فيلادلفيا نيوز
ابدأ مبتهلا للمولى – عز وجل- بأن يغفر لفقيدنا وففبد الكرك والأردن وفلسطين إبن العم (اللواء الطيار الوزير سعد جمال المجالي) (ابو تميم) وأن يدخله فسيح جنانه مع الأنبياء والأبرار والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
ثم احمد الله-حمدا كثيرا – ومعي اهلي جميعهم في الكرك وأهلي من عشيرتي المجالي وارفع صوتي ورأسي مع رؤوسهم فخرا وزهوا أننا قوم في الكرك منذ فجر التاريخ ومنذ امتد أول إصبع بنوايا الغدر لفلسطين ومنذ أول مخطط لغصب الأرض من أهل الأرض- من مسلمين ومسيحيين عرب ومن فلسطينيين-أننا كنا ثمر الكرك الذي نبت في أرضها تسقيه مباديء الكرامة العربية ويرتوي بثوابت العقيدة الإسلامية وكذلك بشريعة اتباع المسيح من العرب الذين مع الشرفاء من امتهم لم يفرطوا يوما ولم يقبلوا مساومة على فلسطين والقدس وكل مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وكل ما يمثل الكرامة العربية.
نحن قوم نفخر بأن الكرك كانت بوابة تحرير بيت المقدس في المرتين حين دنا غاصب واستفحل عدو وشاء الأقدار أن يتمكن محتل إلى حين، وما هذه الحقيقة بتفاصيلها عصية على كل من يقرأ الخط العربي أو يتقن قراءة أي خط في أي لغة من لغات العالم ليجدها في بطون المراجع الموثوقة للتاريخ وفي المتواتر من الروايات وبإذن الله ستبقى الكرك بوابة للتحرير تنتظر اللحظة الممكنة وسيبقى خشم العقاب شاخصا نحو الغرب من موقعه يحرس بوصلة الكرك والاردنيين نحو فلسطين.
وأرفع الراس أيضا بكل فخر أننا عشيرة المجالي من بعض قومنا في الكرك ومثلهم قد قدمنا القرابين تلو القرابين من غالي ونفيس الرجال والارواح – من أجل فلسطين- فمن إسماعيل الشوفي المجالي – شيخ الكرك – في نهايات القرن الثامن عشر والذي كان وربعه الكركية وجهة دخلاء الكرك قاسم الأحمد وصاحبه اللذان قدما للكرك لجوء ودخالة من مطاردة سلطان الظلم التركي في مصر فلم يتركهما ولم يساوم أو يداهن رغبة في مكتسب أو خشية من سطوة وكانت الكرك معه وفي ظهره ولم يبرح أرض الكرك ولم يتخلى عن الذود عن كرامتها ولم يترك دخلائها حتى ارتقى بصحبتهم في القدس رفيقا في الشهادة كما كان الرفيق في الكرامة والشهادة هي سنام الكرم والكرامة وهي في الكرك مما صار لأبنائها عادة .
فكان القادة في أول الجند الأردنيين منهم (حابس وعاطف إرفيفان( وفي الرديف مع الثوار والفدائين كان( عبدالقادر باجس وشبلي صفوق) وكان حداء قائد الكتيبة الرابعة (أبو سطام) على وقع الهاون في باب الواد :” ما اريد أنا هدنة يا كلوب… خلي البواريد رجادة.. بيوم حر وقيض الشوب… حنا على الموت وراده … صهيون اترك لنا المغصوب… وابعد عن القدس وبلاده…ما يوم(ن) جزعنا من المكتوب… وترى الموت لنا عادة”
وكان خالد هجهوج أيضا في صفوف الجيش العربي سيف الكرك المسلول الذي لم يهزم في معركة منتخيا في الكركيات لأجل الأردن وفلسطين :”وانا لعينا امي وأمهات كثيرات.. وحنا لعينا لابسات العصايب.
ومع المقاومة في لبنان عند هجوم جيش الاراذل على المقاومة الفلسطينية كان أحمد دحيلان إبن عم خالد وسليل خليل (أبو سيفين) يلبي نداء الروح على إيقاع كلمات الشاعر التي أعلنت حرفا ووزنا لاحقا لكنها كانت عقيدة لأحمد :” هذي فلسطينك الك.. هيه الك.. مثل الطفولة وصدر امك والكرك.. هيه الك…”.
ونفخر أننا كنا حبا وحقا سيوفا لمملكة الهاشميين قادة الأمة الذين افتتحوا صفحات أمجادهم في الدفاع عن شرف الأمتين بالدماء الزكية الهاشمية الملكية فكان حسن خاتمة عهد الملك المؤسس عبدالله الأول بإرتقائه – رحمه الله وغفر له- شهيدا على ثرى القدس وبلاط المسجد الأقصى.
هذه يا سادتي روايتنا الكركية وما زرع في وجدان فقيدنا الذي وقفت الجموع تشيعه وتتبادل التعزية برحيله وهذه وروايته التي حفظها وحافظ عليها فكانت فكره وشخصيته ومبادئه التي مات عليها في غير أرض المعركة لكنه الذي طوال أيامه منذ نبوغ الفداء لديه لفلسطين كان يضع فيها روحه على جناح الطيران ردحا من الزمن ثم على كفه بقية الزمن حتى فارقنا راضيا مرضيا- بإذنه تعالى -.
إن الفقد لرجال كالراحل أبا تميم لا يكون فيه تقبل البعض للعزاء وتوجه البعض الآخر فيه بل هو تبادل كل الشرفاء والاحرار التعازي فلسنا في الكرك نتقبل التعازي إلا بقدر ما نتوجه بها للشعب الفلسطيني المرابط والمجاهد في الأرض المحتلة وكل أحرار العرب في بقاع العالم برحيل شريك وقريب في الدم والهم والقضية.
رحم الله أبا تميم ورحم شهدائنا وأمواتنا وكل نبض توقف بأمر ربه لشهيد أو غير شهيد من الاردن وفلسطين لم تكن فيه نبضة واحدة تتردد أو تساوم أو لا تريد أن تقاوم.
عاش الأردن عزيزا كريما … عاشت فلسطين حرة عربية.
رايق المجالي ابو عناد.