فيلادلفيا نيوز
” يا هالطالب مرق فيده جريده …(فلان ) نجح وهنته الجريدة..
يا هالطالب مرق في إيده ساعة …(فلان) نجح وهنته الإذاعة .. ”
هذه الإهزوجة الشعبية التي كانت مخصصة فقط لطلبة التوجيهي وكانت تختلط بالزغاريد والدموع وصوت البارود في آن معا لدرجة أن كل من يسمع ويشاهد يقشعر بدنه لهذا المشهد , وما أجمل بساطة الكلمات في الإهزوجة وجمالها من جمال دلالاتها (في إيده جريدة ) حيث كان ت صورة الرجل المتعلم وصاحب الوظيفة من عاداته وكذلك لا تكتمل أناقته إلا بحمل الجريدة التي كان يقرأ فيها من مكان العمل إلى المنزل ,فالجريدة كانت هي نافذة الناس على أخبار العالم حينها , وما (الساعة ) في يد الشخص إلا دلالة على إهتمامه بالوقت وكذلك هي قمة جمال زنود الرجال في حينه .
وكذلك فأن تهني الجريدة والإذاعة شخص ما فهذا يعني أن النجاح مهم وذلك الناجح مهم ويفرح العموم لنجاحه وربما لأن الذهنية حينها قد وقر فيها أن االذي ينجح ما هو إلا نجاح وطن وما الناجح إلا إبن أو بنت نذرهم أهلهم لوطنهم .
والأهم أن هذا النجاح وهذه الفرحة العارمة التي لا توازيها فرحة هي في دروب العلم والمعرفة وفي أول الطريق الذي يبني الإنسان ويبني الأوطان , فهكذا بدأت فرحة (التوجيهي ) ولهذه الأسباب كانت المحطة الأهم وبهذه العفوية والبساطة كان التعبير العميق عن الفرحة والأهمية لهذه المحطة .
الآن هناك ألاف الأغاني وألاف الوسائل المبهرة للإعلان عن نجاح شاب أو فتاة حتى لمن كان فقيرا معدما , والآن تقام الحفلات والمهرجانات لكنها لا تستطيع التعبير عن مدى فرحة الناجح نفسه والفرحة الأكبر لأبويه ولا يمكن لأحد سواهم أن يستطعم مذاق النجاح فبقية الفرحين ومظاهر التعبير تجدها رغم أنها براقة ومذهلة أحيانا لا تعبر عن الفرح الجماعي لأنها يطغى عليها المجاملات والإستعراض أحيانا وأحيانا أخرى هي مجرد مظاهر لإبات أشياء أخرى .
أللهم لك الحمد والشكر وبارك لكل من نجحوا وبارك بهم لأهلهم وأعن من لم يحالفهم الحظ على تجاوز غصة الإخفاق وعوضهم نجاحا وفلاحا من عندك وأعد أللهم هذه الفرحة كما كانت حين كانت في القلوب وفي الوطن متسع رحب للفرح .
الف مبروووووك .