السبت , نوفمبر 16 2024 | 5:49 م
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / رايق المجالي يكتب : “ما بدهم ” يا مولاي :

رايق المجالي يكتب : “ما بدهم ” يا مولاي :

فيلادلفيا نيوز

سيدي ومولاي صاحب الجلالة الهاشمية وصاحب الرؤى والإرادة التي لم نشك يوما أنها لرفعة هذا الوطن الأغلى عندكم وعند المخلصين الأوفياء من أبنائكم وإخوتكم في صفوف هذا الشعب العظيم .

ولتسمحوا لي يا مولاي إبتداء أن أخاطبكم مباشرة ودون مقدمات – انتم ارفع قدرا منها – ومتجاوزا ومغردا خارج كل القنوات المعروفة والمسنونة لرفع المظلمات والشكاوى فلهذا الوطن “أمراض وأوجاع ” ” قد أعيت الطبيب المداوي ” لأن غالبية المكلفين بتنفيذ رؤاكم وترجمة طموحاتكم واقعا ملموسا ” ما بدهم ” …!!!

نعم يا سيدي “ما بدهم ” و ” هم ” يا مولاي عائدة على غالبية من يكلفون اليوم بوضع الخطط أحيانا أو من يكلفون بتنفيذ هذه الخطط والبرامج في الصفوف الأولى ” أحيانا ” وفي الصفوف الأدنى من الأولى “أغلب الأحيان ” لأن “سيادة القانون ” التي تأمرون بتطبيقها تكشف ما لا يريدون أن يكتشف “والعدالة ” التي تنشدونها تقيد سلطاتهم المطلقة وممارساتهم المنفلتة عن القانون وهذه وتلك تفقدهم الشعور “بالسلطة ” الذي يتملكهم والذي يغيريهم وأدمنوه ,فالمسؤول بسلطته المطلقة يريد أن يشعر “أنه يحيي ويميت ” وأنه ” يرزق ويمنع ” وهذا لديهم معنى أن يكون أحدهم ” صاحب المعالي ” والسلطة التي تأتي له بكل المكاسب ومراتب الرفعة والترفع على هذا الشعب ..؟؟؟!!!

مولاي المعظم ,,,

حيث أن ” الإصلاح “-وكما توجهون جلالتكم – لابد أن ينصب على تفاصيل المنظومة المراد اصلاحها وحيث أن الإصلاح يجب أن يبدأ من داخل هذه المنظومة و/أو الإدارة في منظومة معينة وحيث أن الإصلاح المنشود في الإدارة العامة أي الجهاز الإداري للدولة فإن البدء بهذا الإصلاح يجب أن ينطلق من داخل الإدارات العامة على قاعدة ” أهل مكة أدرى بشعابها ” -وهذا ما تأمرون به وتوجهون له ولكن يا سيدي : “الشعاب” صيرتها (صفوف الموظفين من اصحاب القرار ) داخل الإدارات والمؤسسات “متاهات ” و ” أودية سحيقة ” ف ” الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود ” وكلما بذلت جهة أو شخص من الخارج أو من الداخل جهدا أو تم طرح مقترحات تفضي إلى “تطبيق سيادة القانون ” ألقيت في الأدراج وبقيت حبرا على ورق وقيل لصاحب الجهد و/أو المبادرة أن كان من الداخل :” لا تفتح علينا أبواب ” فإذا أصر صاحب الجهد والمقترح على ما طرحه قوبل بحرب شعواء أقل نتائجها “الأقصاء والتهميش ” لأنهم ” ما بدهم ” .

” ما بدهم ” أن يحد شيء أو أحد من سلطاتهم المطلقة و”ما بدهم ” أن يقترب كائنا من كان من “الملفات ” المعدة والمنجزة “بسرية تامة ” أو ” محدودة الإطلاع ” إلا على ” شلة ” من يعرفون ” من أين تؤكل الكتف” ..؟؟؟!!!

