فيلادلفيا نيوز
النمل كائنات صغيرة الحجم تعيش مجتمعة بأعداد مهولة ففي تجمعاتها وأعدادها تضرب الأمثال أو تستخدم الإشارة إلإسم (النمل ) أحيانا ككناية عن كثرة الأعداد فيقال مثلا (الناس في الشارع كالنمل ) ومن الملفت أن النمل برغم أن النملة الواحدة ترى بالعين المجرد إلا أن الإنسان لا يلحظ النمل إلا إذا كان مجتمعا ويسير في أسراب فتجمع النمل في تلك الأسراب والمجاميع وإنتظامه في صفوف أثناء الحركة هو ما يجعله مرئيا وليس قدرة الإنسان على الإبصار والملاحظة .
والنمل توصف تجمعاته بالممالك وذلك لأنه يعمل ويسير بأعداده بشكل منتظم والنمل معروف وموصوف بالكد من أجل تأمين طعامه وتخزينه لمواسم الشتاء والظروف التي لا يخرج فيها من بيوته تحت الأرض أو بين الشقوق أو تضاريس الأرض وهذا الوصف أيضا مضرب مثل ويستخدم ككناية لوصف كد الإنسان في الحياة لتأمين قوت يومه .
وعلى ضوء الحقائق السابقة فإن وصف الإنسان أو تشبيهه بالنملة وكذلك وصف شعب وتشبيهه بالنمل لا يعيب الإنسان ولا يعيب الشعب والأفكار أو العبر المستفادة من هذه الحقائق عن النمل كثيرة ولكن أهمها أن التجمع والتنظيم في العمل أولا هو الذي يحقق النتيجة وأهداف الأفراد جميعهم ولكن بجهد المجموعة وكذلك فالنملة عندما تنفرد عن السرب لا تلاحظ بسهولة بينما تواجدها ضمن الأسراب بالتأكيد ملحوظ ومشاهد بسهولة وهذا يعني أن النملة منفردة قد تداس بغير قصد من يدوسها لأنه لم يلحظها بينما الأسراب والإجتماع يجعل الإنسان وربما الحيوان يتجنب الدوس عليها وسحقها دون قصد .
والحقيقة الأخرى التي مهدت لها هي أننا في هذا الوطن كالنمل وأنا شخصيا مقتنع أنني كالنملة ,فلو نظرنا لتاريخ هذا الشعب الذي يوصف بأنه قليل نسبيا مقارنة مع أعداد سكان وشعوب دول محيطة أو بعيدة في هذا العالم لوجدنا أن هذا الوطن على صغر حجمه جغرافيا وسكانيا في ماضي أيامه قد صدق فيه قول الشاعر اللبناني سعيد عقل :” بحجم بعض الورد إلا أنه لك شوكة ردت إلى الشرق الصبا ” , وبالنسبة لي شخصيا كمواطن وموظف في القطاع العام ومثلي أعداد لا تحصى كأعداد النمل من المواطنين -بفضل الله – نكد ونتعب ونلهث ليلا نهارا لمجرد تأمين سد الرمق ولكننا نداس بقصد أو دون قصد لأننا لا ننتظم في أسراب ولأننا لا نعمل بتنظيم .
وخلاصة القول للأسف يضعني أمام حقيقة أن أي نملة (مواطن) إذا كانت موالية ومهما تعبت وكدت ولم يكن لها راعي رسمي ستداس إما دون قصد أو بقصد وكذلك أي نملة (مواطن) كانت في صفوف معارضة مهما أصابت وناضلت ومهما كانت قضيتها عادلة إذا لم يكن لها راعي شعبي ستداس أيضا بقصد أو بدون قصد.
الله يجيرنا…. ويجيركم.
النملة (المواطن) الموالي جدا دون أي راعي رسمي : ابو عناد.