فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
فيلادلفيا نيوز
لا شك أن لكل شخص تجاريه الشخصية في علاقاته بمن يحيطون به من إخوة وأبناء عمومة وجيران وأصدقاء وزملاء عمل ولا تخلو هذه التجارب من خصومات ومن صدامات وتضارب مصالح أحيانا تتحول إلى معارك أو إلى عداوات وهذه طبيعة بشرية لكنها دائما إستثناء على قاعدة..؟؟!!
نلاحظ على مواقع التواصل أن هناك من يعلن موقفه أو مشاعره من قريب أو صديق – وإن لم يذكره بالإسم – ويعكس تجربته الشخصية ويكتب أو ينشر قناعته أو يعنون صدمته ويعلنها على شكل حكمة أو قاعدة إتخذها لنفسه كأن يكتب البعض ” الأقارب عقارب” أو ” لا يوجد وفاء بين الأصدقاء في هذا الزمن” وتكرار هذه العبارات وهذه العناوين وما يشبهها وإنتشارها يجعل التجارب الشخصية والإستثناءات في العلاقات تتحول إلى قواعد وقيم شائعة وهذا أمر خطير جدا..؟؟!!!
العلاقات الإنسانية بكل أنواعها تقوم على روابط ومشاعر نبيلة خلقنا عليها وهي فطرة الإنسان فحب الأب والأم والأخ والقريب والصديق ومودتهم هي ما يجبل عليه الإنسان ولكن تاريخ البشرية لم يظهر فيه في أي مكان على الأرض (مدينة فاضلة) فالطبيعي أن توجد الخلافات والإختلافات وطبيعي أن تتعارض المصالح وكذلك أن يوجد سوء الفهم أو الجهل وتباين الآراء والمواقف في كل زمان وفي كل مجتمع وحتى في كل أسرة صغيرة أو ممتدة، ولكن لا يقاس على الإستثناء مطلقا والإستثناء لا يعمل به ولا يجب أن يفهم إلا في حدوده ووفق ظروفه.
علينا أن لا نشيع تجاربنا وخلافاتنا الخاصة لتصبح هي كل ما نتحدث عنه وبالتالي تصبح هذه التجارب مع تكرار نشرها وكأنها قواعد للتعامل مع الآخرين… ¿! ¿! ¿!
إن إفشاء القواعد والقناعات الخاصة بين الناس ما هو إلا نوع من “الإفساد في الأرض” ولا يختلف عن نشر “الفاحشة بين الناس” لأن العلة والنتيجة واحدة.. ¿! ¿!
قبل وجود مواقع التواصل الاجتماعي كان التواصل عبر مجالس الناس وتعاليلهم وكانت تلك المجالس والتعاليل هي المدارس التي تعلم الأجيال قواعد التعامل مع الأب والأم والأخ وإبن العم والجار والصديق وحتى الغريب، وكانت منظومة القيم التي تحث على التواد والتراحم في المجتمع هي قانون المجتمع الذي يضمن صلاحه وسويته..!
فبالله عليكم يا أصحاب الخلافات الخاصة أن لا تجعلوا مشاعركم الخاصة وتجاربكم تتفشى في المجتمع حتى لا تتربى عليها الأجيال التي تخرج للدنيا من أصلابكم على أنها قيم في المجتمع وتستبدلون بذلك قيمنا الأصيلة.
ابو عناد.