مولاي المعظم ,,,

أنا ومثلي طوابير ليست بالهينة من الموظفين الذين يعتبرون جندكم الأوفياء ويدينون لكم بالولاء وللوطن بالإنتماء الخالص والصادق ونحن ” من أهل مكة ونعيش في شعابها ” ونؤمن بأنكم -يا مولاي وولي عهدكم الأمين – لا توفرون جهدا في تصويب الأوضاع بالإعتماد على النفس ونفهم أنكم قد أعلنتم -منذ زمن – ثورة بيضاء على كل أشكال الفساد أو الترهل في القطاع العام والجهاز الإداري للدولة ونحاول “ما استطعنا اليه سبيلا ” أن نتفاعل مع ما تطرحون من رؤى وما تأمرون به القيادات العليا ولكننا -يا سيدي – نصطدم دوما بنظرية ” ما بدهم ” ونعلم ايضا لماذا ” ما بدهم ” وكيف ينحنون أمام عاصفة “الإصلاح ” حتى تمر دون أن تقتلع خيامهم وأوتاد خيباتهم وما أحدثوه بمؤسسات الوطن .

مولاي وسيدي وقائدي المفدى ,,,

إنني إذ أزجيكم ما بخاطري وأرفع لمقامكم خطابي هذا – ومن تجارب شخصية – فلا منطلق لي إلا ما تعلمناه من الهاشميين الغر الميامين ومن جلالتكم وهو أيضا -غيض من فيض- مما إستثارته و تستثيره في داخلي دائما ” أوراقكم النقاشية ” التي طرحتموها للكافة وكذلك كل ما دأبتم عليه من توجيهاتكم الملكية للحكومات من خلال خطب العرش وكتب التكليف السامية والتي كانت لي ولغيري دائما مرجعيتنا فيما نطرح على الحكومات والمسؤولين وكذلك هي حجتنا عليهم إذا ما تصادمنا معهم ” هم ” الذين نشكوا لجلالتكم بأنهم ” ما بدهم ” فأنا يا مولاي المعظم واحد من شعبك ومن جندك الذين تبدد لهم كل جهد مخلص أمام نظرية ” ما بدهم ” وتحطمت لي ايضا أحلام وآمال بحدوث الإصلاح على صخرة كتب عليها ” لا تفتح علينا أبوابا ” بل قد مسني بعض كيدهم ومكرهم للثبات على المبدأ ولكن ” يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ” فما ضرنا -أنا وغيري – منهم أن زحزحنا -بحول الله- عن مبادئنا وإن تضررت احوالنا ومتاعنا -فبفضل الله وحمده – لا نحسبه ضررا وأبتلاء ما دمنا نرعى الله والوطن ونصبر ونصمد ديدننا الإنتماء والولاء ولا نقبل الإرتماء بمستنقعات آسنة لا يريد لها “المتنفعون ” أن تجف وتختفي .!!!

وحتى لا نظلم حين نعمم فإننا لا ننكر يا سيدي أن هناك في المواقع الأولى في كل الحكومات وعلى رأس المؤسسات والدوائر الحكومية من تم إختيارهم على أسس الكفاءة والنزاهة ويبذلون ما استطاعوا من جهود لتحقيق الرؤى الملكية ووضع الخطط وتنفيذها لتحقيق أهداف جلالتكم التي أهداف الوطن بأسره وهي سياسة الدولة الحديثة التي تكدون لإستكمال وإعلاء بنائها ولكن يا مولاي حتى هؤولاء يصطدمون بما نصطدم به نحن في مستويات الوظيفة الأدنى منهم بطبقة وشريحة ” ما بدهم ” فرؤساء الحكومات متغيرون والوزراء متغيرون لكن من نقصدهم -نسبيا – دائمون في مواقع القرار و/أو التنسيب بالقرار والأدارة العامة يسيرها “الدائمون ” ويسيرون على نهجهم كل قادم للموقع الأول حتى يرحل لأنهم هم أعين وآذان المسؤول الأول وهم مطبخ كل القرارات التي ترسل إلى مكاتب الوزراء ومكاتب رؤوساء الحكومات .

