فيلادلفيا نيوز
مسلسلات مثل ما عرض في سنوات سابقة لمحمد رمضان وهذا العام مسلسل من بطولة الممثل عمرو سعد إسمه( توبة) حبكتها الدرامية واحدة تتلخص (بشخصية البطل وهو الشخص متدني التعليم والثقافة ويعيش في مكان شعبي يتعرض للظلم لتبرير إتجاهه وإضطراره للسير في دروب الجريمة والكسب الغير مشروع ليرفع الظلم الذي تعرض له عن نفسه، فيبدأ بالإنتقام بأساليب جهنمية من اعدائه ويفتح أبوابا لثروات طائلة من الحرام الذي يبرره الكاتب والمخرج ويحوله لحق لهذا البطل ففي الحلقات الأولى لكل مسلسل يكون البناء الدرامي يتركز على كسب تعاطف شديد وعظيم مع البطل وشحن المشاهد بغضب وسخط على من يشتركون في ظلم البطل حتى من أهله ليصبح المشاهد مستعدا جدا لتقبل جرائم البطل وإنتقامه القاسي من الجميع ومنهم ربما أمه أو أبوه أو أشقائه كلهم أو أحدهم ويفرح المشاهد كثيرا بل وتغمره الراحة عندما يتابع تبدل حال البطل من فقير معدم إلى ثري وزعيم جريمة يسكن القصور.
تلك هي حبكة كل هذا الكم من المسلسلات التي تشكل دعوة للأجيال من خلال الفن والنجوم لتبرير الجرائم وإتخاذها وسيلة لمجابهة الظلم ومحاربة الفاسدين بأن يتحول الشخص الطيب والنظيف في باديء الأمر إلى أفسد وأقوى من الظلمة الذين فسدوا وظلموا.
هذه رسالة الدراما المصرية الآن التي تقول أن الطريق ممهدة لكل شخص إذا أراد أن يتبع الشيطان وأن تدني العلم والثقافة لا تحول دون التميز في عالم البلطجة والجريمة وأكثر من ذلك فالمتعلين والمثقفين في هذه الدراما يصورون على أن علمهم وثقافتهم هي نقاط ضعفهم وسبب فقرهم وقلة حيلتهم… ¿! ¿! ¿!
قسما بالله العظيم إن المواقع الإباحية عبر الإنترنت وأفلام الجنس والشذوذ اقل خطرا على أجيال الأمة من هذه الدراما المنحطة هدفا وغاية، فعلى الأقل من يشاهد المواقع الإباحية يعلم أنها مادة محرمة وأنها تغذي غريزة الجنس الحيوانية لكن هذه الدراما كمن يضع المخدرات القاتلة للأطفال في قلب أفخر حبات الشكولاته.
لاحظوا أيضا الإختفاء التام للدراما التاريخية أو الدراما التي تتحدث عن الجلد والصبر والبطولة الحقيقية والكفاح بالتمسك بالمباديء والأخلاق والقيم الدينية والمجتمعية.
ابو عناد.