فيلادلفيا نيوز
ما زالت الشعوب العربية لا تدرك أن الصورة التي رسمها العدو الإ س را ئيلي للصراع ومنذ بداياته لدى شعوب العالم هي الصورة التي يظهر فيها هذا الكيان وهذا الشعب الغاصب والمجرم هو الطرف الأضعف وهو الذي يتعرض للقتل والتنكيل وأنه يناضل من أجل حقه في الوجود وفي الحياة.
نعم هذه هي الصورة المرسومة لدى شعوب العالم ولا يعي كذبها وزيفها إلا القليل من فئات من تلك الشعوب والتي خرجت عن الطوق لإهتمامها وبحثها عن الحقائق وهي نسب ضئيلة من نخب تلك المجتمعات الغربية، أما الغالبية من شعوب العالم والذين يتشكل الرأي العام لديها حسب ما تعمل عليه الآلة الإعلامية المسيطر عليها عالميا من ال صه يو نية العالمية فهي لا ترى إلا ما يريد هذا الكيان البشع أن تراه شعوب العالم خارج منطقة الشرق الأوسط.
لقد نجحت ال صه يو نية العالمية راعية هذا الكيان البشع في خداع شعوب العالم الأول بالتعاون مع الإدارات التي تتناوب على حكم تلك الشعوب في رسم صورة الضحية والشعب المنكوب لل يه ود إبتداء بقصة ألم حر قة المزعومة وكانت قصة الصراع مع العرب والمسلمين على شكل أجزاء لاحقة تصور ال ي هود ذلك الشعب الذي إنتقلت معاناته من تحت وطأة النازية إلى وطأة الإرهاب العربي والإسلامي حتى غدت صورة العربي المسلم مقابل صورة الي هو دي هي صورة الوحش الآدمي المتعطش للدماء بينما الي هو دي هو الحمل الوديع الذي لا يسعى إلا لحقه في الحياة والوجود.
تلك هي الصورة التي رسمت وقد إستندت عليها كل السيناريوهات السياسية على مدى زمن الصراع فأصبحت هذه هي الحقيقة الوحيدة التي يعرفها العالم الآخر بالمجمل وإن وجدت إستثناءات في تحيد وتحارب بشدة في تلك المجتمعات.
أما نحن أهل القضية والطرف المسحوق فعلا في هذا الصراع فلا هم لنا إلا صراعاتنا فيما بيننا والتراشق بالإتهامات المتبادلة بالخيانة والعمالة أوبالجهل والتخلف والإرهاب فنتهم ديننا أحيانا ونتهم قوميتنا أحيانا أخرى بأسباب التخلف والضعف ونصطف في صفوف متقابلة ومتقاتلة لإثبات وجهات النظر المتباينة فصنعنا خنادق متصارعة كل خندق يرد فقط على نيران الخندق الآخر وكل جهة تريد اقناع الجهة الأخرى- التي ترزح معها تحت وطأة ذات المحتل البشع المهيمن على المنطقة بأسرها – بأن العدو الحقيقي ليس ما يراه الخندق المقابل فخندق يصر على أن العدو الأوحد هو هذا الكيان وخندق صار يخترع الأعداء من أبناء دينه وجلدته، فرسم كل خندق طريقه لتحرير فلسطين فكان الذي يرى بقتال الي هو د وكان الذي يرى بقتال بعض العرب من غير المسلمين وبعض المسلمين فأختلفت الأجندات وتعارضت الطرق وتاه العرب لا ترى فوقهم وتحتهم وحولهم إلا عواصف من الضجيج والزيف وروايات يتقاذفونها عن سبل التحرير فمنهم من يطلب السلام من أجل سلامته وسلامة مكتسباته ومنهم من يرى السلامة في مناجزة ومقاتلة العدو وهذا الفريق الذي لا مكتسبات لديه أو أنه يزهد بما يغليه غيره لتمسكه بعقيدة أو بقية من مباديء وقيم العروبة.
