فيلادلفيا نيوز
سيجيب إنها الفتنة التي لم تجد من يطفئها وقسما بأننا كلنا قتلة” حسن” بعدم المسؤولية ..!
فتنة شحنت الأجواء وزادت الإنفعالات وكثرت الأخطاء وجعلت الصدف أقدارا تؤجج الفتنة.
“الفتنة نائمة لعن الله من إيقظها”.
عند التفكير بهذه العبارة نجد الآتي :
أولا : قال أنها نائمة أي أن أسباب الفتن موجودة في كل مجتمع حتى لو لم تخلق وتزرع.
ثانيا :” لعن الله من إيقظها” والله – عز وجل – وحده القادر على اللعن والخالق وحده من لا يدرك الإنسان معاني أن يلعنه خالقه وكيف يحاسبه فقد يحاسب العبد في الدنيا وقد يكون حسابه في الآخرة.
ثالثا :يعلم الله وحده من يوقظ الفتن لأنه – عز وجل – يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والبشر لا يعلمون إلا ما يظهر للعلن ونحن مطالبون بالحكم على ما يظهر.
رابعا : كلنا وبأبسط الوسائل نرصد الأفعال الظاهرة المباشرة والغير مباشرة التي توقظ الفتن والتي تزرع أنواعا لم نعهدها ولكننا نتجاهل وننكر ونغطي ونتجمل.
أن نقول بأن الله لعن من يوقظ الفتنة لا يعني أننا عاقبناه وهذا وعظ فقط لمن لم يعرف ما بضمائرهم بينما من يأتي فعلا ظاهرا يوقظ أبسط فتنة ولو بين شخصين وجبت عقوبته ممن يملك إيقاع العقوبة.
وعليه،،،
لا يكفي أن نلعن من يثير الفتن وأن نفعل منابر التوعية لخطورة الفتنة من أي نوع على المجتمع ولا يكفي ولا يجدي أن نسب أو نشتم ونصف من يمارس أنواع وأشكال العنصرية والعصبية بل يجب قطع دابر الفتنة بإجتثاث هذه السلوكيات بمعاقبة الفاعل أولا لتحقيق الردع الخاص والردع العام من ناحية ومن ناحية عزل ذلك (الفايروس) عن المجتمع في الحبس.
القانون الأردني لم يترك علاج هذه السلوكيات وشملها بالتجريم ويجب تفعيل النصوص لتحقيق الأهداف المخصصة للقانون بهذا الخصوص وعدم تطبيق القانون ممن إختصاصه تطبيق القانون يعد تقصيرا وإهمالا يجعلان المقصر شريكا في إيقاظ الفتنة.
ومما يجب أن تنتبه الدولة له أن حتى قوانين وأنظمة الرياضة في العالم تعاقب المنتخبات والأندية وحتى الدول أحيانا إذا ما إقترف الجمهور ما يسيء لما هو ليس رياضيا مثل التميز العنصري وما يسيء إلى مباديء إنسانية وما يقحم الرياضة بأي شأن آخر بوسائل التغريم والحرمان وربما إلغاء الكيان الرياضي الذي بسببه جاءت الإساءة من جمهوره.
وتشريعاتنا الداخلية أيضا فيها ما يعاقب لتحقيق الردع الحقيقي للجماهير.
و الخلاصة أن الدولة تعي وتدرك وجود الفتنة التي تنام في الظاهر حينا وتستيقظ أحيانا كثيرة لذا فأجهزة الدولة بكل أنواعها وبكل ما أوتيت من قوة ومن أساليب متطورة يجب أن تتصدى لهذه الفايروسات أو (السوس) الذي ينخر في هذا المجتمع وهي التي تتفاخر على كل الدول بقدرتها على فرض وتحقيق الأمن والأمان، ويجب تتبع وجلب كل من ايقظ الفتنة ولو بكلمة وأن تحاسبه وتعزله عن المجتمع كائنا من كان وليس فقط بتهمة إثارة الفتنة والنعرات بل بتهمة أكبر وهي تقويض النظام لأن الفتن حين تشتعل هي الأقدر على تقويض الدول والأنظمة وهذا مما لا يحتاج لدليل أو إثبات ودولتنا وأجهزتها قادرة على إجتثاث الفتنة من جذورها بإجتثاث (السوس) الذي ينخر في الأمن الوطني بمعناه السياسي والإجتماعي.
ابو عناد.