فيلادلفيا نيوز
يبدو أن هناك لبس وسوء فهم لدى الكثيرين حول مفهوم ومعنى الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأرض المحتلة (فلسطين) وهذا اللبس يتمثل بالخلط بين (الوصاية) وبين (السيادة) فنجد أن هناك من يفهم الوصاية بمعنى السيادة الفعلية والسيطرة على المكان وفرض الحماية من قبل صاحب الوصاية وهذا مفهوم خاطيء فواقع الحال ان المقدسات الإسلامية والمسيحية تحت الإحتلال وتحت سيطرة العدو على الأرض الواقع وسلطات الإحتلال تمارس عليها سيادتها وسيطرتها بالقوة كما هو الحال على كل شبر من الأراضي المحتلة بينما الوصاية هي عهدة وبيعة تعطي الوصاية بمعناها المعنوي أولا لمن له شرعية دينية وشرعية تاريخية تقرها البيعة التي أعطيت للهاشمين وعقدت للشريف الحسين بن علي ممن يملكون حق الاعتراف بهذه الوصاية وهو إجماع كافة المرجعيات الدينية والسياسية الشعبية وعموم أهل الأرض المحتلة ممثلين للمسلمين وللمسيحيين وحيث تتم البيعة ولا يعارضها أو ينقضها اي من المسلمين والمسيحيين في العالمين الإسلامي والعربي فإن ذلك أيضا يعتبر مصادقة على البيعة هذا بالإضافة إلى مصادقة كافة المرجعيات السياسية والدينية من منظمات وجهات إسلامية وعربية بأشكال شتى تعبيرا عن إعلان البيعة بالوصاية صراحة.
والوصاية لا تعني السيطرة على المكان والأرض والتصرف بهما بل هي حق التصرف والرعاية للشؤون المعنوية الدينية وتبعية المرجعيات الدينية القائمة على إدارة المقدسات لصاحب الوصاية لضمان الرعاية في الجوانب المتاحة في ظل واقع الإحتلال.
وقد جاءت هذه الوصاية أو هذه البيعة بعد انتهاء فكرة الخلافة الإسلامية بسقوط الدولة العثمانية لتعطي أيضا بعدا سياسيا لهذه الوصاية بحيث تعتبر اعترافا لمن أعطيت له بأنه صاحب الشرعية دينيا وتاريخيا كورثة فكرة الخلافة للأمة الإسلامية كزعامة دينية وتاريخية لا ينازعهم بها احد وإن إنتهى الوجود المادي لفكرة الخلافة وهم الهاشميون من آل البيت الأبرار وهم الجامع للأمتين الإسلامية والعربية على هذه الزعامة الدينية والتاريخية للعالم الإسلامي على إختلاف المذاهب من شيعة وسنة وهي أيضا امتداد واقرار للعهدة العمرية على المقدسات المسيحية التي عهدت وعقدت لأمير المؤمنين وخليفة خليفة رسول- صلى الله عليه وسلم -.
وعلينا أن أن ندرك أن هذه الوصاية المعنوية بمفهوها السابق بيانه ما زالت وستبقى أمرا مؤرقا لأعداء الأمتين الإسلامية والعربية وهذا ما يجعل مسألة نزعها من أصحابها ليس بيد اي قوة على الأرض فهي أمر لا ينزعه الا من ملك منحه فهي بيعة أمة وشعوب وهي لولا أنها ذات أهمية عظمى لما تكررت محاولات نزعها أو إجبار صاحبها على التخلي عنها لأن المعنى كما قلنا هو مسألة الشرعية وهي فقط بين من منحها وبين من استحقها.
وعلية فإن الاستهتار بهذه الوصاية من بعض ابناء الأمتين أو اعتبارها منزوعة لمجرد قدرة الغاصب المحتل على فرض سيادته على الأرض وممارسة أشكال القمع والقتل وارهاب أصحاب الأرض لهو نوع من الجهل الفاحش بمفهوم الوصاية وما تعنيه لجوهر الصراع العقائدي والصراع الإسلامي والعربي مع الصهاينة ومن والاهم.
الا ننظر ونتفكر بتمسك اليهود الصهاينة بفكرة إقامة الهيكل فهل هيكلهم المزعوم صرحا اقتصاديا أو منشأة عسكرية يريدون منه أن يحمي كيانهم ويبنيه…؟؟؟؟؟!!!!
لنفهم حقيقة الصراع وجوهره وابعاده…ولنسأل أنفسنا لماذا يصرون على بذل كل الجهود لنزع هذه الوصاية من أصحابها إن لم تكن أمرا عظيما يؤرقهم…؟؟؟
ابو عناد.