فيلادلفيا نيوز
شخصيا اتابع كل فعاليات الاحزاب السياسيه من ندوات ومؤتمرات ولقاءات ومنذ بداية العمل على تأسيسها وركزت أكثر في متابعتي على فعالياتها وطروحاتها بعد الترخيص والبدء -كما هو مفترض – في أعمالها بتطبيق فكرها وإقناع فئات وشرائح الشعب ببرامجها ،وتتبعت ما يعلن عن عقده من لقاءات وندوات لقيادات الأحزاب مع منتسبيها بعد أن نظمت أعداد معينة وانخرطت في هذا الحزب أو ذاك وأجتهدت في الإستماع أو قراءة ما يطرح في تلك اللقاءات والندوات الداخلية ولم اجد إلا ديباجة واحدة تتكرر فيها ذات العبارات آلتي وردت في (الأسباب الموجبة لتشكيل اللجنة الملكية ) التي كلفت بالعمل على وضع الإطار العام لمنظومة التشريعات المتعلقة بتطوير الحياة السياسية في الأردن ، وذات العبارات طبعا وردت في مقدمة اوراق عمل اللجنة عند جمعها ووضع مخرجات عملها.
العبارات هذه لم تخرج عن بيان توجه الدولة نحو الإنتقال لمرحلة جديدة في الحياة السياسية تقوم على خلق حياة حزبية وأيضا العبارات التي تتحدث بشكل عام عن أهمية وجود أحزاب سياسية وعن دور الأحزاب في كل دول العالم في بناء الدولة وتطويرها ، ومهما اختلفت الجمل وطرق التعبير وكثرت أو قلت فهي لا تخرج عن هذه العناوين أو ما قد نسميها شعارات عامة للمرحلة.
نفهم أن تردد هذه العبارات في بداية تسويق أي حزب لنفسه عند الالتقاء بفئات وشرائح من الشعب الأردني وذلك عند تكون النواة لذلك الحزب من هيئة تأسيسية ولكن المفروض أن الأحزاب تأسست ورخصت وانتسبت لكل حزب اعداد من الناس وبدأ العمل الداخلي لكل حزب من حيث التنظيم الداخلي واختيار القيادات بمستوياتها وكذلك إيجاد المقرات وها نحن نقبل على تجربة خوض هذه الأحزاب للإستحقاق الإنتخابي ويفترض أن تكون الأفكار قد تبلورت والمباديء العامة قد وضعت واعلنت والبرامج وفقا لما وضع وتبلور قد أعدت ويتبقى أن تنشر الأحزاب افكارها وبرامجها وتقنع فئات الشعب وشرائحه ببرامجها ليتم إختيار هذا الحزب أو ذاك بناء على ما يقتنع به المواطن والناخب من بين ما تطرحه الأحزاب من أفكار وبرامج ،ولكنني أنا شخصيا برغم اجتهادي في البحث عن فوارق في الطروحات بين الأحزاب وعن أي محاولات لمناقشة الفكر الحزبي ومرجعية هذا الحزب الفكرية والتعمق في بيان ما تم على أساسه وضع البرنامج ليتم شرح البرنامج وجوانبه وإمكانية التطبيق العملي لهذا البرنامج وحتمية تحقيق أهدافه العامة بنسب عالية ومرضية ولكنني لم المح أي دلالة أو إشارة في ندوات ولقاءات قيادات الأحزاب مع منتسبي الحزب تبين إلى أي انواع أو أقسام الفكر الاقتصادي للحزب والفكر الاقتصادي هو قسم من أقسام علم الاقتصاد الذي يدرس التطورات الحاصلة في الاقتصاد خاصة النظريّة الاقتصاديّة بقسميها الكلي والجزئي، بالإضافة إلى الأفكار التي قدمها العلماء الاقتصاديون عبر الزمن مثل: آدم سميث، وابن خلدون، وماركس، وريكاردو، وكينز وغيرهم، كما يتعامل الفكر الاقتصادي مع المفكرين، والنظريات المتعلقة بعلم الاقتصاد والذي يُعرف بالاقتصاد السياسي منذ القدم حتى الآن، والذي يتضمن الكثير من مدارس الفكر الاقتصادي المختلفة .
