فيلادلفيا نيوز
رئيس الحكومة تحدث عن السردية الأردنية اي تاريخ هذا البلد في نشأته وبناءه وإستمراره وهذا ما عبرت عنه انا شخصيا في أكثر من مناسبة (بالرواية الأردنية) عبر ادراجاتي التي اطالب فيها العقل الجمعي في هذا الوطن بإستيعابها فصولا واحداثا وعبراََ وحفظها عن ظهر قلب وإبرازها للقاصي والداني والدفاع عنها أمام كل تشويه وتشكيك بالإقصاء أحيانا وبالإجتزاء أحيانا أخرى وبتحريف السياق التاريخي العربي لصالح روايات معظم الفصول فيها منسوجة دراميا لصالح أنظمة عربية لم تجد سبيلا لتلميع صورتها إلا الإفتراء على غيرها وقد نال هذا الوطن قيادة وشعبا القسط الأوفر من التحريف والتزييف ضدهما.
ولأن الشيء بالشيء يذكر ففي هذا الشهر الفضيل تعرض قناة mbc دراما بعنوان (سفربرلك) يحكي نهاية حقبة الدولة العثمانية في ظل حركة التتريك وصعود تركيا الفتاة إلى حكم الدولة وأحداث المسلسل من بداية الحلقات عبارة عن فنتازيا تستند إلى عناوين تاريخية تدور في منطقة الخليج العربي (الجزيرة العربية) ليظهر أن حركات التحرر من الحكم التركي كان مهدها الصحراء العربية وشعوبها وحتى الآن مع محاولتي تتبع البناء الدرامي لهذا العمل لم أجد ما يشير أو قد يتطرق لاحقا للحقائق التاريخية وأهم عناوينها في تلك المرحلة وهي مقدمات ومادة الثورة العربية الكبرى من قادتها ورموزها والشعوب التي التفت خلف قيادتها وهي الثورة التي اسست لإستقلال الدول العربية الكبرى كسوريا والعراق كممالك هاشمية في البداية ثم تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية التي بقيت هي الإبن الشرعي الوحيد للثورة العربية بعد التآمر العالمي على حكم الهاشميين في سوريا وفي العراق.
(السردية الأردنية) كما يسميها رئيس الحكومة والتي اسميها انا (الرواية الأردنية) لا يكفي ان نرددها بيننا أو تكتب بعض فصولها في مناهجنا بشكل عابر بل لابد أن تكون الرواية التي نعرفها ونحفظها ونعلنها ونعلمها للأجيال خارج الوطن وداخله بكل وسائل الإبداع فروايتنا هي الاصدق لأنها كتبت بالدماء والأحداث والاسماء الحقيقية لا تلك التي ابتدعها مؤلف وصورها مخرج ومولتها خزائن المال العربي الذي أصبح لا يوظف إلا لمحو كل ما له قيمة في تاريخ العروبة.
رواية هذا الوطن منجم لكل الفنون وليست قصة عربان في الصحراء يسوسها (قهوجي) أو (راعي) تلتقي مصالحهما مع طامع وطامح للإستيلاء على (الشيخة) والزواج من إبنة الشيخ التي تقضي يومها على (الغدير) تنتظر فارس أحلامها (الطريد) لتدعوه (لشق) والدها الشيخ الآيل للسقوط أمام مؤامرة ولد عمها مع القهوجي والراعي.
أو أنهم – وهم بعضنا – قد إختصروا تاريخ هذا البلد وشعبه – وانتجوا رواية تقول ان هذا الشعب لم ينتج أو يساهم عبر التاريخ في حضارة العرب إلا في ابتداع طريقة صناعة الجميد وإعداد سدر المنسف البلدي، حتى كاد بعضهم أن يدعو إلى تأسيس جامعة أو أكاديمية للمنسف تشرح طريقة أكله باليد فقط.
وللحديث بقية….
ابو عناد.