نحن أهل القضية نعيش داخل القصة كل التفاصيل البشعة ونعاني ما نعانيه ونتهم العالم بظلمنا أو بعدم الإكتراث بنا فصرنا نكره شعوب الأرض ولم ندرك للآن أن تلك الشعوب لا تعلم شيئا عنا إلا ما أراد عدونا أن تعلمه أننا جناة ووحوش ولصوص نعيش في عصور ما قبل التاريخ وأننا نأكل بعضنا ولا نتفق إلا على أن نعتدي على حق ال ي هود المساكين في الحياة وفي الوجود.
قتلت (شيرين أبو عاقلة) بدم بارد وهي صحفية في قناة الجزيرة – القناة الوحيدة التي تصل لبقية العالم – فتصدر الخبر كل وسيلة إعلام في العالم وظهر التعاطف لدى العالم أجمع مع فتاة صحفية لا ذنب لها إلا القيام بمهمة مقدسة عالميا وأنها إبنة مهنة تحصنها كل القيم والاعراف والمواثيق والعهود الدولية والإنسانية فجاء الخطأ الفادح من قبل هذا الكيان الذي يسمح لنا أن نكسر هذا الطوق الإعلامي وأن نخترق الجدار العازل الذي صنعه بيننا وبين شعوب العالم ليمنع وصول روايتنا للرأي العالمي وبنفس الأداة التي أستخدمها ضدنا ولكننا للأسف مجددا وكعادتنا إنكفأنا على ذاتنا المشوهة وعلى أنفسنا التي نخرتها الأمراض لنخوض معارك الفتوى بجواز الترحم على شيرين ابو عاقلة من عدمه وكأن العام كله لا يعنيه إلا التثبت من والتأكد من أي الفتاوى هو الصحيح وكذلك كأن إنتهاء الصراع العربي الإس را ئيلي وصل لنقطة الحسم لينتهي إذا ما حسمنا أمرنا على أي الفتاوى نستند… ¿¿¿!!! ¿¿¿
تأتينا الفرص لننفض بعض الغبار عن عقولنا ويرتكب العدو أخطاء يمكن إستثمارها لمصلحة القضية لكننا نسارع إلى إستثمارها في تأجيج الصراعات فيما بيننا.. ¿¿!! ¿¿
إستشهاد شيرين أبو عاقلة وقتلها بدم بارد لا شك أنه لغايات وأهداف يراها هذا العدو البشع في صالحه لكنه خطأ فادح لو أحسن العرب توظيفه – بعيدا عن المشاعر التي لا تحتاج لإثبات – لأنقلب السحر على الساحر وندم العدو أكبر الندم ولكان الثأر مرحليا ليس فقط لشيرين بل لكل من طالتهم آله العدو الغاشم بالقتل والتنكيل والتعذيب بعيدا عن أعين شعوب العالم الحر والغير حر.
إستشهاد شيرين لصفتها الإعلامية ولكونها تعمل لدى أضخم شبكة عربية إعلامية فرصة ونافذة بل بابا واسعا للإنطلاق إلى العالم بروايتنا وبالصور الحقيقية لكل تفاصيل هذا الصراع وأهم هذه الصور هي مدى بشاعة هذا الكيان وبالتأكيد فإن وصول جزء من حقيقة هذا الكيان ووممارسته للرأي العام العالمي سيشكل ضربة موجعة فقط لما سيكشفه لشعوب العالم من تعرضها للتضليل والكذب وهذا وحده سيشكل بداية ثورة عالمية للرأي العام العالمي في وجه السيطرة الصهيونية على تشكيل هذا الرأي ولو ببداية التشكك وطرح الأسئلة بمواجهة ما يضخ للعالم خارج منطقة الشرق الأوسط من خلال آلة الصه يو نية الإعلامية.
رحم الله شيرين أبو عاقلة وكل شهدائنا الذين إرتقوا على ثرى فلسطين ومن أجلها.
ابو عناد.