فيلادلفيا نيوز
منذ ان تأسست الدولة الأردنية مملكة عربية هاشمية كان الشعار (الله.. الوطن..الملك) يلخص عقيدة الأردنيين ويختصر ما نسميه الثوابت المقدسة أردنيا أو ما نحب أن نسميها أغلب الأحيان (خطوطنا الحمراء) .
ولعل الفئة الأردنية الاكثر تكرارا لهذا الشعار وتردادا له بكل الوسائل وفي كل مناسبة هي فئة العسكر من كل أصنافهم من (جيش وأمن عام ومخابرات ودفاع مدني) فقد عرفناه الشعار الذي يكتب على كل جدار أو سياج في كل وحدة عسكرية وأمنية وفي كل مقر ومعسكر ويسطر دائما بأكبر الاحرف على مداخل المعسكرات والوحدات العسكرية الميدانية وكذلك في كل الأبنية ومقرات قيادات الجيش والأمن العام والمخابرات والدفاع المدني.
ولكن واقع الأمر والحقيقة التي نفاخر بها الدنيا كأردنيين والتي جعلت هذا الوطن يعبر مئويته الأولى كريما عزيزا عصيا صامدا في وجه كل الخطوب وفي كل معترك ،بأن هذه الكلمات الثلاثة ليست مجرد شعار يكتب على مداخل وحدات ومعسكرات ومقرات بل هي أساس ما يتعلمه كل جندي ينخرط في العسكرية بأنواعها وعلى هذه العقيدة تبنى وتوضع كل برامج التدريب والإعداد النفسي والتعليمي والميداني لأبناء الوطن في الجيش العربي الأردني وفي الأجهزة الأمنية وقد كانت (المخابرات والأمن العام) جزء من (الجيش العربي) تأسسا كوحدات فيه تابعة لقيادة الجيش ثم بعد مرحلة معينة كان الفصل فقط في تأسيس قيادات منفصلة مستقلة عن الجيش تطويرا وتجويدا وتقسيما للمهام الوطنية المقدسة فأنشئت مؤسسات وأجهزة أمنية لها قياداتها وإدارتها لكن الجامع والأصل هو هذه العقيدة وهذا الشعار (الله.. الوطن..الملك) .
وهذا وطن لا يمكن الفصل اطلاقا بين شعبه وعسكره لأن الجندية والعسكرية الأردنية مادتها ومخزونها منذ قامت وتأسست المملكة هو الشعب الأردني الذي يلد الرجال وجيشه وأجهزة الوطن الأمنية هي التي تصقلهم وتصنعهم حماة لهذا الوطن بكل ما يمثله وجنودا لقيادته الهاشمية يأتمرون بأمرها ويندمج ولائهم لها بانتمائهم لكل ذرة تراب وكل شبر وكل غصن وكل نسمة هواء في هذا الوطن ، فالعقيدة الأردنية التي ضمنت بشعار من ثلاث كلمات شرحتها سردية الوطن بمئة عام مضت من الأنفة والكرامة هي:
(الله) : وحده لا شريك له ربنا ورب العالمين وخالق الكون فلا تنحني رؤوس الأردنيين إلا له -جل في علاه – (مسلمين ومسيحيين) ولا نؤمن إلا به وبرسله ولا عظيم ومقدس الا ما أمرنا به الخالق أن نعظمه ونقدسه.
(الوطن) : أرضنا وتاريخنا وجذورنا وكل ما انتجته بفضل الله -عز وجل – من قيم إنسانية بمن بعثوا من الرسل والأنبياء بالشرائع والرسالات السماوية ، والوطن الأردني خلقه رب العزة أرضا مباركة وهو البقعة التي كانت مبتدأ التاريخ اول الخلق وخبره حتى يرث الله الأرض وما عليها ، ووطننا هو الإنسان الأردني فردا وعشيرة وقبيلة وروابط الدم المختلط لكل أبنائه وهو الأرض والتراب والهواء والماء وكل ما يسبح لله في حدود رسمتها السياسة لكن هذه الحدود لم تحجم وتحدد قلب هذا الوطن ، فكان وما زال الوطن الأردني قلبا في جسد أمة لا يتوقف عن النبض وضخ الطهر إلى كل الأرض العربية وكان ما زال هذا القلب تتسارع نبضاته وتدق عاليا كلما غرزت شوكة في أقصى أطراف الأرض العربية ، فكيف إذا إشتكت جارة القلب فلسطين.
(الملك) : قيادة عربية وأعلى وأشرف نسب في العرب وأسباط النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم – حملوا راية عزة الاسلام والعروبة وتقدموا صفوف الاحرار من أجل عزة الاسلام ورفعة العرب ، فثاروا رماحا لا تلين في وجه كل طغيان وهم ” من اسلفوا جيلا بمدرجة الفخار فجيلا ” ومن نسل” فحول قدموا ابدا شهيد كرامة وقتيلا ” .
هذا هو الأردن وهذه طينته وعقيدته وما جبل عليه شعبه وهذه روايته وسرديته (الله.. الوطن..تلملك) .
رايق عياد المجالي/أبو عناد.
