فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
فيلادلفيا نيوز
الملك والشعب والمسؤولية التاريخية:
لم يكن موقف القائد الهاشمي موقفا تكون نتيجة ظروف سياسية أو مصلحة أردنية صاغتها احداث وظروف في عقد أو عقدين وكذلك بالنسبة للموقف الشعبي لموقف الشعب الأردني فهذا وطن قام على (بيعة) بين قيادة وشعب وكان (العقد الاجتماعي) الفريد الذي قامت عليه دولة وفرادة هذا العقد عن غيره بأنه (بيعة) و(عقد) في تفاصيلهما (عهود) لا مجرد (بنود قانونية) شكلت نظام حكم واقامت دولة.
نعم يعرف قيام الدولة الأردنية في البعد القانوني بأنه ككل الدول ( وجود عقد اجتماعي بين حاكم ومحكوم) ولكن المملكة الأردنية الهاشمية قد قامت على (عقد فريد) نسميه (بيعة) ومفهوم البيعة له عمقه التاريخي وللبيعة طبيعتها التي وجدت في تاريخ الحضارة الإسلامية وقيام الخلافة الإسلامية وتداول الحكم على مر الزمن سواء أكان الحكم وراثيا أو كان انتقاله بين أشخاص لا رابط دم أو عشيرة يجمعهم ، فكانت (البيعة) لا علاقة لها بتوريث حكم من بين سلالة واحدة فهي مفهوم (عقد راية الحكم من أمة وشعب لحاكم يمثل كل ما في هذه الأمة والشعب من عقيدة وقيم وثقافة وموروث تاريخي وثقافي).
والحكم في المملكة الأردنية الهاشمية جاء وفقا لمفهوم (البيعة) فكانت بين (سلسال قوم لهم شرعية دينية (أسباط النبيـ صلى الله عليه وسلم – وآل بيته الاطهار وشرعية تاريخية في الزعامة فالهاشميون في العرب أعلى نسب وزعامة قريش التي هي زعامة العرب في الجزيرة واليمن وفي كل أطراف الأرض العربية وقبائل العرب ، وبين شعب عربي مسلم رابط وسكن المنطقة المسماة (شرق الأردن) والتي كانت حاضنة ممالك عربية وكانت مركزها وحاضرتها من مؤابيين وانباط ثم كانت هي أول الفتح الإسلامي وبوابة الإسلام إلى العالم وكانت على مر تاريخ الدولة الإسلامية وتبدل الخلفاء وانتقال الخلافة من الأمويبن إلى العباسيين فالعثمانيين والفاطميين ، فالتقت على بيعة الحكم للمملكة الأردنية الهاشمية شرعية الزعامة العربية التاريخية والدينية مع بوتقة الحضارة العربية والإسلامية وفي طرفي البيعة هذه تلخصت واختزلت كل جوانب الموروث العربي والإسلامي فاختزلت الدولة الأردنية التي قامت على هذه البيعة التاريخ والثقافة العربيان والاسلاميان في وطن عربي أردني تقوده عترة الهواشم من قريش وعلى هذه البيعة وفيها ترتبت لهذا الوطن وهذه القيادة (مسؤولية تاريخية ومسؤولية دينية) في هذه البقعة الجغرافية وحمل هذا الكيان السياسي أمانة (الأمتين) معا في الحفاظ على (القبلة الأولى والمسجد الأقصى) وكل الأرض المباركة (فلسطين والأردن) وأمانة الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية ، فحمل هذا الوطن والراية في يد الهواشم -لا تعلو عليها يد – أحلام أمة عربية بأن تسترجع كرامة أمة وأن تدفع عنها كل شرور الاعداء ، فتسلسلت الأحداث بأن انطلقت ثورة عربية خلف رايات الهواشم (أشراف مكة) وحكامها في وجه (الطغيان الذي اعتلى دفة دولة الخلافة الإسلامية العثمانية) والتقت هذه الثورة مع ثورات شعب عربي في شرق الأردن فكانت في المنطقة (التي سميت جند الكرك) في عهد الدولة الفاطمية وهي كل شرق الأردن وكان مركزها (الكرك) ثورة أيضا على (الطغيان التركي في ثورة سميت “هية الكرك” ) ولأن العقيدة واحدة والمنطلقات واحدة والأحلام أيضا للعروبة واحدة تمخض تاريخ تلك الحقبة عن (بيعة الوطن الأردني بكل ما مثله لقيادة هاشمية بكل ما مثل، ؤته) فكانت المملكة الأردنية الهاشمية.
