فيلادلفيا نيوز
لا يجب أن يلتقط الشارع الأردني أخبار أشكال الحراك الشعبي أو المدني في دول العالم لدعم غزة وفلسطين ثم يتقمص حالة الرأي العام في أي من تلك الدول كأمريكا ودول أروروبا فتوجه الهتافات للدولة أو مؤسساتها ،فتلك الدول هي شريك أصيل في احتلال فلسطين من البداية وشريك أصيل في دعم الكيان المحتل بكل وسائل القتل وهي التي تؤمن له ايضا الغطاء السياسي ليفعل ما يحلو له.
فعلى سبيل المثال حراك جامعات أمريكية وانتفاضتها لدعم غزة بالتأكيد موجه للإدارة الأمريكية على شكل إحتجاج وغضب عارم لما يعلمه هؤولاء الطلبة من دور إدارة بلادهم في دعم الإبادة الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان وأيضا لعلمهم أن إدارتهم لو أرادت لأوقفت كل ذلك الدمار والقتل من اليوم الأول.
وكذلك كل مظاهرات ومسيرات والشوارع في عواصم دول أوروبا وكل أشكال الاحتجاجات عند تلك الشعوب فهناك حقائق وواقع تجابهه تلك الشعوب وتريد تغيره دعما لحقوق الإنسان بالمطلق وانتصارا للقيم الإنسانية التي تؤمن بها شعوب العالم ،بينما نحن فالدولة وعلى رأسها قيادتها الهاشمية وتتبعها كل الجهات والمؤسسات وكل الفئات والجماعات وحتى الأفراد حتى آخر طفل تفتح وعيه ويستطيع أن ينطق إسم الأردن وإسم فلسطين فكلنا مع قضيتنا منذ أول يوم وجد هذا الإحتلال البغيض ولنا تاريخ مشرف في محاربته وسنبقى ولكن اليوم وفي الظرف الراهن وهذا العدوان الغاشم ليس الأردن دولة راعية للمحتل وليست داعمة وليست متعاطفة بل هو كيان عدو وإن كان هناك إتفاق أو معاهدة سلام والمعاهدة خير دليل على تصنيف العلاقة فهي فقط توقف وتمنع وجود مجابهة وحرب بين الطرفين.
والأردن بكل مكوناته وفي هذا العدوان لا هم أو أولوية تتقدم على مطلب وقف العدوان لكن الأردن لا يملك من أوراق الضغط شيئا وكل ما لدينا هو الحراك السياسي الدبلوماسي اللذان يقودهما الملك وخلفه حكومته ومؤسسات الدولة التي بأنواعها تقدم ما تقدر عليه من مساعدات ما أمكنها لأهلنا في غزة وأيضا الموقف الشعبي الواحد الرافض لهذا العدوان ولكل شكل من أشكال الإجرام وحتى الإساءة للقضية ولو بالكلام.
إذا ليست الدولة الأردنية ومؤسساتها وأجهزتها خصما لشعبها والمتظاهرين في الشارع أو في أي ميدان وليست الدولة والأجهزة حين تنظم هذه الحركات والمظاهرات تريد منعها وقمعها وتفريقها لتدافع عن العدو ،لكنها أجهزة دولة تحمي أراضيها وتحمي شعبها وتحمي مصالح الدولة ومصالح الشعب أيضا.
وعلى كل مواطن يؤمن فعلا بقضيتنا ويؤمن بوطنه وبعروبته ويدعي أنه واع ومثقف أن يفهم أنه في بلده حين يتظاهر إنما يقف مع دولته التي تقف مع قضية واحدة وهذه الدولة كلما كانت قوية ثابتة موحدة هي أفضل وأول ظهير لشعب غزة وصموده ومقاومته وأهدافها هي أهداف الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
إن تقليد المحتج الأمريكي أو الأوروبي ضد سياسية دولته تجاه العدوان على غزة محض غباء وتقمص ذلك الدور لا يخدم إلا ال ص ه ي و ن ي ه والعدو ويتفتق هذا الغباء ليصبح الأفراد يبحثون عن تفاصيل وأشياء ليلبسوها أشكال الدعم للعدو ليصنعوا لأنفسهم قضية زائفة يحتجون عليها في مواجهة دولتهم وأجهزتها وهم بذلك يفتحون الأبواب لكل مغرض وكل مبغض لهذا البلد ليتجنى عليه.
أبو عناد.