فيلادلفيا نيوز
لنتذكر ونفهم أن الضغوط الأمريكية على الأردن وقيادته الهاشمية فيما يتعلق (بالقضية الفلسطينية الأردنية العربية الإسلامية) وهذه التسمية التي لم ينساها الأردن يوما ولم تفكر قيادته خارج هذا الإطار في كل أزمنة ومحطات ومحاور هذا الصراع ، بل كان هذا الوطن الأنموذج والمثال الأكثر وضوحا على معنى الصمود والثبات في وجه الضغوطات والمؤامرات وأثبت ذلك على مدى (١٠٠ عام من عمر هذا الوطن الأردني وهذه القيادة الهاشمية العربية) .
ولا نحتاج إلى الرجوع إلى ماض بعيد بل لنتذكر أيضا ولاية (ترامب الاولى) قبل ثمان سنوات عندما بدأ ولايته وأنهاها ومشروعه الاستراتيجي للشرق الأوسط هو فرض ما سمي (بصفقة القرن) وما مارسه وإدارته من ضغوط هائلة على الأردن للقبول والموافقة على تلك الصفقة لكن قيادة هذا الوطن- والتي لا تنسلخ عن ذاتها وعن المباديء التي أسس عليها هذا الوطن واتحدت فيها وعليها القيادة مع الشعب عقيدة وفكرا – لم تقبل ولم ترضخ وأستطاعت قيادة هذا الشعب والوطن في تلك المرحلة بما تطلبته دون تفريط أو مساومة على الثوابت الوطنية والقومية الراسخة فكانت لاءات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وتأكيده اللفظي والعملي على رفض تلك الصفقة ، ونذكر أن هذا الموقف الثابت كانت له تداعياته فحاولت إدارة هذا (ال ص ه ي و ن ي النرجسي المخبول) أن تقصي هذا الوطن تماما من المشهد السياسي فيما يتعلق بفلسطين ومارست أيضا عبر اذرعها العربية الضغط الإقتصادي وكذلك الأمني لكن قيادتنا الهاشمية وبإلتفاف الشعب حولها على الثوابت الوطنية والقومية استطاعت أن تعبر تلك الموجة العالية وبقي هذا الوطن (توأم فلسطين السيامي وعمقها واخر قلاع العرب التي تدافع وتنافح عن عدالة القضية في الوقت الذي سقطت فيه كل القلاع والقصور العربية) .
وها هو اليوم يعود (هذا النرجسي) ليستأنف ما كان قد بدأ به ولايته الأولى في ولايته الثانية ولأنه نرجسي حقيقي إلى درجة التعالي على فكرة المراجعة والتعلم من التاريخ لم يصل إلى إدراكه أن الفوز بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى شيء وتغيير حركة التاريخ واتجاهه شيء آخر ولم يتعلم ويدرك أيضا أن أمريكا استطاعت وتستطيع أن تعبث بالأنظمة والأوطان -فقط – تلك التي تنفصل فيها الشعوب عن قياداتها والقيادات عن شعوبها في كل شيء ولا صلة تذكر بينهما إلا ممارسة القيادات سلطتها وسطوتها في حكم الشعوب إلا أن التاريخ البشري لم يسجل اندحار أو هزيمة وطن تتوحد فيه قيادته مع شعبها والشعب مع قيادته على مباديء وثوابت وعقيدة ولم يتعلم من (غزة ومقاومتها درسها للدنيا) فمجرد حركة مقاومة اتحدت مع شعبها في ظل حصار طويل وبدون إمدادات من أي جهة أو دولة أخرى استطاعت بهذا التوحد مع حاضنة شعبية أن تكسر غطرسة امريكا وإسرائيل وأعوانهم في كل العالم.
نعم هذا ما تريده أمريكا دائما وما مارست لأجله الضغوطات في كل مرحلة من تاريخ الصراع وهذا ما أراده (ترامب) وما مارس من أجله أيضا ما وسعته سطوته على الدول العربية وأنظمتها في ولايته الأولى لكنه فشل وبقي هذا الوطن وبقيت قيادته موقفها من فلسطين أكثر رسوخا جبال الأردن وفلسطين ولو استطاع ترامب نقل ( جبل النار في نابلس) إلى ( الكرك) و(جبل شيحان) إلى (نابلس أو الخليل) لما استطاع أن يغير موقف هذا الوطن وقيادته من مشروعه ال ص ه ي و ن ي ومن كل السيناريوهات التي يريدون تنفيذها وتطبيقها على حساب شعب واحد يتواجد في وطنين هما (الأردن وفلسطين) .
المطلوب اليوم فقط أن يتحمل كل أردني وكل فلسطيني المسؤولية في الإيجابية في القول والفعل وأن تهب في وجه هذا (المأفون النرجسي) الأقلام والحناجر وكذلك الأفعال لتقول له:(خسئت وخبت وخاب مسعاك) .
علينا أفرادا وجماعات أن نعيد عليهم ما علمناه لهم لكنهم لا بريدون استيعابه لنلقنهم الدرس مجددا.
عاش الأردن عزيزا كريما بقيادته الهاشمية المظفرة وشعبه العظيم.
عاشت فلسطين حرة أبية من البحر إلى النهر
أبو عناد.