فكان :
١- كشف حقيقة وهن وضعف هذا الكيان وما رسم له من أنه قوة أسطورية في الشرق الأوسط إستخباريا وأمنيا وعسكريا وإظهار الفشل والعجز التام عند هذا العدو عندما يضرب بشكل مدروس وبنية صادقة وخالصة لتقويضه من المهاجم لا بالتمثيل والتكتيكات السياسية كما تفعل دول الممانعة وحلف المجوس المدعي.
٢-حصد المكسب الأول وورقة إخضاع الكيان للإفراج عن الأسرى الفلسطينين بالكامل ومن كل الفصائل ومكونات الشعب الفلسطيني وهذا ما سيحقق رغما عن الجميع وما هي إلا مسألة وقت.
٣-زلزلة الكرة الأرضية بحدث لم تتمكن كل سيطرة ال ص ه ي و ن ي ه على الميديا والإعلام في العالم أن تغطي على حقيقته وتحجب عن شعوب العالم تفاصيل ما حدث منذ اللحظة الأولى ولم تتمكن ال ص ه ي و ن ي ه العالمية من وضع القفل الإعلامي على الشرق الأوسط برمته إلا ساعات معدودات قامت خلالها ببث أسخف وأكبر كذبة في التاريخ لم تصمد إلا ساعات وهي كذبة ” قتل المقاومة للأطفال وللأبرياء وقطع رؤوسهم” فأنقلب السحر على الساحر من اليوم الأول إعلاميا وبدأ الطوفان الإعلامي المضاد للإفك والزيف والكذب ال إ س و ا ئ ي ل ي.
٤-ردة الفعل الغبية – وقد كان غبائهم جنديا من جنود الله – والتي تمثلت نتيجة إفلاس الكيان وفشله بعمليات القصف والتدمير وارتكاب جرائم حرب بالجملة ضد الإنسانية والتي لا تقبلها حتى الحيوانات المتوحشة التي غريزتها القتل، فكانت هذه الجرائم التي أراد العدو ان تنجيه من الهزيمة وأن تمكنه من تنفيذ مشروعه القذر هي مفتاح صحوة كل شعوب الأرض وكانت هذه الحرب المسعورة هي أول وأكثر ما احرق واسقط الاقنعة عن العدو الإ س و ا ئ ي ل ي وعن كل أنظمة ال ص ه ي و ن ي ه البشعة وكذلك عن كل العرب والمسلمين الخونة والمتآمرين مع العدو ضد أمتيهم فكانت هذه الحرب فرز تاريخي وبكل دقة بين الباطل وأهله والحق وأهله.
٥-كلما زادت آلة القتل وبكل طرقها في الإمعان بالقتل والإجرام وكلما زاد إذعان أنظمة المسلمين والعرب وعجزهم كلما تحولت المليارات من شعوب العالم إلى ألسنة الحق تلعن إ س و ا ئ ي ل وتلعن أنظمة ال ص ه ي و ن ي ه فسبحان رب العزة الذي لا يعلم جنده إلا هو العلي القدير العظيم، فصارت شعوب العالم جند الله ومدده لفلسطين وشعبها ومقاومتها.
٦-ومن اليوم الأول بدأ أيضا نزف المال من عبدة المال من دولة الكيان إلى كل أعوانها فالإستنزاف الاقتصادي للأعداء موجع لهم بقدر ما يعمل فيهم من قتل.
وبناء على ما مر فالنصر للقضية قد تحقق بأن أصبحت قضية فلسطين وبتاريخها منذ أول شبر تم اغتصابه هي قضية شعوب الأرض والعالم الأولى، وتحققت انقلابات عظيمة في كل مجال وعلى كل صعيد فتغيرت موازين القوة عسكريا بتغيير المقاومة لقواعد البشر وقدرتهم على خلق نوع من القوة عند الإنسان الغزي الفلسطيني الفرد تفوق قوة كتيبة بعدتها وعتادها وعديدها وتغيرت أيضا موازين القوة الإعلامية وبالنتيجة موازين القوة والتأثير السياسة وهذا ما سيلمسه العالم ما بعد هذه الحرب.
٧-عربيا وإسلاميا بل عالميا صارت شخصية (ابو عبيدة) بكل تفاصيلها هي شخصية البطل الاسطوري الذي يقاوم قوى الشر وينقذ العالم والبشرية منها، فصارت كل الشخصيات الخيالية من سوبرمان وباتمان وغيرها مجرد ألعاب بالنسبة للأجيال الصغيرة والصاعدة والقادمة وترسخت صورة ابو عبيدة كبطل حقيقي وواقعي هو المعلم الأول لكل إنسان حر وطالب للحرية والعيش بكرامة.
وعودا على بدء وعلى عنوان المقال (واقعية النصر) فالواقعية في التفكير ينتج عنها أن النصر الحاسم والتام بتحرير كامل الأرض ودحر هذا الكيان للأبد ليس في المدى القريب جدا، أي أن إنتظار الايام أو الأسابيع القادمة لينهزم المحتل ويرفع الراية البيضاء وينسحب من الأراضي المحتلة ٦٧ ثم بعيد ذلك الجلاء عن المحتل في ٤٨ هذا التفكير أو الأمل بذلك فورا وحالا وقريبا جدا إنما هو أحلام يقظة وضرب من الخيال، فكل ما تم تحقيقه من نصر هو ما مر تثبيته من قلب كل الموازين وفتح فصل جديد من فصول تاريخ الصراع، لكن هذا هو الفصل الأول برأيي من فصلي تحرير فلسطين أو مرحلة أولى بنسبة ٥٠ ٪ وصولا للفتح والنصر الاخير.
فالقادم في المنظور من الأيام هو عودة الجميع صاغرين إلى مربع البحث عن صيغة سلام عادل وشامل يؤمن فعليا لإسرائيل أن تشعر بالأمان لزمن، وهذه العودة وفقا للمعطيات العسكرية والسياسة الجديدة ستكون رغما عن أنوف الجميع عودة لطلب السلام من الممثل الحقيقي والفعلي والصادق للشعب الفلسطيني وبالتالي للأمتين العربية والإسلامية فيما يتعلق بقضية فلسطين وهو (المقاومة الإسلامية) فقط لا غير.
طوفان الأقصى أعاد ترتيب اللاعبين السياسين وفي ميدانها وكل ميدان آخر وفقا لما ظهر من حقائق ثبت معها أن المقاوم الفلسطيني هو اللاعب الرئيس بل وهو المدرب وهو من يعرف اللعبة والملعب كما لم يعرفه غيره.
واخيرا فبعد الترحم على شهدائنا من شعبنا الفلسطيني فإنني أجد في وسط هذا الألم العظيم لفقدان هذه الأعداد أيضا نورا عظيما أضائته الدماء الزكية للأمتين والنتيجة التي تخفف الألم أن هذه الدماء لم ولن تذهب هدرا بل هي فتح إسلامي أممي بحد ذاته.
الله أكبر… ولله الحمد
والعاقبة للمتقين.
عاشت فلسطين حرة عربية إسلامية.
ابو عناد.