الأحد , ديسمبر 22 2024 | 11:09 م
الرئيسية / stop / رايق المجالي يكتب : الإدارة وكرة القدم

رايق المجالي يكتب : الإدارة وكرة القدم

فيلادلفيا نيوز

الإدارة علم وفن واسعان جدا وللإدارة قواعد لا حصر لها تراكمت على مر تاريخ نشوئها الذي بدأ مع نشوء أول مجتمع بشري يدار من قبل سلطة فرد أو مجموعة وربما منذ تكون الأسرة كأساس تكون المجتمعات الإنسانية فللأسرة رأس وقائد يدير شؤونها ثم عند إجتماع عدد من الأسر تتكون عشيرة يكون لها أيضا رأس وقائد حتى بدأ تكون مجتمع دولة بإجتماع عناصر ١-اقليم محدد ٢-شعب بمكوناته المختلفة تعيش على إقليم محدد ٣-سلطة تدير وتقود العنصرين السابقين وهذه السلطة تطورت وتغيرت مسمياتها على مر التاريخ ولكنها هذه المسميات تجتمع في تسمية واحدة وهي (الحاكم) أو (الحكم).

ومع تطور المجتمعات البشرية وتفاعلها مع بعضها نشأت أنواع وأشكال جديدة للإدارة فكان هناك إدارة سياسية وإدارة اقتصادية وإدارة عسكرية وإدارة عامة وإدارة خاصة وأصبح لكل فرع أو نوع قواعده الخاصة المتفرعة عن القواعد العامة لمفهوم الإدارة بالمطلق ولكنها جميعها تبقى تخضع لنفس الأساسيات وهي قدرة من يتولى الإدارة على فهم وقراءة الإحتياجات وتحديد الأهداف المراد تحقيقها واختيار الآلية والاسلوب مع وضع الخطط التي تضمن تحقيق الأهداف.

كما قلت في البداية قواعد الإدارة بأنواعها لا يمكن حصرها فهي في كل نوع وفرع قامت عليها علوم وصارت لها تطبيقات لا يمكن لغير المتخصص والدارس لهذا النوع أو الفرع فهمها ولكن هناك تطبيق لمفهوم الإدارة يجمع كل القواعد وكل فنونها وهذا التطبيق العملي نراه ونتابعه ونخوض فيه يوميا بكل فئاتنا وهو( لعبة كرة القدم).

(كرة القدم) هذه اللعبة التي لم تعد مجرد لعبة يتسلى بها من يمارسها نموذج حي لتطبيق فكرة الإدارة فهي عبارة عن مجموعة من البشر(تسمى فريق) تدخل إلى ساحة محددة يقابلها (فريق آخر) يشكل هذا الفريق الآخر كل موانع ومعيقات تحقيق الفريق المقابل لأهداف ضمن قواعد اللعبة التي تطبق على الفريقين في نفس المساحة او الساحة وهذا الفريق أيضا له نفس الأهداف يريد تحقيقها على الفريق المقابل الذي يدافع أو يمنع أن تتحقق والجميع يعرف ما هي طبيعة اللعبة ولكن هذا الشرح لغايات إسقاط مفهوم الإدارة على هذه اللعبة.

لهذا ولأننا نعرف جميعنا بلا إستثناء طبيعة اللعبة فهذا يجب أن يجعلنا نفهم بسهولة وبساطة الإدارة الناجحة من الإدارة الفاشلة فالمفهوم البسيط يتعلق بالنتيجة فقد صار من البدهيات أن ينتصر الفريق الذي توافرت لديه إدارة فنية اعدته ووضعت له خططا ثم أدارت المباراة او المباريات وأصبح من المعروف والثابت كحقيقة وواقع أن أي فريق سيحقق الإنتصارات اذا كانت إدارته الفنية (الجهاز التدريبي) أولا انتقت العناصر لهذا الفريق وفقا لفهمها لإحتياجات اللعبة ووفقا للقدرات المطلوبة لدى العناصر المكونة للفريق وثانيا أن تستطيع الإدارة الفنية بعد معرفة قدرات كل عنصر أن تضعه وتوظفه في المركز والمكان المناسب وثالثا أن توظف كل عنصر وكذلك مجموعة العناصر لتحقق الترابط بين الفريق كاملا وخلق التناغم والتفاهم بين كل العناصر ثم رابعا أن تضع هذه الإدارة الخطط المناسبة إستنادا لقدرات العناصر لديها وأن تستطيع افهامها لهذا الفريق ليتم التطبيق داخل الملعب بإنضباط تام في تطبيق الخطط وخامسا أن تستطيع هذه الإدارة الفنية أثناء اللعب قراءة ظروف المباراة منذ انطلاقها وقراءة نقاط القوة ونقاط الضعف لدى المقابل مع معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف لدى فريقها حتى تتمكن من توظيف كل عنصر وكل خط في الفريق وكل نقطة قوة أو نقطة ضعف لصالح الخطة وهذا بالضرورة يعني تحقيق الهدف على الخصوم وتحقيق الفوز أو الانتصار.

