فيلادلفيا نيوز
يتناول ويتداول بعض ابناء عمومتي موضوع عادات فتح بيوت العزاء على مجموعاتهم على الفيسبوك وبما انني وجدت لديهم حراكا ايجابيا بهذا الخصوص فقد نشرت على تلك المجموعات رأيي ومقترحي على الوجه الآتي متمنيا ان تعم الفائدة على كل مجتمعنا الاردني الذي تتشابه فيه العادات حد التطابق وتتشابه وتتطابق ذات الاثار السلبية ونفس الشكوى :
بالإشارة الى موضوع تهذيب عاداتنا في الافراح والاتراح والتي اصبحت مرهقة للمجتمع بأسره وتعليقا على موضوع عادات فتح بيوت العزاء ارجو ان تتسع الصدور والعقول بما اود طرحه توضيحا لآلية التهذيب وفق طرح عملي وليس نظري رومنسي :
((أولا الأسباب الموجبة لهذا التهذيب )) :
عادة وطريقة وطقوس فتح بيوت العزاء ليست فقط مرهقة من الزاوية المادية لأهل الميت فهذا الإرهاق قد يرد عليه البعض بأن بعض الناس أو بعض الأفخاذ قادرة على تحمل التكاليف سواء لملاءة ذوي المتوفي أو لتكافل الأقارب من اخوة او ابناء عم وهذا طبعا ليس دائما ومع الأوضاع السابقة والحالية متوفر او يشكل نسبة غالبة في المجتمع ولكن حتى من لديهم الملاءة المادية من افراد أو مجموعة اقارب وفخذ فهذه الطقوس مرهقة لهم ايضا من حيث :
أ- من الشائع وفي اغلب الأحيان أن حالات الوفاة تأتي بعد مكوث المتوفي فترة في المستشفى سواء داخل المحافظة او في العاصمة عمان وطبعا ذووا المريض الذي يحتضر او يعاني المرض الشديد يبقون الى جواره لرعايته ومتابعة احواله الصحية مع الجهات الطبية مما يعني ان الفترة قبل حدوث الوفاة يكون التعب والإرهاق الشديدين قد نالا من ذوي المتوفي وكما نعلم ايضا ان حدوث الوفاة في اي ساعة من يوم حصولها تبقي ذوي المتوفي في حالة من الصدمة والحزن والألم لدرجة أن ليلتهم التي تسبق موعد الدفن والتشييع لا نوم فيها .
ب- جرت العادة في مناطق كثيرة ومنها مدينة القصر-بلدتي في الكرك – كمثال أن تفتح قاعة العزاء أو بيت المتوفي او ذويه من ليلة الوفاة فيتوافد الأقارب والجيران وتبدأ مراسم تحضير القهوة وضيافة القادمين فور سماع الخبر ثم تبدأ التجهيزات لليوم التالي بحيث يجب تحضير (القبر ) وتغسيل الميت واحضاره من المستشفى الى المسجد قبل موعد توقيت الصلاة ظهرا او عصرا حتى يصلى عليه ثم يشيع لإتمام الدفن حسب الشريعة الاسلامية وطبعا يكون هناك اعداد للطعام ليقدم بعد الدفن في مكان تقبل العزاء ويبقى اهل الميت وذووه في بيت العزاء حتى ساعة متأخرة من الليل وقوفا لإستقبال المعزين والقيام على خدمتهم وضيافتهم وطبعا كل هذا مع وجوب تواجدهم في اليوم التالي والثاني للعزاء مبكرا لإعادة إعداد مكان العزاء لإستقبال المعزين لبيبدأ نهارهم من الصباح الباكر وحتى ساعة متأخرة من الليل فواجبهم ان لا يغيبوا عن بيت العزاء لإستقبال معارفهم واقاربهم واصدقائهم الذين يأتون لتأدية الواجب وكذلك الأمر يحصل في اليوم الثالث فتعاد الكرة من صحيان مبكر واعداد مكان العزاء واستقبال المعزين لساعة متأخرة من الليل .
ج- إذا حسبنا عدد الأيام والليالي التي يبقى فيها ذووا الميت وأهله في حالة يقظة واستنفار من اجل المريض قبل الوفاة ومن اجل تقبل العزاء بعد الوفاة (ثلاثة ايام ) فهي في اغلب الأحيان تصل الى اسبوعين وربما اكثر أو اقل قليلا وهذا ارهاق وتعب لا يحتمله افضل الرياضيين واصغرهم سنا واحيانا من شدة التعب والارهاق تحدث تشنجات او اغماءات او تحصل حالات مرضية او تتفاقم حالات مرضية عند اهل الميت فقط بسبب الإرهاق الجسدي وكل ذلك مع الإرهاق النفسي وكذلك المادي الذي يحدث عند اغلبية الناس .
((ثانيا آلية التهذيب )) :
قطعا لن تتغير عادات الناس بين ليلة وضحاها فهذا امر طبيعي فالعادة والعرف سمتهما الاضطراد أي تكرار السلوك لسنوات لذلك يسمى عادة أي تعود اجيال واجيال على نفس السلوك لذلك فالتعديل والتغييريأتي بالتدريج وبالتصاعد حتى نخلق سلوكيات جديدة يعتاد عليها الناس لذلك الآلية العملية لهذا التعديل والتهذيب لمعالجةالاسباب او الاثار السلبية التي ترهق الناس لابد ان تكون كالتالي :
أ- عند حدوث الوفاة في اي توقيت من النهار قبل صلاة المغرب يجب الإسراع الى إكرام الميت والقيام بالدفن بعد الصلاة على الميت والتي هي سنة لا ترتبط بمواقيت ومواعيد الفروض و الصلاة اليومية فيجب من باب السنة القيام باجراءات تحضير الميت للصلاة عليه في اي توقيت من النهار حتى غياب الشمس وقبل دخول الظلام ويكون الدفن بعد صلاة الجنازة التي تقام في اي توقيت واي مكان حتى لو في المقبرة فإذا كان الدفن بعد الوفاة فورا في بداية النهار او منتصفه فيفتح بيت العزاء ويحتسب اول يوم من الثلاثة ايام .
