فيلادلفيا نيوز
منذ عدة سنوات مضت نادى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله بمنهجية ثقافة التميز في الجهاز الحكومي للنهوض بأداء القطاع العام، مشددا جلالته على أن الإدارة الأردنية، حظيت بمكانة رائدة في تميزها، خدمة لصالح الوطن حاضره ومستقبله.
واليوم حيث تتسارع الخطوات لتنفيذ متطلبات اصبحت مستحقة مستفيدين من تجربة تكاتف الحكومة والمواطن (الوطن ) التي عبر من خلالها ازمة وباء كورونا ليمتلك رؤيا اكثر وضوحا واعتمادا على الذات واستشراف المستقبل .
ولعل قطاع السياحة والاثار يشكل ركيزة اساسيه في الاقتصاد الوطني ، كما ان صناعة السياحة تنمو بشكل متسارع في شتى انحاء العالم بحيث ان التنافس في هذا القطاع وديمومته قد سارع من وتيرة البحث عن مخرج من الوباء نحو التعافي والعودة الى حلبة المنافسة لتقدم كل دولة ما لديها من تميز وتفرد ومصادر وعناصر جذب رئيسيه لتحظى بمزيد من فوائد اقتصاديات السياحة بانواعها المختلفة لينعكس ذلك بالفائدة على المجتمع واستقراره في شتى المجالات .
والحديث يدور حول اعادة هيكلة قطاع الاثار مع السياحه ليشكلا معا انطلاقة جديدة نحو رؤيا مستقبليه تبلورت في الاعوام الماضيه ومحورها تحسين الاداء وتطويره وتقديم المصادر او المنتجات السياحيه بما فيها المواقع الاثريه بطريقة تنسجم مع تطور العلوم المسانده لعلم الاثار والسياحه والتراث وتستند الى قواعد البحث العلمي في التحديث ، هذا التوجه الذي يبشر بانطلاقة مثلى يؤكد لنا ان الطرق التقليديه والمناهج القديمه في التعامل مع قطاع السياحه والاثار لم تعد فاعله ووصلت حد الجمود والخطر واثارها السلبيه في ازدياد واصبحت متراكمه لتشكل عبئا متوارثا حتى يومنا الحاضر ، ومع الاخذ بعين الاعتبار للحاجات الوطنيه فان التقدم والاسراع في تبني مناهج واساليب جديده وحديثه ستشكل قاعدة صلبه نعود من خلالها للقيادة والريادة على مستوى الشرق الاوسط ولدينا ما يؤهلنا لذلك وبقوة .
لقد وصل حجم الاكتشافات الاثريه الى حدود عليا من خلال البعثات الاجنبيه والمحليه واصبحت ارض المملكة كنزا حقيقيا لما تحويه من ارث عالمي ضمن ثلاثة اقاليم مناخيه متصله ، وبلغ النشر العلمي المحكم لعلماء الاثار الاردنيين والاجانب الذين عملوا في الاردن درجة متقدمه في المجلات العالميه المرموقه في دول اوروبا وجنوب شرق اسيا وامريكا بحيث اصبحت الحزم السياحيه تتشكل وفقا لما ينشر عنه من ارث حضاري عالمي الاهميه ، هذه الاكتشافات تحتاج الى التطوير المستمر والسريع وتجاوز المعوقات التي برزت نتيجة اتباع المنهجيات القديمه ، وان عدم وجود اليات معاصرة يدفع الى التعديل المستمر لقانون الاثار بحيث اصبح الامر المستجد يفرض نفسه دون وجود امكانية التنبؤ به قبل حدوثه ، ونحن بامس الحاجة الى طاقات الشباب الذين يمتلكون افكارا ومبادرات ورؤى ابداعيه ليسهموا في ايجاد الحلول والعمل الجماعي التشاركي التفاعلي ، هذا الارث الحضاري وصفه جلالة الملك الحسين رحمه الله بانه ليس لانسان بل للانسان ، فاصبح لدينا بنعمة الامن التي مكنت الباحثين في المملكة من اكتشاف اقدم قرى العالم ، واقدم المعابد على سطح الكرة الارضيه واعظم المدن المنحوته في الصخر ، واعرق مناجم تصنيع المعادن ، وابكر الخرائط الفلكيه للسماء ، ومواقع مرتبطه بالانبياء والرسل والصحابة ، لا بل اعظم المصادر التراثيه من طرق ومنشآت تمثل اروع ما انتجته البشريه في فن هندسة العمارة التي لا يمكن حصرها بهذه العجاله .
ان الاوان لنكون الافضل ،ولنكون ايضا في المقدمه ، ولنكون جميعا عند مستوى التزامنا في تقديم الأفضل للمواطن ، بوركت الايادي التي تعمل لعزة ورفعة شأن الوطن .