وهذا يعني أننا من متابعتنا لهذه اللعبة خصوصا في زمننا هذا نستطيع أن نعرف مهما كان تعليم أحدنا متدني أو ثقافته متواضعة ما هي الأسباب التي تؤدي لهزبمة اي فريق في مباراة واحدة أو توالي هزائمه في بطولة وعدد من المباريات.

لذلك لو سألنا اي شخص عادي عن أسباب هزيمة الفريق الوطني لبلده أو النادي الذي يشجعه سيحلل بشكل صحيح وبجدارة أسباب الهزيمة فأي متابع يستطيع معرفة ورؤية سوء اختيار عناصر الفريق وسوء توظيف العناصر اذا كانت قدراتهم لا شك فيها فنجده يقول اللاعب الفلاني قدراته محدودة في المركز الفلاني وغيره كان أفضل في هذا المركز كما سيقول أيضا خطة اللعب بالدفاع كانت خطأ وسيقول – على سبيل المثال – لا يوجد تفاهم بين اللاعبين وبين الخطوط ولا يوجد حماس وقتال على الكرة وقطعا سينصب في التعليق على عدم وجود ما ذكرناه من أساسيات الإدارة الفنية الناجحة سواء كلها أو بعضها.

وخلاصة القول أن عدم اختيار العناصر المناسبة أو عدم القدرة على توظيفها أو عدم التناغم والتفاهم بين الإدارة وبين الفريق أو عدم وجود تفاهم بين أعضاء الفريق وقبل ذلك إنعدام الإعداد الجيد وعدم وجود خطة واضحة يفهمها كل عناصر الفريق سيؤدي إلى هزيمة وربما هزائم نكراء متكررة حتى لو كان بين عناصر الفريق الواحد بعض افضل اللاعبين في العالم.

وأيضا لقد عشنا وشهدنا في كرة القدم بعض الفرق التي لديها تصنيف متأخر عن غيرها استطاعت هزيمة اقوى الفرق واعلاها تصنيفا في مباراة أو الفوز ببطولة متخطية اعتى الفرق لأنها امتلكت إدارة فنية ذكية وكفوءة استطاعت توظيف ما لديها من عناصر ووضع الخطط المناسبة وتطبيقها وتحقيق أهداف الفريق.

وكما اسقطنا أساسيات الإدارة على لعبة كرة القدم لنعود لنسقط كل الأمثلة التي لا حصر لها في الانتصار أو الهزيمة وسوء الإدارة الفنية أو كفائتها على إدارة دولة أو مجتمع وسنجد المسببات واحدة والنتائج واحدة وفق ما يتوفر من كفاءة الإدارة أو فشلها.

ونعلم جميعا أن قوة إدارة فنية لفريق في إطلاق التصريحات قبل المباريات وبعدها وكذلك القدرة على التبرير وشرح لعبة كرة القدم وقواعدها يبقى كل ذلك كلام لا ينفع فريق في أن يصل لمناطق الفريق الخصم ما دامت هذه الإدارة الفنية لم توفر في المربع الأخضر وفي وقت اللعب أساسيات الإدارة الفنية وطبيعي أن يصبح فريقها (مطجة) يتلقى الهزائم النكراء من أضعف الخصوم.

واخيرا فمن المعروف والبديهي أيضا أن تلقي فريق للهزائم تلو الأخرى وعدم تحقيق اي إنتصار أو حتى المنافسة الجيدة لفريق بأداء مشرف أو منافسة فرق أخرى أيضا بالفوز ببطولة أو بأداء يحترم يستدعي أن يتم تغيير الإدارة الفنية بغيرها لأن الميدان هو الذي يقر حقيقة فشل هذه الإدارة وعدم كفائتها لتولي مهمة إدارة فريق حتى لو كان هذا الفريق يلعب في الدرجة الثالثة فما بالكم اذا كان منتخب وطني أو من فرق الدرجة الأولى في اي دوري أو دولة.

من المؤسف اننا في الأردن تأتينا إدارات في كل مجال تعتمد فقط على الحكم في أن يلغي اهدافا في احرزت في مرماها أو يصفر لمنحها ضربات جزاء على الخصم.

أبو عناد.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com