فيلادلفيا نيوز
مِنْ السهل علينا عند طرح موضوع أو قضية ما أن نقول “نعرفُ”. وفي المقابل يكون السؤالُ ماذا تعرفُ؟ وكيف توصلت إلى هذه المعرفة؟
وللأسف أحيانا تأخذنا هذه التصريحات المبنية على جهل أو معرفة متواضعة إلى مشكلة أو سواء تفاهم.
لذا علينا أن ندرك أننا لسنا على معرفة كاملة بشؤون الحياة ولا كافة الاختصاصات العلمية والثقافية.
أتذكر في جلسة عائلية مع أصدقاء كانت صديقة كل ما تكلم أحد في موضوع ما أو قضية تجيب دون تردد” اسألوا زوجي يعرف كل شي”٬ مما أعطتنا صوره غير جيدة عن زوجها وحتى عن نفسها. وكم من هذه إلا مثله والقصص نشاهدها يوميا٬ وهذا التصرف لا يعد ثقة، إنما غرور أحيانا واستغباء للموجودين أحيانا أخرى.
لنسأل أنفسنا كم نتعرض في حياتنا اليومية للعديد من الأسئلة أو طلب رأي أو تدخل في موضوع أو قضية ما، ولا نمتلك الحقيقة أو الإجابة الصحيحة، لذا لنحترم ذاتنا ونقول نعتذر لا أعرف، ولكن أستطيع أن أسأل أصحاب الاختصاص من الثقافة والعلم.
المعرفة لا تأتي فجأةً، المعرفة تراكم منذ ولدتنا إلى مماتنا٬ وليس علينا أن نعلم ونعرف في كل شي فهذه قدرات واهتمامات.
وللأسف مرة أخرى نلاحظ في مجتمعاتنا أن الكل يعلم ويعرف في ما لا يعلم ولا يعرف.
المعرفة أنواع منها الشخصية والتي تتعلق بحياة الشخص نفسه٬ والمعرفة الضمنية التي تتضمن المهارات والقدرات الشخصية٫ والمعرفة الصريحة وهي الإدراك والوعي التي اكتسبها الإنسان بالتجربة والتأمل والعمل. والإدارة المعرفة علينا امتلاك الاستراتيجيات المناسب، ووسائل التكنولوجيا والاتصال، والمهارات الحياتية الشخصية والقدرات الذهنية.
وللوصل إلى التراكم المعرفي عبر سنوات عمرنا علينا العمل ضمن منهجية واضحة الأهداف ومنها التجربة، كانوا أجدادنا وأهلنا يعلمون منذ الصغر على سبيل المثال عدم الاقتراب من المدفأة “الصوبة” خوفا علينا من الاحتراق، لكننا كنا نصر على الاقتراب منها لعيش التجربة والتعلم وأصبحنا نعلمها لأطفالنا. وأيضا من خلال الملاحظة تتراكم عندنا المعرفة، وكذلك المعرفة باستخدام عقلنا وتحليل الأمور والقضايا المختلفة ضمن المنطق والبراهين والدلائل، وأما المعرفة التاريخية نستطيع الحصول عليها وإتقانها من الاطلاع والقراءة والحقائق التي تدور حولنا والتعلم من التاريخ.
وفي النهاية علينا جميعا العمل على زيادة معرفتنا في مواضيع محددة والعمل على اكتساب مهارات تفيدنا في حياتنا الشخصية والعلمية والعملية، ولا أحد يمتلك كل المعرفة، واحترام ذاتنا يجب أن يكون على رأس الهرم في معرفتنا أولا لأنفسنا، وماذا نريد وكيف علي أن أحافظ على صورتي.