فيلادلفيا نيوز
تعهد الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ اون، في رسالته لمناسبة العام الجديد، اليوم الاثنين، بتعزيز إنتاج الرؤوس النووية والصواريخ البالستية، ما يظهر عزمه على تحقيق طموحاته العسكرية رغم المعارضة الدولية.
وعززت بيونغ يانغ بشكل ملحوظ جهودها خلال العام الماضي لتطوير برنامجيها النووي والبالستي المحظورين، بالرغم من العقوبات المتعددة التي تفرضها الامم المتحدة والتهديدات المتزايدة من جانب واشنطن.
وأشرف كيم جونغ اون الذي أكد ان الزر النووي بات موجودا بشكل دائم على مكتبه على تجربة نووية سادسة في ايلول (سبتمبر) الماضي كانت الاقوى حتى الان.
كما أشرف خلال العام الماضي على عدة تجارب لصواريخ بالستية عابرة للقارات مؤكدا ان الشمال قادر على ضرب الاراضي الاميركية وبات قوة نووية بالفعل.
وقال في كلمته السنوية الى الامة “علينا انتاج كميات كبيرة من الرؤوس النووية والصواريخ وتسريع نشرها”، مشددا على ان الشمال حقق هدفه بأن يصبح دولة نووية وبان برامجه للتسلح دفاعية.
وتابع كيم “يجب ان نظل مستعدين لشن هجمات نووية مضادة فورية ضد مخططات معادية لشن حرب نووية”.
ورد الرئيس الاميركي دونالد ترامب على العمليات العسكرية الكورية الشمالية بسلسلة من التهديدات متوعدا أمام الامم المتحدة كوريا الشمالية ب”تدمير تام” في حال شنها هجوما، وبسيل من الانتقادات الى كيم جونغ اون نفسه اذ وصفه ب”رجل الصاروخ”.
ويرى بعض الخبراء ان هذه المبالغة في الاهانات والتهديدات ربما تأتي بنتيجة عكسية اذ تشجع بيونغ يانغ في هروبها الى الامام خصوصا وان الشمال يبرر طموحاته النووية بالتهديد الاميركي.
ومضى كيم يقول ان كوريا الشمالية “قادرة على مواجهة أي تهديد نووي من الولايات المتحدة، وهي تملك (قوة) ردع قادرة على منع الولايات المتحدة من اللعب بالنار”.
وأضاف “الزر النووي موجود دائما على مكتبي. على الولايات المتحدة ان تدرك ان هذا ليس ابتزازا، بل الواقع”.
تأتي التصريحات الجديدة للزعيم الكوري الشمالي في الوقت الذي حذر فيه مسؤول عسكري أميركي سابق من ان الولايات المتحدة “لم تكن يوما قريبة الى هذا الحد” من حرب نووية مع كوريا الشمالية.
وأوضح رئيس اركان الجيش الاميركي الاسبق مايك مولن في مقابلة مع شبكة “اي بي سي” ان رئاسة ترامب “مزعزعة للاستقرار بشكل كبير ولا يمكن التكهن ابدا بما ستقوم به”.
وقال مولن الذي تولى منصبه ابان رئاستي جورج بوش وباراك اوباما في المقابلة “لم نكن برأيي يوما قريبين الى هذا الحد من حرب نووية مع كوريا الشمالية وفي المنطقة”، مضيفا “لا أرى كيف يمكن حل كل هذه المسائل بالسبل الدبلوماسية في هذه المرحلة”.
ولدى سؤال ترامب في منتجعه في مارالاغو بفلوريدا حول “الزر النووي” اكتفى بالرد “سنرى سنرى”.
تبرر بيونغ يانغ برامجها النووي بضرورة الدفاع عن نفسها ازاء الولايات المتحدة فهي تعتبر العمليات العسكرية الاميركية في المنطقة على غرار المناورات المشتركة بين واشنطن وسيول تدريبا على احتلال اراضيها.
اذا كان الشمال يثير قلق الاسرة الدولية باختباره صواريخ بالستية مداها اطول في كل مرة، فالمحللون يحذرون من ان تدخلا عسكريا اميركيا يمكن ان يؤدي الى حرب كارثية يعرض حياة الملايين من الاشخاص للخطر.
ويتهم منتقدو الشمال كيم بالسعي الى اعادة توحيد شبه الجزيرة بالقوة.
الا ان كيم قام بمبادرة ازاء سيول الاثنين اذ قال ان بلاده قد ترسل وفدا الى كوريا الجنوبية من اجل دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لعام 2018 التي ستقام على اراضيها.
واعتبر استاذ العلوم السياسية في جامعة دونغوك كوه يو هوان ان خطر شن ضربة وقائية اميركية “أكبر من أي وقت مضى” وكيم يريد عبر مدّ اليد التخلي عن “المواجهة لصالح التعايش السلمي مع الولايات المتحدة”.
وتابع “عندما يقول ان الزر النووي موجود على مكتبه فهو يلمح الى انه ليس بحاجة الى اجراء تجارب نووية او لصواريخ بالستية في المستقبل القريب”، حتى لو انه يريد تطوير “قدرات شاملة للرد النووي”.
وكان مجلس الامن الدولي فرض الاسبوع الماضي عقوبات جديدة على كوريا الشمالية ترمي الى الحد من وارداتها النفطية الحيوية لبرنامجيها الصاروخي والنووي.
وتبنى المجلس باجماع اعضائه الـ15 مشروع القرار الاميركي الذي ينص ايضا على اعادة الكوريين الشماليين العاملين في الخارج الى بلدهم والذين يشكلون مصدر دخل رئيسيا لنظام كيم جونغ-اون.-(ا ف ب)