الأحد , نوفمبر 17 2024 | 11:34 ص
الرئيسية / stop / رايق المجالي يكتب : مقابلة سمو ولي العهد المعظم مع قناة العربية

رايق المجالي يكتب : مقابلة سمو ولي العهد المعظم مع قناة العربية

فيلادلفيا نيوز

لن انحو للمديح وقول أجمل العبارات فيما ظهر في هذا اللقاء من شكل وصورة وبساطة وتواضع وثقة وعمق فهذه اشياء يدركها الجميع وتعجب كل ذي لب وعقل وبصر واعتقد جازما أن سبب ومنطلق إجراء المقابلة ليس البحث عن كيل المديح لسموه -فهو لا يحتاج ولا يلتفت لهكذا أمور – وليس أيضا البحث عن تصدر إعلامي محلي أو عربي أو عالمي .

لكني سأكتب عما أعتقده أنا بل ما أجزم به على أنه منطلق إجراء المقابلة وهدفها وأيضا الجهة أو الفئة التي استهدفها خطاب سمو ولي العهد ، وما اجزم به هو أن منطلق سمو الأمير وهدفه توجيه رسائل واضحة تحمل في طياتها تحذيرات واضحة -لكن بأدب الملوك اوالامراء الهاشمين -وهذه الرسائل موجهة لفئات المسؤولين بلا استثناء في الدولة الأردنية ولكل من يتولى مهمة مهما كانت بسيطة لكنها تصب في الشأن والصالح العام.

فالمعروف بدهيا أن أي شخصية عامة أو مشهورة يراد إجراء لقاء صحفي تلفزيوني أو غيره معها -حتى الفنانين – لابد أن يطلع على نوع الأسئلة التي ستوجه له أو لها وعند أهل السياسة ومن يضطلعون بالشؤون العامة عادة ما توضع الاسئلة من جهتهم حتى يتم توصيل الرسائل الصحيحة إلى الاتجاه الصحيح.

فمقابلة الأمير لم تأتي ضمن سياق سياسي ولا حتى ضمن سياق اطلاع العالم أو الشعب الاردني على جوانب شخصية سمو ولي العهد لأنها أصبحت معروفة ومحبوبة لدى الجميع ولولا معرفتها لما كانت المحبة العارمة لشخص الأمير الهاشمي التي لا شك بأنها اكسبته لقب الأمير المحبوب حقا وحقيقة ،بل جاءت هذه المقابلة ضمن سياق كل الجهود التي يبذلها سموه من أجل رفعة هذا الوطن ومن أجل رفاه الشعب وكرامته والتي هي توجيهات القائد الأب جلالة الملك المعظم ، فسمو ولي العهد وفي الفترة الاخيرة التي بلغت سنوات معدودات قد تولى الاشراف على ملفات الإصلاح والنهضة والتنمية الداخلية والتي تركز على البناء الداخلي للدولة ومجتمعها وقد رسم سموه سياسته وخطته لتعظيم ما انجزته الدولة من جهة ومن جهة أخرى ترميم ما احدثته الظروف السابقة والقائمة وكذلك انحرافات السياسات بسبب انحراف شخوص الإدارة العامة في الدولة عن جادة الصواب ،فلا يخفى على أحد حجم وعدد الملفات الداخلية التي يتابعها سموه من خلال مكتبه الخاص ومؤسسة سمو ولي العهد وكذلك من خلال ما يكلف به بين الفترة والأخرى من جلالة الملك من مهام ليتابعها على وجه الاستعجال.

مقابلة سموه جاءت أيضا في توقيت مهم فتوجيه الرسائل أهم ما فيه النتوقبت فلا جدوى من رسائل متاخرة تأتي بعد أن تسير مجريات ويستقر واقع وتحدث المشاكل والتعقيدات ، ومناسبة التوقيت هي أننا داخليا قد انجزنا على صعيد الخطط ورسم السياسات الشيء الكثير على المستوى التظري فقد وضعت خطة الإصلاح السياسي وكذلك الإداري وتم سن التشريعات المتعلقة بالجانبين ونحن مقبلون على مرحلة التنفيذ على الأرض سواء فيما يتعلق بتشكل البرلمان الجديد ويلحقه المجالس البلدية ومجالس المحافظات من خلال الانتخابات البرلمانية والانتخابات البلدية ،كما أتمت السلطة التنفيذية أيضا ما المهمة التشريعية أيضا فيما يقع تحت صلاحياتها الدستورية من وضع الانظمة التنفيذية والمستقلة وذلك لتنفيذ كافة الخطط العامة أو خارطة الطريق التي انكبت على وضعها لجان ملكية تشكلت من خيرة خبرات أبناء الوطن.

