فيلادلفيا نيوز
سيدنا ومولانا صاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين المعظم -حفظك الله ورعاك – لطالما كانت سجية الأردني أن يبقى رافعا رأسه مهما كانت الظروف وأن يتبع نهج آبائه وأجداده وحين تكلل العنفوان الأردني العربي بأن قيض الله له قيادة هاشمية صار يرفع رأسه أعلى من كل الرؤوس بين العرب عزا وفخرا بقيادة الهواشم -آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم – وكفى بهذا النسب لهذه القيادة فخرا .
مولاي ,,,
ما أنا إلا فرد من أفراد هذا الشعب الذي سطر مع الهاشميين ملاحم الرجولة والعزة والثبات في وجه كل العاديات فكانت الدولة التي بلغت مئة من البناء بالكد وبالصبر وبالطعان والصمود في كل معركة فرضت عليها وعلى شعبها وقيادتها , وأنا إبن سلالة عربية لا تنقطع -ككل السلالات – أنتسب لها وكلي فخر بأنها من أعز قبائل العرب في جزيرة العرب “تميم ” وقد زادها الله عزة وسؤددا أنها دخلت الإسلام والتحقت بركب المؤمنين برسالة جدكم خير بني البشر -سيدنا محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم )- الهاشمي العربي المصطفى من خير نسب .
فكان ممن أنتسبت إليهم في الأبعد من النسب ” رجل إذا غضب غضب له مئة ألف سيف لا يسألون فيما غضب ” (الأحنف بن قيس ) وكان منهم رجل لا يهزم جيش هو فيه وبه وحيدا كان الخلفاء يمدون به جيوش الفتح (القعقاع بن عمر ) , وفي الأقرب من نسبي كان من قال وفعل ” ما اريد أنا هدنة يا كلوب ..خلي البواريد رجادة ” (حابس ) “الذي “حبسهم بالوادي …هو ورجاله الشداد(ي) ” وكان “هزاع ” و”عاطف ” وفي الجولان من تصدر عناوين الصحف البريطانية وصفه ذات مواجهة طاحنة ” جنرال أردني يتنزه في الجولان ” (خالد هجوج ) الذي نادته والدته “قفا البيبان ” وكان يآمر على جيوش سيارة ” فرتق حيث قطاعه الذي قاتل فيه عورة العرب فأنقذ دمشق من السقوط في يد العدو الغاشم الغاصب .
سيدي ومولاي ,,,
لا أزاود على أردني فكلهم مثلي وأنا الذي ولد وشب على هذه الأرض وهو يعلم ويؤمن بأن أمجاد الشعوب والخيرة من الرجال لا تتحقق إلا بخيرة القادة فكان أجدادنا أول ما يفخرون به أنهم جند الهواشم _آل البيت _ وفي ركابهم يسيرون ويختالون على كل العرب .
وقد كنتم يا سيدي منذ حملتهم الراية وأعتليتم سدة الحكم على نهج الهواشم تريدونها خفاقة , فواصلتم الليل بالنهار تفكرون وتقررون وتوجهون وتخوضون كل معترك بكل ثقة وعزيمة وثبات ولما لمحتم بعض الفتور في همة شعبكم وجهتم الخطاب لتنعشوا وتستنهضوا فيهم العزيمة فقلتم لكل فرد أردني ” إرفع رأسك فأنت أردني ” .
نعلم يا مولاي أنكم لم تطلقوا هذا النداء عن عبث وأنكم صغتم ما به تؤمنون وما تريدون في هذه العبارة ولكن نوايا وقناعات وإرادة الملوك تحتاج لمن يترجمها وينفذها من رعيتهم ممن يختصهم الملوك من بين الشعب لخدمة الشعب وتطبيق الرؤى الملكية وتحويل الفكرة إلى واقع وهذا يا سيدي ومولاي المعظم ما لم يحدث على مر الزمان الذي دأبتم فيه على تكليف حكومات ومنحها الثقة وتوجيهها وتكليفها لتحقيق ما به تحلمون وإليه تطمحون وقد ظنوا جميعهم أن ثقتكم وتوسمكم بهم الكفاءة مجرد تشريف لهم وأوسمة صاروا يتفاخرون بها على الشعب فآذوه وأذلوه وأشبعوه كذبا وزيفا وتحصنوا بأنهم نالوا ثقة لا يطعن فيها فأختبأوا خلفكم يا سيدي طوال الوقت وللآن حتى إذا أشر عليهم إصبع بسوء أخذوه بأنه يؤشر عليكم وشعبك يا سيدي من كل إفكهم براء .
وأبوح لك يا مولاي عن نفسي فأنا اليوم أردني لا أستطيع رفع رأسي إلا إذا جلست على كرسي “الحلاق ” إذا توفر في جيبي ما يمكنني من الذهاب للحلاق , فأنا من زخم ما اتلقى يوميا من الضربات ومن كل الإتجاهات” لا أستطيع رفع رأسي ” ولأنني كببت على وجهي وأعتلى ظهري “تاجر البندقية ” دائني (البنوك ) -يريد قطعا من لحمي سدادا لدينه – “لا أستطيع رفع رأسي ” ولأن رأسي مطلوب لدوائر التنفيذ “لا أستطيع رفع رأسي ” في النهار و في الليل لأنني مشغول بالبحث في بقية الأدراج السفلية عن “شمعة ” تبدد ظلمة أنقطاع التيار الكهربائي لعدم تسديد فواتيري “لا أستطيع رفع رأسي ” فإنني إن فعلت ربما يرتطم رأسي في العتمة بشيء فيحتاج أهلي لنقلي للإسعاف والسيارة التي تقف في بابي فوق أن “لمبة البنزين ” مضاءة منذ يوم أو أكثر فقد لا يدور “الماتور ” لفقدان” البطارية ” وعمرها أكثر من خمس سنوات أو لأوجاع أخرى في مركبة من الحديد لا تبوح ولا تشتكي .
مولاي وسيدي ,,,
كل أولئك الذين يظهرون على الشاشات والمحطات “يرفعون رؤوسهم ” ليسوا إخوتي وليسوا أبناء عمي وليسوا جيراني وهم في أغلبهم مجرد “ممثلين ” كتبت لهم أدوار وكلفوا بمهام إن لم يؤدوها بإتقان فستطير رؤوسهم وتتدحرج خارج الوظيفة والمؤسسة والشركة والجلاد هو من أراد أن يقنع جلالتكم بأنه قد كان أهلا لثقتكم وأنه فكر ودبر وخطط ونفذ ما أمرتم به وما أردتم للأردني ” بأن يرفع رأسه لأنه أردني ” .
حفظكم الله مولانا وسيدنا وقائدنا عميد آل البيت الهواشم الغر الميامين ورزقكم بطانة صالحة تريكم الحق حقا والباطل باطلا لتواصلوا نهج آبائكم وأجدادكم وطموحاتهم العظيمة لهذا البلد وللعرب والمسلمين .
وحفظ الله ولي عهدكم الأمين أميرنا الألمعي الشاب الحسين بن عبدالله المعظم الذي نراه ونلمس في كل حركة له حرصه الشديد على تنفيذ كل مهمة تنتدبونه -جلالتكم لها – بدقة ونجاح وتميز .
والله والوطن والقيادة من وراء القصد .
المواطن : رايق عياد المجالي /ابو عناد .