فيلادلفيا نيوز
بعد التخلص من جميع المشاعر والعواطف التي آثارها إنجاز منتخبنا بالتأهل التاريخي لمونديال ٢٠٢٦ علينا أن ننظر للأمر على انه مشروع بدأ وانتهى بتحقيق التأهل وأن نقييم هذا المشروع من بدايته إلى نهايته ليلة لقاء منتخبنا بنظيره العراقي في اخر مباراة ، لنعرف الأسباب الحقيقية للوصول للهدف ونعرف أين كانت الأخطاء آلتي كادت ان تبدد الحلم ، فالتقييم الموضوعي البعيد عن العواطف وعوامل تغييب اتزان وموضوعية التقييم هو ما يرسخ الإنجاز لتبنى عليه إنجازات قادمة أما طي الصفحة كاملة والبقاء تحت تأثير نشوة التأهل وإغلاق كل نقاش ونقد كأننا حصلنا على كأس العالم فهذا قطعا سيبدد الإنجاز ويجعله يتآكل بمجرد اجترار اللحظات السعيدة والجيدة ونسيان الأخطاء التي وقعت وأسبابها ومسببيها مما يحول الأخطاء إلى ما يشبه الخلايا السرطانية التي تهاجم الجوانب السليمة فتلغيها فنصل إلى نتيجة كارثية عنوانها الفشل والناس والعالم لا تتذكر إلا النهايات ولا أحد يتذكر البدايات.
حقيقة الإنجاز تكمن فيما يفتحه هذا الإنجاز من أبواب جديدة ومن أفق أوسع من التهليل لتأهل منتخب إلى نهائيات كأس العالم ، والمونديال يسمى (نهائيات كأس العالم) .
وإذا لم يتم الحفاظ على أسباب نجاح مشروع التأهل الذي انتهى واستبعاد الاسباب والأخطاء التي كادت أن تجهض المشروع ،فنحن إذا بأيدينا نكتب نهاية حد الطموح والحلم إلى فقط مجرد التأهل وقطعا سنصطدم بحقيقة مفزعة في أجواء المونديال وسنتعرض إلى انتكاسة قاصمة.
الوصول لنقطة حجز بطاقة تأهل مشروع بدأ وانتهى ويبدأ الآن مشروع جديد يجب أن نوفر له أسباب النجاح بالمصارحة والشفافية ومناقشة كل ما مر لبناء أرضية جديدة صلبة يقوم عليها مشروع أردني عالمي وينتهي بنجاح وليس بفضيحة.
الأردن قادر على تحقيق إنجازات جديدة بناء على الإنجاز الذي تم وانتهى بالتأهل ولكن بعقلية موضوعية ومنفتحة على جميع الإتجاهات وعلى العالم وما يمكن أن نستفيد من هذا الأفق الجديد الذي فتح على مصراعيه للأجيال الأردنية القادمة.
توقف المجاملات أصبح أمرا ملحا وضرويا حتى تتكرر الانجازات..
أبو عناد.
