فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
فيلادلفيا نيوز
بعيدا عما يعتبر تنمرا على نسرين طافش التي تم تكريمها في الأردن مؤخرا ـمع أن التنمر على من كرمها وليس عليها – فهل نقدر أن لا ينتابنا (سخط وغضب) شديدين عندما نشاهد تكريما لإسم لم نعد نعرف ماذا نسميه أو لا نعرف ما هو الفن الذي تقدمه غير عرض مفاتن وازياء وأخبار الزواج والطلاق وقصص الحب الفاشلة ولحظاتها ولقطاتها الحميمية ، وفي ذات الوقت نسمع أن فنانا أردنيا أبدع على مدى تاريخ الدراما الأردنية وشكل حالة وقيمة فنية يعرف قدرها أهل الفن ومتذوقوه يعاني الأمرين من ضنك العيش وهو بيننا ، فنسمع عن معاناته من الفقر ثم مرضه دون أن نسمع أو نرى إهتماما حقيقيا في تقديم رعاية تحفظ لهذا الفنان سبل العيش الكريم خصوصا أننا لم نقرأ أو نسمع منه شخصيا أي شكوى أو تذمر أو عتب بل نقلت أخباره من بعض الغيورين على أبناء شعبهم من الخيرين.
مثل هذا الفنان لا يمكن تجاهله او نسيانه وقد خلد مسيرته في الدراما الأردنية بإبداع بحيث وضع هذا الوجه وهذه الملامح وهذا الصوت وأسلوب الكلام بصمة واضحة بتجسيده لأدوار في أهم الأعمال انطبعت قي ذاكرة ووجدان كل أردني صغيرا وكبيرا وكان لها مساهمة رئيسية في نجاح تلك الأعمال.
هذا الفنان قد طالته قبل هذا- وربما هي سبب حاله اليوم- موجة وتيار التفاهة التي طالت الدراما الأردنية التي تحولت لمجرد فنتازيا تكتب على مزاج منتجين من دول أخرى أو لسوق في دول نفطية خليجية ليس فيها إلا عرض صور وازياء نسائية مع شخصيات إناث في كامل الزينة في مواقع تصوير وديكورات بدوية ، ولولا بقية حياء لألبسوا بنت الشيخ (مايوه بدوي) لتسر عين المشاهد البهيمية في تلك الدول وفي سوق نخاسة الفن والثقافة ،وبالتأكيد ستشح بل ستنعدم الأدوار التي تعرض على فنان يقدم فنا وليس لديه مفاتن في الشكل او ما يصلح للرومنسية البدوية.
هذا فنان أردني ذنبه الوحيد أنه “فنان” ويقدم فنا أردنيا يعتمد على نصوص وإخراج أردنيان عندما يكون الإبداع أردنيا وحاضرا ..؟!؟!؟!؟!
العتب بل السخط ليسا على الجهات الرسمية فقط بل على نقابة الفنانين وعلى جهة الاشراف على الثقافة والفن لأنها كلها سمحت أن يكون التافه محل اهتمام والقيم مهمل.
واخيرا: ترى لو كان إبراهيم أبو الخير لم يطعن في السن وكان يصلح أن يكون بطلا لمسلسل يسمى بدويا ليمارس البطولة على (الغدران) يستعرض وسامة البدوي أمام بنات الشيوخ ويصطاد الجميلات الكحيلات بشعره الممجوج وغزله الركيك فهل تهمله إدارات الإنتاج الممولة نفطيا والأسواق البهيمية التي لم تعد تشتري إلا التفاهة والشكل المزركش لمسوخ البشر ذكورا وإناثا ..؟!؟!؟!؟!
لماذا وصلنا إلى اللاقيمة لكل ما له قيمة وكل القيمة لكل ما ليس له قيمة…؟!؟!؟!
كيف سنستمر ونمضي لا ادري…؟!؟!؟!؟!
لك ولأمثالك الله يا أبو الخير وأسأل الله أن يمن عليك بالشفاء العاجل فلو كنت في الحقيقة وفي فنك (كصبري في أم الكروم) لما وصلت بك الحال إلى ما نراه ونسمع عنه.
شافاك الله وعافاك أنت ووطني من كل داء وبالأخص داء التفاهة.
أبو عناد
