السبت , نوفمبر 16 2024 | 5:32 م
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / رايق المجالي يكتب : مباراة السوبر الأردني

رايق المجالي يكتب : مباراة السوبر الأردني

فيلادلفيا نيوز

قبل ان تنطلق صافرة بدء لقاء الفيصلي والوحدات في مباراة تسمى (السوبر الأردني ) وكما يعد اللاعبون من قبل الجهاز الفني لهذا اللقاء ذهنيا وخططيا وبدنيا (أي فنيا ) يفترض أن تعد الجماهير ايضا لهذا اللقاء فهي كما يقال في كرة القدم اللاعب رقم (12) لكل فريق وهذا يعني أن جمهور الفريق مشارك رئيس في كل مباراة ومؤثر في النتيجة وشريك في حصد الألقاب والنتائج والفرح بسببها ولأجلها , فالجمهور يحوز اللألقاب مع فريقه بدليل أن كل مشجع يقول (فزنا أو خسرنا ) و(نحن ابطال الدوري ) و(نحن الأفضل ونحن الأقوى ) مع ان الجمهور لا يتدرب ولا يلعب ولا يصاب او يتعب وهو متابع ومراقب وبما ان جمهور الفريق كما قلنا جزء من اللعبة فوصف السوبر ايضا يشمله فيجب ان تكون اللقاءات وهذه البطولات التي اسمها (سوبر ) وترجمتها (الأفضل ) هي (سوبر ) في كل شيء بمعنى ان الفريق والجمهور يجب ان يسعيان لأن يكونا السوبر في اللعب والنتيجة وفي التشجيع .

وكما قلت فإذا كان إعداد الفريق فنيا وذهنيا على عاتق الجهاز الفني فإعداد الجمهور والمشجعين بالتأكيد يقع على عاتق الإدارة وعلى ما يرتبط بها من رابطة المشجعين وكذلك إعلام النادي الذي بالضرورة يضخ في الشارع الرياضي أنواع التعبئة النفسية والذهنية فإدارات الأندية وإعلامها مسؤولة عن الشارع والمشجعين بما لها من صفة تمثيلية مستمدة من الهيئة العامة للنادي والتي هي ايضا (الهيئة العامة ) تمثل جموع المشجعين .

(الفيصلي الملقب بالزعيم والوحدات الملقب بالمارد ) ناديان أردنيان يمثلان قطبي الكرة الأردنية وهما خزان المنتخب الوطني الرئيس ورصيده وهما بمستواهما الفني دائما معيارا ومؤشرا لتطور كرتنا الأردنية وهما معا صورة الكرة الأردنية والإنتماء لأي منهما لا يجب أن يكون إلا على هذه الخلفية وهذه الأرضية وضمن إطارها وعكس ذلك أو غيره ما هو إلا خروج على قانون كرة القدم أولا ويفضي بالنتيجة إلى ان الممارسات التي تخرج عن قانون كرة القدم تخرج عن قانون البلد فمثلا حماس مشجع وحبه وعشقه لأي نادي أو فريق لا يصلح ولا يجوز ان يكون مبررا له بأن يلقي زجاجة ماء صغيرة على الملعب أن أن يشتم لاعبا أو حكما أو أي إنسان أو جهة وهذه سلوكيات تخالف القوانين طبعا والأهم كيف نتصور منطقا يقول أن الحب والعشق ينتج أذية أو ينتج كراهية وبالمجمل فالتشجيع الرياضي الذي فيه ممارسات بشعة وخاطئة ليس حبا أو عشقا أو انتماء لأي شيء طيب وجميل وهو مجرد عنصرية عمياء وبشعة .

وعن الفيصلي والوحدات تحديدا فإن ترسيخ فكرة أو مقولة (ان الفيصلي وطن والوحدات قضية ) ما هي إلا آفة من آفات الجهل لأن وطن الفيصلي هو وطن الوحدات وقضية الوحدات هي قضية الفيصلي وطبعا (الوطن والقضية ) لكل نادي أردني ولكل لاعب وكل اداري وكل مشجع وغير مشجع وأرى في هذه المقولة (حطاب كراهية ) يجب ان يجرم كل ما يقع تحتها من ممارسات أو سلوكيات من أي جهة أو من أي فرد سواء إدارة أو فريق أو لاعبين أو مشجعين ,فلا أنا ولا أي أردني يملك ان يزاود على الآخر في الوطنية أو في الإنتماء والإرتباط بالقضية وايضا لا تملك دولة في العالم ولا الأمم المتحدة لو اجتمعت على قلب رجل واحد أن تزاود علي أو على اي اردني في ارتباطنا بوطننا وبقضيتنا (فلسطين ) .

وحيث أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأمتع عالميا فإن الذهاب بالتنافسية إلى دروب غير صحيحة أولا يفقد هذه اللعبة جمالها ومتعتها وأيضا يضعفها ويحولها لأمر بشع ربما يصبح البعض يشمئز منه وكما قلنا فالأندية وفي كل العالم ليست دولا داخل الدول وليست منظمات سياسية وليست قطعا عصابات وكما نعاييش ونشاهد ونتابع في الكرة العالمية فقد رأينا أن جميع الدول في العالم صارت تحاسب اللعب والمشجع اثناء المباريات حتى على اشارة أو كلمة تشيرإلى عنصرية من أي نوع وقد حصل ان عوقب لاعبون وعوقبت اندية وعوقبت جماهير في دوريات وبطولات محلية وقارية ودولية لمجرد استخدام رمز أو اشارة أو الفاظا تفوح منها رائحة عنصرية من اي نوع أو تتضمن اشارة الى أمر سياسي لا علاقة له بالرياضة .

وكما احمل الإدارات والإعلام الرياضي في الأندية وفي الدولة مسؤولية الإعداد للمباريات واللقاءات والبطولات فإنني أحمل الدولة ايضا مسؤولية قطع دابر ما يحرف اللعبة عن طبيعتها وبما اننا بصدد اقرار تعديلا على قانن الجرائم الإلكترونية فإنني اطالب مجلس النواب أن تركز التعديلات على اجتثاث كل اشكال العنصرية والاشارة والنص صراحة على العنصرية الرياضية والكروية لأنها اصبحت هي وعاء كل اشكال العنصريات في بوتقة واحدة وهي الإنتماء لنادي ومعاداة المنافس على خلفيات سياسية وجهوية ومناطقية ويجب ان تغلظ العقوبات بهذا الصدد لخطورة الفتنة التي تنتجها العصبية العمياء في كرة القدم لأنها تطال كل مكونات المجتمع وأداتها دائما مجاميع من البشر ,

نتمنى ان نشاهد (ديربي أو كلاسيكو ) جميل بين الزعيم والمارد من كل الأوجه وأولا الجماهير وأن يكونا (السوبر ) بغض النظر عن النتيجة ) لأن الأمر في يالنهاية إما ان يرى العالم (سوبر اردني ) أو يرى (بشاعة اردنية ) …!

ابو عناد المجالي
مشجع ومحب للفيصلي ومحب يحترم المنافس التقليدي وما يقدمه الوحدات وجمال كرة القدم قطعا بقوة التنافس وتقارب المستوى الفني فهبوط مستوى فريق في لقاء يضيع متعة وطعم فوز المنتصر في اللقاء وبالتالي لا متعة في مشاهدة مجرد صراع يطبق فيه قوي على ضعيف .

ودمتم ….

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com