فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
فيلادلفيا نيوز
وما زال المواطن الأردني يجري أبحاثه الخاصة ويراكم التجارب ويستخلص النتائج والعبر ويحاول تعميمها على غيره للوصول إلى نتائج مضمونة تتعلق باختيار البطيخة التي تكون حمراء وحلوة بدرجة عالية ، والمسألة عند الأردني غاية في الأهمية وتعتبر عملية القدرة على إختيار البطيخ اللذيذ معيارا مهما للرجولة ورجاحة العقل والوعي ، فمن لا يميز البطيخة الحمراء الحلوة من الأقل حمرة وحلاوة يعتبر ساذجا وعرضة لأن يضحك عليه تجار البطيخ وبالتالى ستضحك عليه زوجته وستقلل من احترامه.
بينما مسألة إختيار من يمثله في البرلمان فليست مسألة ذات أهمية ولا تعني المواطن الأردني كثيرا والمهم هو مجاملة البعض أو الإستفادة من موسم الإنتخابات بتصفية حساب مع البعض أو يفضل عند من يدعي رجاحة العقل عدم الخوض أصلا في الموضوع ومقاطعة العملية برمتها.
في موسم البطيخ تكون رجولة الفرد على المحك فإما يثبت أنه ليس ساذجا وليس لقمة سائغة لتجار البطيخ وإما يسقط في هذا الإختبار ويصبح مضحكه للجميع.
أما موسم الإنتخابات البرلمانية فمجرد فرصة لأن يمرر الفرد الأيام ويتخطى هذا الموسم ويقضيه كمن ذهب في نزهة يستمتع بالطعام والشراب ويستخدم المكان الذي حل فيه ثم يترك كل شيء وراءه من نفايات وبقايا العبث بالطبيعة ويعود لمنزله سالما معافا ليقوم بمتابعة الأخبار ويركز على الأوضاع في بلده ويبدأ بكيل النقد والشتم لكل من هم في مواقع العمل العام ومواقع المسؤولية السياسية والإدارية وأثناء ما هو يتلذذ بأكل البطيخ الممتاز الذي إشتراه وتم اختياره بعناية فائقة ودون أن يتعرض لأي محاولة للغش.
أبو عناد.