نعم إن الأمر الطبيعي أن يقوم كل قائد لمهمة أو فريق بعد الانتهاء من مرحلة وضع الخطط وتهيئة الظروف وقبل البدء بتنفيذ أن يجتمع بمن عليهم مسؤوليات تنفيذ هذه الخطط كل حسب الجزئية او الجانب الذي يتولاه وإن جاز أن نطرح المثال والتشبيه فمدرب فريق كرة القدم بعد كل التدريبات المضنية ووضع خطة اللعب وإفهامها للفريق لابد قبل بدء المباراة -وهذا قانون ثابت – من أن يجتمع في الفريق في غرفة الملابس ليعطي التوجيهات والتحذيرات الاخيرة قبل انطلاق المواجهة.

لهذا فسمو ولي العهد قطعا أراد أن يوجه الرسائل والتوجيهات والتحذيرات للفريق -وهو كل من يتولى مسؤولية الآن أو سيتولاها في المستقبل القريب والبعيد تتعلق بهذا الوطن العزيز والكريم – فكان أوضح ما في هذه المقابلة أن سموه قصد أن يضع هذه الفئات أمام مسؤولياتهم ولكن مرة واحدة -لإستحالة اجتماع كل هذه الفئات معا في مكان وزمان معينين – والأهم أن هذا الاجتماع العام لسموه مع هذه الفئات على الملأ وأمام اسماع وانظار الشعب الاردني وليس أدل من أن هذا هو الهدف من إبراز الفقرة التي تحدث فيها سمو ولي العهد (عن الأشخاص الذين يكلفون بمهام ويمنحون الثقة ويعدون بتأدية المهام لكنهم لا يفعلون بل يفشلون ويحاولون التغطية على الفشل بأشياء أخرى وركز على اسفه من أنهم في السابق لا يسائلون أي لا يحاسبون على الفشل أو على الكذب).

وايضا جملة قالها سموه في نفس السياق عن طريقة تفكيره -ويقصد بها نفسه وقبله جلالة الملك – وهي رسالة مدوية تلك التي قال فيها ” أنا في موضوع الثقة لا امنحها مباشرة ودفعة واحدة فالثقة تأتي تكتسب بالتدريج” وهذه تعني قطعا أن من يريد أن يكسب ثقة جلالة الملك وثقة سمو ولي العهد عليه أن يستحقها بالعمل الصادق والقيام بالواجبات وتحقيق الانجاز لا بشيء آخر.

وهذه هي أهم جزئية في المقابلة وتتلخص بها الرسالة الأهم الموجهة لكل مسؤول وكل من يتولون الشؤون العامة ويكلفون بالمهام الوطنية ومعناها بالمحكية الأردنية (زمان أول حول) ونحن مقبلون على مرحلة سيسأل كل من يكلف وينتدب لمهمة أو مهام.

علينا جميعا كأردنيين أن نلتقط هذه الرسائل العظيمة والعميقة في حديث سمو ولي العهد وخصوصا من هم في المسؤولية الآن وكذلك من سيرتادون المواقع ويعتلون المناصب سواء بالانتخاب أو التعيين ، ولو كنت أنا من هؤلاء الآن أو مستقبلا لسجلت عبارات سمو الأمير واعدت الإستماع إليها كل صباح كالذين يدمنون سماع فيروز في الصباح وهذه نصيحتي لمن سيبتلون بالمسؤوليات المهمة والجسام فليسمعوها مني فأنا لن اكون في أماكنهم ولكني التقطت الرسائل وفهمتها فتوافقت مع نهجي في تأدية واجبي في وظيفتي الصغيرة وسأبقى بإذن الواحد الأحد أطبق ما علمت وفهمت من عظمة هذه الرسائل.

وعلينا أيضا كأردنيين أن نزهو فخراً بفارسنا الأردني وولي العهد الأمين الهاشمي وبفكره ونهجه اللذان خرجا أيضا من مدرسة الهواشم ومن تربية المعلم الأول لكل إبن وهو لسموه الأب والمعلم والقائد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم -حفظه الله وولي عهده فلذة كبده اميرنا المحبوب- الحسين بن عبدالله المعظم.

رايق المجالي/أبو عناد.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com