فيلادلفيا نيوز
“إذا بتحشر” البس (القط) ” بتحول لأسد وبمرطك ”
هذه مقولة أو حكمة شعبية معروفة لدى الكبير والصغير فالقط الذي يوصف بالضعف وبالجبن والهروب دائما من وجه أي شي او كائن يعتبره خطرا عليه فيقال دائما كتعبير عن الجبن ” فلان مثل البس” أي أنه لا يملك اي ردة فعل إلا الصمت أو الهروب من وجه من يجابهه.
وفي ذات الوقت الذي نجمع على هذا الوصف “للبس” كمفهوم للضعف والجبن كذلك فالكل يجمع على أن هذا “البس” إذا وضع في خيار المواجهة بأن لا مهرب له فإنه يتحول إلى كائن مخيف فيتحول من الوداعة إلى الشراسة مضطراً عندما تضعه في زاوية لا مفر منها ولا مخرج إلا من الجهة التي يقف فيها من يحاصره.
هذه النظرية الشعبية عن تحول الكائن الوديع والضعيف إلى آخر شرس هي ذاتها ما أسقطها “كاهن السياسة” الأمريكية الصهيونية “هنري كيسنجر” ووزير خارجيتها الأسبق على سياسة الدول الأقوى في العالم عندما تريد السيطرة على شعوب ودول العالم الثالث وقد كان يجعل هذه النظرية هي المحدد الأول والأساسي لتنفيذ السياسات الأمريكية في كل مناطق العالم التي تعاني شعوبها من الإنحدار والإنحطاط والضعف بسبب ما تعانيه تلك الشعوب من مشاكل داخلية طبيعية أو خارجية مصنوعة من الدول الأقوى في المنطقة والعالم فهو الذي عنون هذه النظرية بقوله ” إذا أردت أن تجبر خصمك الضعيف على الإتجاه إلى حيث تريد أنت فلا تحاصره من كل الجهات بحيث لا يجد وسيلة للهرب إلا بمواجهتك بكل قواه ليخرج من الجهة التي تقف فيها، وعليك أن تترك له مهربا من الجهة التي تريده أن يتوجه إليها”…؟؟!!!؟؟
وبتعبير آخر فهذه النظرية تعني أن الضغط على” البس الحيوان “أو” الشخص البس “أو” الشعب البس ” ومحاصرته بحيث لا يجد مهربا أو مخرجا يعني بالضرورة انك أنت من يضع نفسه أمام قوة كامنة ستنفجر وتتوجه بإتجاهه إما لتجد المخرج وإما لتحدث ما يعتبر إنتقاما وردا على ما أحدثته أنت فيه.. ¿! ¿! ¿!
و قطعا سواء النظرية في طورها الشعبي أو في طورها السياسي فليس المقصود أو المجدي هو إيجاد المخرج بشكل وهمي بل بشكل حقيقي فلا ينفع أن ترسم “للبس” بابا أو نافذة على الحائط فهو حين يصطدم بالحائط الذي توهم أنه المخرج الوحيد سيرتد أكثر غضبا وأكثر شراسة وقوة ليتجه نحوك ليؤذيك وليمر عبر السد الذي كونته أنت… ¿! ¿! ¿!
وإفهم ياللي بتفهم فحتى لو كنت مروضا للأسود “فالبس” لن يسألك عن مهنتك وخبرتك عندما تحاصره وتضطره لمجابهتك…!!!
ابو عناد.