مولاي المعظم,,,
تلك هي الحال أنقلها لمقامكم السامي -وأعلم – أنها من التفاصيل التي تتعلق بتطبيق توجيهاتكم ويقع على عاتق من ينفذون هذه التوجيات والخطط التي توضع من المرجعيات العليا في الدولة لتحقيق الإصلاح الإداري أو البدء الفعلي على ارض الواقع في عملية الإصلاح الإداري ولا تقع على عاتق واضع السياسة أو الخطة الأساس ولكنها يا سيدي (أي آليات التطبيق الفعلي ) هي (المعضلة ) التي يواجهها القطاع العام في الدولة بالرغم من وجود الإرادة الحقيقية للإصلاح وبالرغم من وضع الخطط المحكمة في هذا الإتجاه بتوجيهات جلالتكم وهي معضلة الفهم وتقبل القيادات الداخلية في صفوف ومستويات الوظيفة لخطط الإصلاح وتطبيقها في داخل الإدارات , فنحن الشعب كل الشعب خاصته وعامته نعلم علم اليقين أن المشكلة ليست في إرادة الإصلاح كما انها ليست في خطط وبرامج الإصلاح التي تأمرون جلالتكم بوضعها ولكنها طبقة ” ما بدهم ” المتغلغلة في القطاع العام والتي لها تسميات عديدة لم إرد إستخدامها هنا مثل ” قوى الشد العكسي ” أو ” الدولة العميقة ” حتى لا يصنف خطابي هذا على أنه ” جلد للذات ” أو ” تجنيا ” على حكومات أو ادارات بالمجمل وبالمطلق .

سيدي صاحب الجلالة المعظم -حفظك الله ورعاك -:

ولولا انني طرقت كل الأبواب والقنوات التي يفترض بي توجيه مثل هذا الخطاب لها ومن خلالها ولم أجد آذانا صاغية لما إخترت أن أخاطب جلالتكم مباشرة وبهذه الوسيلة والطريقة ولأنكم -يا مولاي – تطلبون دائما بأن تطلعون على نتائج العمل على الإصلاح ونتائج تنفيذ الخطط والبرامج الإصلاحية ولأنكم يا سيدي -قبل هذا كله وبعد الله -ملجأنا وسندنا وذخرنا لإدامة أمجاد هذا الوطن كان خطابي هذا والذي يشرفني أن أوجهه وأعنونه لكم -دام عزكم – وأنا -يا مولاي – ومعي آمال وأحلام شعبكم العظيم لا نراهن إلا على حكمتكم وحنكتكم ومضاء عزيمتكم وعلى يمناكم ولي العهد الأمين سمو الأمير المفدى الحسين بن عبدالله الثاني -حفظكم الله – .

حماكم الله يا سيدي ورعاكم وولي عهدكم الأمين وأبقاكم لهذا الوطن ذخرا وسندا ودمتم رماحا هاشمية عربية لا تكسر في مواجهة كل الصدور التي تحمل كرها وبغضا وغلا أو تشكيكا بهذا الوطن وقيادته ونعاهدكم ما حيينا أن نبقى خلفكم ومعكم ذخيرتكم على كل معتد آثم وفي وجه كل عميل وخائن ومتآمر ونشد على أياديكم البيضاء للضرب على يد كل مهمل ومقصر ومتخاذل فمن لا يجتهد في الإقتراب من همتكم وعزيمتكم من أجل هذا الوطن لا يستحق أن يسير في ركبكم أو أن يحسب على مسيرتكم الخيرة الميمونة .

رايق عياد المجالي /ابو عناد .

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com