فيلادلفيا نيوز
قراءة المشهد الأردني وفقا للحقائق السياسية :…
في منطق المصالح فمصلحة الأردن بالنتيجة تلتقي مع أن تتمكن إيران من إلحاق الأذى والضرر الجسيمين بالكيان الغاشم أو تتمكن من سحقه تماما ، وفي ذات الوقت مصلحة الاردن العليا والإستراتيجية أن لا يسمح لأي طرف أو دولة أن تورطه في معادلة الصراع الذي تخوضه وأن تستثمر أو توظف الأردن وأي نوع من العلاقات معه لخدمة مصالحها.
إن المشككين بموقف الأردن من الصراع الدائر والذين يغمزون بأن حماية أجواء المملكة خدمة للكيان يراهنون على الجهلة والاغبياء والذين لا يعرفون ولا يفهمون معنى حماية دولة لسيادتها سياسيا وجغرافيا ، ولا يفهمون بأي حد معنى وقوف دولة على الحياد التام من صراع أو مواجهة بين دولتين أو كيانين وعدم السماح لأي طرف أن يجر الدولة الأردنية إلى هذا الصراع.
فللفئة التي قد يقنعها الغمز واللمز -وكله من العرب- عليهم أن يعرفوا أولا (ألف باء) في العلاقات بين الدول في السلم وفي الحرب وماذا يعني أن تسمح دولة لأي دولة أخرى بإستخدام أو استغلال أراضيها والأراضي لأي دولة تشمل (برها وبحرها وسمائها) فهذه نطاق سيادة الدول..؟!؟!؟!
وعليهم أن يعرفوا ماذا يترتب على غفلة أي دولة عن حماية اجوائها أو مياهها أو برها في صراع بين دولتين وأن يفهموا أن السماح أو الغفلة يعني إعتبار الأردن من قبل الطرف الذي تستخدم اجوائنا أو مياهنا او أراضينا ضده هو اشتراك في المواجهة والحرب ويعطي الحق لهذا الطرف بمهاجمة الدولة التي استعملت أراضيها أو اجوائها أو مياهها في الهجوم عليه بأعتباره قد أعلن الحرب على هذا الطرف ، ففي القانون الدولي أو الاعراف الدولية في السلم والحرب فسماح دولة لدولة بإستخدام أراضيها لشن هجوم على دولة ثالثة يعني ان الدولة المضيفة التي تسمح بعبور أراضيها أو استخدام اجوائها أو مياهها كقاعدة او محطة لشن هجوم عسكري على دولة ثالثة ،فهذا الفهل يشير إلى تحالف عسكري غير رسمي أو تواطؤ في العداون والهجوم ويرتب تبعات قانونية وسياسية هذا اذا لم يرتب ردا عسكريا ضد الدولة المضيفة أو التي سمحت بإستخدام أراضيها أو اجوائها أو مياهها.
ولأن الجميع باتوا يعرفون( أن القانون الدولي هو أداة في يد القوى المهيمنة-لمن سيحتجون بأن لا قانون يحكم العالم -) وهي الشريك والراعي للعدو وقائدة ال ص ه ي و ن ي ه العالمية ، فهي لا تترك فرصة لتستخدم القانون الدولي فقط في مواجهة من يخالفون مشاريعها ومن يقاومون ، فميثاق الأمم المتحدة قد عرف (العدوان) بصياغة عامة احتملت عدة تفسيرات إلى أن اعتمدت الأمم المتحدة تعريفا للعدوان بالإجماع فصدر قرار من الجمعية العامة يعرف العدوان بأنه ” إستعمال القوة المسلحة من قبل دولة ضد سيادة دولة أخرى وسلامتها الإقليمية أو استقلالها السياسي أو أي وجه آخر لا يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة” ، وقد وضح قرار الجمعية العامة استنادا لهذا التعريف اشكال العدوان فقال في أحد البنود ” ((سماح دولة ما وضعت إقليمها تحت تصرف دولة أخرى بأن تستخدمه هذه الدولة الأخرى لارتكاب عمل عدواني ضد دولة ثالثة)) ” .
واكرر لمن يقولون بأنه لا يوجد قانون دولي ولا يعترفون به واذكرهم بأن المهيمن على العالم والأمم المتحدة وكما يعرفون وثبت لديهم له مكايله الخاصة فيستخدم القانون الدولي متى شاء وكيفما شاء وعلى من شاء ، وعلى ذلك أكمل:…
على ضوء ما تعريف ميثاق الأمم المتحدة للعدوان وأستنادا لهذا التعريف وما حدده قرار الجمعية العامة من صور واشكال العدوان بين الدول الأعضاء فمجلس الأمن الذي تتحكم به (أمريكا) وعمليا وأيضا (إسرائيل) يملك أولا أن يحتج بالقانون الدولي بأن يعطي الحق (لهذا الكيان) برد عسنري ضد الدولة التي تعتبر مشتركة في عدوان وعلى قاعدة الحق في الدفاع عن النفس وأيضا بأن يحيل هذه الدولة المشتركة في عدوان على أخرى ثالثة بصفة مضيف لأدوات الدولة الأساس في شن العدوان إلى محكمة العدل الدولية وإلى المحكمة الجنائية الدولية ، وهذا فقط على صعيد إستخدام (أمريكا) حماية ورعاية لإسرائيل للقانون الدولي عندما تحتاجه غطاء لإجرام الكيان ال ص ه ي و ن ي ، أما أنواع العقوبات الأخرى فلا أعتقد أن حتى الجاهل والأمي تماما في السياسة لا يعرفها.
المسألة ليست (عركة عشائرية) بين طرفين او عشيرتين والأردن توسط أراضيهما وهما يتقاذفان الحراب والسهام أو الحجارة.
وأخيرا أسجل أمتعاضي الشخصي -مع عدم استغرابي – من إعلامنا الذي صف طوابير,(المحليين البالستيين) وأكتضت الشاشات بهم يحللون كل “لمعة” في السماء في هذه المواجهة العسكرية وبالرغم من أن اطفال الاردن سمعوا ورصدوا محاولات التشكيك بموقف الأردن جراء قيامه بحماية حدوده وسيادة الدولة برا وبحرا وجوا ، إلا أن أي من (دهاقنة) التحليل لم يعرف اي منهم لماذا تتخذ الدولة الأردنية هذا الموقف وما هي المحددات والأسس والقواعد السياسية والغير سياسية التي تعمل وفقها هذه الدولة في قلب هذا الصراع الفاسد من طرفيه ، فقد كان الحري بإعلامنا أن يثقف الشارع الأردني وعموم الشعب بكل فئاته بهذه المحددات والأسس والقواعد حتى يتكون لدى رجل الشارع ما يجعله يرفض ويستسخف ويرد من تلقاء نفسه وعلى نفسه أولا إذا ما ثار سؤال:” لماذا تقوم قواتنا المسلحة بإسقاط اي جسم طائر يعبر أو يدخل أجواء المملكة الأردنية الهاشمية ، لا أن تصبح الشاشات مجرد ( علاك مصدي) لفئة تريد فقط استعراض انشائها وقدراتها (الحكواتية) على هذا الشعب ولغايات التلميع والتلميح بأمكانيات التشدق وتقديم أوراق اعتمادهم ( لتولي المناصب) ؟!؟؟؟
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولهذا الشعب أما (المفاعل الفموي) الإعلامي فحسبنا الله ونعم الوكيل.
رايق المجالي/ أبو عناد
