فيلادلفيا نيوز
سقطة الإعلامي (الغرايبة) ليست الوحيدة لإعلاميينا لكنها غريبة من مثله..؟!؟!؟!
ليسمح لي الإعلامي الاستاذ الغرايبة أن أعرج على مفهوم العقيدة وأن اقعد لمناقشة ما صدر عنه من حديث عن عقيدة الجيش الأردني:
العقيدة العسكرية :
العقيدة العسكرية هي المذهب العسكري الذي تتخذه الدولة لبناء جيشها وتأسيس كل مجالاتها العسكرية، وهي مجموع المبادئ والقيم التي تحكم أداء الجيش وتروم صيانة المصالح العامة للدولة.
تنقسم العقيدة العسكرية إلى عدة أقسام، فمنها البيئية ومنها الأساسية ومنها التنظيمية، كما أنها تتأثر بالعوامل الداخلية والخارجية، وتخضع للتحولات الاقتصادية والسياسية.
والعقيدة لغة او كإصطلاح إنساني في كل اللغات والالسنة هي الإيمان بالشيء ورسوخ الإعتقاد بمباديء وقيم أو الإيمان بقضية وبعدالتها استنادا لمجموعة المباديء والقيم التي استقرت في وجدان الإنسان وحفظها عقله وهي غير قابلة للنسيان أو المراجعة وتأخذ في الوجدان والعقل مكانة مقدسة لا تمس ولا تقبل الشك ولا يوجد ما هو أغلى حتى الروح فكل عقيدة عند إنسان هي جوهر إنسانيته فيكون إيمانه بنفسه وبوجوده مرتبط بهذه العقيدة فهي في ذهنه معنى وسبب هذا الوجود.
والعقيدة كمصطلح انساني عام لها ذات التعريف أعلاه ولكن المنطلقات أو تتأسس عليه والتسميات تختلف فهناك عقيدة دينية وعقيدة وطنية وعقيدة قومية والتسميات لا يعني اختلافها أن هناك اختلاف بينها بل هي جامعة لكل التسميات أحيانا عند إنسان واحد ويغذي كل منطلق الآخر وتغذي كل تسمية الأخرى وتبرزها ولكن وجود إحداها فقط عند إنسان كافي لجعله مجندا من أجل خدمة عقيدته.
وعندما نقول عقيدة جيش ـ أي جيش ـ فهذا مصطلح يجمع كل المنطلقات والتسميات ويعني بناء هذا الجيش عقيدته العامة على كل الانواع أو التسميات والمنطلقات ويترجمها بشكل مؤسسي على كل الجوانب العسكرية فعقيدة الجيش هي عقيدة مؤسسة كما قلت جامعة لكل منطلقات وتسميات عقيدة الأفراد المنتسبين لهذا الجيش.
ولكل جيش في كل دولة في هذه البشرية عقيدته التي تجمع أبناء وطن وشعب عليها وتكون هذه العقيدة والالتزام بها هي المعيار الوحيد لإرتباط الإنسان بوطن من الأوطان مهما كانت عقيدته الخاصة أو مذهبه الديني أو عرقه أو طائفته.
عقيدة الأفراد الخاصة لأختلافها وتباينها لا علاقة لها بما يعرف بعقيدة عسكرية أو عقيدة الجندية وبالنتيجة عقيدة الجيش في أي دولة أو وطن.
فمن يخلط بين مصلح العقيدة كمصطلح ديني عند شريعة معينة كالشريعة الإسلامية وبين المصطلح العام عند البشرية فهو يخلط ولا يفرق بين العقيدة الخاصة لإنسان وبين عقيدة وطن وجيش وهذا القصور في الفهم وهذا الخلط يعني أن هذا الشخص سيطالب في يوم من الأيام أن يكون شرط تجنيد العسكر وانخراطهم في جيش من الجيوش في أي دولة هو تصنيف الدولة لعقائد الأفراد الخاصة عند تقدمهم لطلب الانخراط في الجيش وقبول أو رفض الشخص وفقا لعقيدته الخاصة وهذا بالضرورة يعني أن تتحول الدولة إلى دولة تمارس التمييز والعنصرية في هذا الجانب لكن بشكل مؤسسي ،فمن لديهم عقيدة دينية مثلا يصنفون كأبناء وطن مخلصين وجنود أشاوس لكن غيرهم فهم موضع شك وريبة فلا يقبلون في جيش بلادهم…؟!؟!؟!
مع الاحترام للإعلامي الأردني (حسام الغرايبة) لقد كانت هذه سقطة كبيرة تستوجب الاعتذار عنها لأن العقيدة التي تحدث عنها عقيدة دينية وما نطق به في هذا المقام لا يتعدى أو لا يخرج عن إطار فكر حزب عقائدي وقد بنى رأيه استناداً لأفكار ومنهجية التيار أو الحزب اللذان ينتمي إليهما وقد تصور أن الجيش حزب إسلامي عقدي لا يصح أن ينتسب إليه إلا من التزم بالعقيدة الإسلامية والشرع الإسلامي في كل شيء فالطبيعي أنه لا يجوز أن يكون غير المسلم الملتزم منتسبا لحزب إسلامي وللأسف هذا فكر إذا طبق على مفهوم العقيدة العامة لجيش فيعني مأسسة الطائفية الدينية وتعزيزها.
استاذي الكريم:
ترى هل توثقت من أن الجندي (الأوكراني ) الذي يقاتل الروس ويقاوم بشراسه ويسقط في ميدان المعركة أو أن الجندي الروسي الذي يقاتل في جيش بلاده ويسقط أيضا في الميدان كلاهما يؤديان صلاة المسلمين خمس مرات في اليوم وهل وصلت إلى نتيجة أن شراسة القتال بين الطرفين مردها إلى اعتناق الجيش الروسي والجيش الأوكراني للإسلام وصرف حوافز للجنود حسب التزامهم بالصلاة خمس مرات ومحاكمة الذين يقطعون أو يتركون هذه الفريضة…؟!؟!؟؟
ونصيحتي للاخ الغرايبة وهو المثقف أن يراجع نفسه ويعتذر وأن يلتزم بقاعدة هو يعرفها بأن الإنسان يجب أن لا يهرف بما لا يعرف.
رايق المجالي/ أبو عناد