أنه إرث كل العرب والمسلمين مجتمعا ومنصهرا بين قيادة وشعب وبالتالي فأنها (مسؤولية تاريخية ومسؤولية دينية) هي التي على عاتق هذا الوطن تجاه أمته وحتى لا نازعه فيها عدو أو قريب فقدر الأمة وقدر هذا الوطن لا يتغير فتدور دوائر التاريخ وتجري الأحداث العظيمة وتتجاذب كل القوى عباءة العروبة حد تمزيقها ولكن في كل منعطف تاريخي وفي كل محطة وعند كل حافة يقف عليها الزمن العربي تنجلي الحقيقة في كل مرة ويبرز هذا الوطن خلف قيادته ليتولى المسؤولية التاريخية وفي كل منعطف كان (السد والصد) عن آخر خطوط الأمة وكان دائما آخر قلاعها الصامدة وشهد التاريخ -لا جهة هنا أو هناك ولا اعلام هنا وهناك – أن الأردن و”الكرك” في قلبه كان وكانت بوابة (تحرير الأقصى في المرتين تاريخيا بعد فتحها إسلاميا في عهد خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -..!
نعم أنها المسؤولية التي لم تتزحزع عنها قيادة هذا الوطن لأنها جوهر (البيعة) ولأنها ( محل العقد الاجتماعي) الذي قامت عليه دولة إسمها (المملكة الأردنية الهاشمية) .
قيادة الوطن وشعبه يؤمنان ويفقهان ويعملان ويثبتان هذا الإيمان كلما دقت (لحظة للتجلى الحقيقة وليتم الفرز طبيعيا) بين فرسان هذه الأمة وطليعتهم لنصرة قضاياها وبين خذلان الأمة والمتخاذلين والخوارين من بين شعوبها وحكام شعوبها, وحيث شهد العالم كله اليوم على حقيقة هذه القيادة وحقيقة هذا الشعب في الموقف الاخير الذي جابه غطرسة عالم الشر التي بلغت ذروتها ، فلم يبقى إلا أن يدرك داخل هذا الوطن كل تلك الحقائق بعض فئة يفترض أنها (طبقة حكم) يستند عليها ملك وقيادة هاشمية وعلى هذه الفئة أو الطبقة أن ترتفع في فهمها لدور هذا الوطن ومسؤولياته إلى المستوى الذي كانت عليه القيادة وكان عليه الشعب وقد كانا دائما على المستوى وفي المواعيد (قيادة هاشمية شجاعة وشعب عربي عظيم) .
هذه رسالة من مواطن أردني بسيط أرجو أن تصل إلى وجهتين:
الأولى: للخارج ولكل العقلاء في الشعوب العربية وكثير منهم يدركونها وقد كتب وخطب العديد منهم بما يشبه ما كتبت أعلاه.
الثانية: كل طواقم وطبقة الحكم في طبقة الإدارة للدولة الأردنية وكل من يتقدم إلى تولي مسؤولية وطنية ويؤدي القسم:” أن أكون مخلصا للملك وللدستور وأن اخدم الأمة” فعلى الجميع من هؤلاء إدراك معنى هذا القسم والعمل حد الفداء والتضحية للبر به والوطن والإ فليتنحى من لا قدرة له ليفسح الطريق لمن يستوعب ما هو الوطن وماهي المسؤولية وماهي قيادته ولماذا تحمل من أمانة ولماذا هذا القسم..؟!؟!؟!؟؟
رسالة إلى اتجاهتها بإسم النبض الأردني الهاشمي الذي ترجمته مواقف ومشاهد قد رآها الأعمى قبل البصير فليشاركها كل أردني حتى لا تحجب عن أحد ولتكون حجة على من وجهت لهم.
وسجل يا تاريخ…
ابو عناد.. رايق المجالي في ١٤شباط /٢٠٢٥ /عمان/المملكة الأردنية الهاشمية.