كما لم استطع أن المح دلالة على أي المرجعيات النظرية الإقتصادية التي يميل إليها أي حزب من القائمة على الساحة وتريد خوض غمار الانتخابات البرلمانية المقبلة ،في الوقت الذي يفترض أن يكون النموذج أو النظرية من نماذج ونظريات مدارس الفكر الاقتصادي لأي حزب واضحا وأن يفهم ويدرس ويوضح كل حزب بكل منتسبيه النموذج الإقتصادي الذي يتبناه هذا الحزب فهل هو (السوق الحرة) أم (الاشتراكية) أم ( النموذج المختلط) لنعرف أن هذا الحزب لديه مفردات ومادة مفاهيم الاقتصاد عن الملكية والسوق والسلطة الاقتصادية .؟؟؟!!!
لا نلمح شيئا من هذا ولو بشكل سطحي والطامة الكبرى أن الديباجة المعروفة ذاتها التي وردت في أسباب تشكيل اللجنة الملكية وفي مقدمة مخرجات اللجنة عند تسليمها لجلالة الملك وللجهات المعنية بتنفيذ هذه المخرجات يتم تكرارها وترديدها في كل ندوة ولقاء يتم بين قيادات الأحزاب ومنتسبيها ولا شيء آخر وكأن هؤولاء المنتسبين جمهور يسمع لأول مرة بوجود توجه لتأسيس الأحزاب في الأردن.. فهل قيادات هذه الأحزاب تعلم أن حتى المنتسبين لم يقتنعوا بعد بوجود الأحزاب وانهم جميعا قد انتسبوا فقط لأسبابهم الخاصة المرحلية -وهذا اغلب الظن الذي يصل درجة التاكيد أو اليقين -.؟؟؟؟!!!!
وأنا من متابعتي -كما قلت – لا أجد ما يشبه أداء الأحزاب الأردنية هذه إلا محلات صناعة وبيع (الكنافة النابلسية) حيث أن كل هذه المحلات تصنع هذا النوع من الحلويات الشعبية العريقة في بلاد الشام بنفس الطريقة ومن نفس المكونات كما تعرضها بنفس الطريقة وربما لا اختلاف بين تلك المحلات إلا في ملاكها وفي اسمائها وفي ديكوراتها وعناوين محلاتها وأعداد افرعها وربما في الأسعار أحيانا وما تقدمه من عروض للناس لتسويق منتجاتها من الكنافة وأيضا بقية أنواع الحلويات.
وطبعا كل منتج وبائع للكنافة يسوق كنافته على أنها الالذ لأن مكوناتها التي تدخل فيها هي من النخب الأول وأن (معلم الكنافة) هو الابرع.
لا أجد أنا شخصيا أي فارق بين احزابنا الأردنية تماما كما لا يستطيع مثلا وافد أجنبي قدم للأردن إيجاد أي فارق بين محلات الكنافة النابلسية في المملكة ومعيار ايجاد أي فارق هو ضرورة أن يجرب الشخص تذوق كل منتجات هذه المحلات حتى يستطيع في النهاية أن يحدد أيها الالذ واظن أن الأحزاب الأردنية بالنسبة للمواطن الأردني أيضا لأ يوجد طريقة أو معيار يستطيع أن يمايز بينها إلا أن يجربها في الإستحقاق الإنتخابي القادم وفي أدائها -من قد يصل منها – على مدى عمر مجلس النواب القادم.
وصحتين وعافية على قلوب الأردنيين كنافتهم واحزابهم القادمة…!
رايق المجالي/أبو عناد.
إ