ب- يعد الطعام فقط لأهل الميت ولمن قدموا من اماكن بعيدة لحضور الدفن لأن توقيت الدفن لا يسمح لهم الا بالاسراع وكسب الوقت للحضور لذلك فاهل الميت اي بيته المباشر وكذلك من يجبرون على المجيء من مسافات بعيدة يجب اطعامهم لأن الظرف لا يسمح لهم بإعداد الطعام وتناوله بانفسهم وهذا كما قلنا في يوم الدفن فقط بالنسبة للقادمين من مسافات بعيدة لحضور الدفن وعادات الاردنين هي اكرام من جاء وتكبد مشقة لتأدية واجب .
ج- في اليوم الثاني والثالث يعلن عن ان تقبل العزاء في المكان الذي يحدده اهل الميت يبدأ م نبعد صلاة العصر وحتى العاشرة ليلا ولا يصنع الطعام الا لأهل الميت من بيته فقط وبالقدر الذي يكفي عدد افراد اسرة الميت الذين ينشغلون في تقبل العزاء عند النساء وعند الرجال .
د- جعل توقيت البدء باستقبال المعزين بعد العصر من الايام التي تلي الدفن يلغي ذريعة وجوب اطعام الضيوف المعزين لأن حصر التوقيت ما بين العصر الى العاشرة مساء يتيح اولا الراحة لأهل الميت حتى صلاة العصر ثم ان اي شخص يريد تقديم واجب العزاء حتى من هم في اقصى مكان وابعده عن مكان العزاء يملك ان ينهي دوامه او عمله في مقر عمله وسكنه اينما كان ثم تناول طعام الغداء وبعد ذلك التوجه وعلى راحته ومهله لأي مكان في المملكة مهما بعد عنه فلو كان المعزي في العقبة ويريد التعزية في الرمثا او المفرق يستطيع الانطلاق من العقبة الساعة الرابعة عصرا ويصل الى وجهته قبل تمام الساعة التاسعة على اعلى تقدير اي انه يتمكن من الوصول في وقت يكون بيت العزاء مفتوح .
ه- اقتصار ضيافة المعزين على القهوة العربية وترك عادة تقديم التمر وكأنه سنة او كأنه امر شرعي فهذا ايضا تكلفة ويحدث ارباكا في القيام بضيافة الوافدين للتعزية .
و-وبما ان معظم ابناء الوطن منتشرون في انحاء المملكة في سكناهم ووظائفهم واعمالهم فمن الطبيعي ان يقوم كل صاحب عزاء باستقبال التعزية في مسقط رأسه ثم عند عودته للمنطقة التي يسكنها بسبب عمله سيفتح بيته او مكانا اخر لتقبل التعزية من الجيران والمعارف والزملاء والاصدقاء حيث يعمل ويسكن ولان معظمهم ربما لا يستطيعون ان يقدموا الواحب في المكان الذي يدفن فيه الميت ويفتح بيت عزاء له لذلك على كل شخص ان يعلن مع اعلان وفاة من يخصه بانه سيتقبل العزاء في المنطقة التي يعمل ويسكن بها ويطلب من زملاءه ومعارفه وجيرانه عدم تكبد عناء السفر والمشقة ليحضروا الى منطقة اقامة الدفن والعزاء وهذا تخفيف على المعزين وكذلك على اصحاب العزاء .
لذلك ولما تم بيانه اعلاه فالمصلحة في تهذيب عادات تقبل العزاء هي مصلحة للجميع بلا استثناء فالتهذيب يخفف التعب والارهاق الجسدي على المقتدر ماديا وغير المقتدر ويخفف ايضا الكلفة المالية على الإثنين وكذلك على من يريد تقديم واجب العزاء وحتى يبدأ الناس بالتطبيق العملي يجب ان توضع وثيقة بهذه الالية ويوقع عليها من كافة اطياف المجتمع بصفة التمثيل من وجهاء وشيوخ مؤسسات مجتمع مدني من جمعيات واندية مجالس بلدية وبرعاية رسمية باقامة حفل اشهارها تحت رعاية الحاكم الاداري للإعلان عنها للجميع مع تعليق هذه الوثيقة بعد اعلانها في كافة وسائل الاعلام على ابواب تلك المؤسسات بما فيها المجلس البلدي ومرافقه وفي الشوارع ان امكن حتى يرفع الحرج عن كل من يتبعها ويرفع الحرج عنه امام من لا يعتقدون ولايؤمنون بان ما يحصل عبارة عن جهل بالدين ويخالف السنة والأهم فتوقيع الوثيقة والاعلان عنها وتعليقها في كل الاماكن وكذلك تلاوتها من خطباء الجمعة في المساجد سيخلق حرجا لمن ينوون عدم اتباع ما توافق عليه الناس وفعليا سيحرج أولئك اذين يمارسون التظاهر وبالاسراف والبذخ لمجرد اثبات ان لهم مكانة تختلف عن البشر عندما لا يسيرون مع الجماعة ومع ما توافق عليه مجتمعهم .
ودمتم بكل خير وبركة …
اللهم هل بلغت ..الهم فاشهد ,,,
ابو عناد /رايق عياد المجالي