فيلادلفيا نيوز
هذه محاولة لاستقراء النظرة الشعبية والتقييم لأداء الوزراء في التعامل مع جائحة الكورونا المستجد.
للحقيقة تفاوت الأداء والتقييم للحكومة بشكل عام ولكل وزير منها على حدة.. ويمكن القول أن هناك ثلاث فئات أو تصنيفات لوزراء الحكومة تبعاً لأدائهم وتصريحاتهم في فترة الحظر الجماعي.
يمكن وضع الوزراء التالية في الفئة الأولى وهي الفئة التي نالت احترام المواطنين وتقديرهم وإن تفاوتوا فيما بينهم بحسب التقييم الشعبي لهم.
في هذه الفئة يمكن أن نرى دولة الدكتور رئيس الوزراء ووزير الصحة والناطق الرسمي. هؤلاء حصدوا أكبر نجومية وشعبية في الظهور الإعلامي ودرجة الارتياح لمشاهدتهم والاستماع إليهم.
لقد حصد الرزاز مرتبة متقدمة لدى الجمهور بسبب عدم جموده أمام الكاميرا أو التعالي أو المبالغة أو التهويل أو الاستعلاء على المشاهدين، بل كان ودودا وقريبا من الحس الشعبي في تصريحاته وتبريراته، وإن أخذ عليه عدم منطقية بعض التبريرات خاصة كأمر الدفاع الأول والسادس الذي لم يستوعبه الجمهور حتى الآن.
وربما منذ زمن لم يتح لموقع الناطق الرسمي شخص مثل أمجد العضايلة مارس دوره باقتدار وحرفية ومهنية راقية عالية المستوى.
أما من حصد المرتبة الأولى بلا منازع وبمسافات عن أقرب وزير له، هو وزير الصحة الدكتور سعد جابر الذي أشعر كل مواطن أنه قريب منه ودافئ وصادق وحريص على صحة كل واحد فينا، إضافة إلى أن ظهوره الإعلامي كان مريحا ومهنيا ويحمل كثيراً من الحميمية والألفة المفعمة بالمعرفة والعلم وهذا كله مغلف بشفافية كبيرة.
وفي الفئة الثانية وهي التي تضم عددا من الوزراء الذين ظهروا بمظهر مقبول للجمهور ولكن بدرجات أقل بكثير من الفئة الأولى، ويمكن أن تضم الآتية من الوزراء:
وزير المالية والأوقاف والعدل والداخلية والتنمية الاجتماعية والتربية والتعليم والتعليم العالي والخارجية والأشغال والنقل والثقافة والشباب.
هؤلاء كانوا على تباين داخل نفس الفئة من حيث الأداء وتقييم الجمهور لهم، وإن أردنا ترتيبهم ضمن الفئة يمكن أن يحصل وزير المالية على مرتبة متقدمة ويليه وزير الداخلية والأشغال والتنمية الاجتماعية .
أما الفئة الثالثة فتتمثل بمن يمكن تسميتهم وزراء التأزيم والذين رغم كل الجهد الكبير على وزاراتهم كونها وزارات خدمية وعلى تماس مباشر مع احتياجات المواطنين، إلا أن الممارسات المتباينة والمستغربة أحيانا ومنها حكايات التصاريح وموقعة توزيع الخبز ومنح منشآت الإذن بالعمل دون غيرها وتعقيد متطلبات الحصول على مثل هذه الأذونات وعدا عن الظهور المستفز اعلاميا للجمهور ومنهم من خسر كثيرا لأنه ظهر مستعليا على الناس وحتى على زملائه ولم يظهر بأنه يعمل ضمن فريق عمل واحد متكامل، ويريد أن يكسب ويحصد من بورصة الثقة الرسمية والشعبية بأية طريقة كانت، فكان الإخفاق سيد المشهد لهذه الفئة، ويمكن أن تضم الوزراء الآتية : وزير الصناعة والتجارة والعمل والبلديات ووزير الاقتصاد الرقمي ووزير شؤون الرئاسة.
ويمكن أن نضع في فئة لوحده وزير الزراعة الذي ذهب ضحية بيع التصاريح وتزويرها، مع أن الأقوال تشير إلى أنه لا علاقة مباشرة له بهذه الفعلة.
ويبقى هناك وزراء لم يظهروا في سباق التصنيف الكوروني مثل وزير التنمية السياسية ووزير البيئة ووزير التخطيط .
هكذا بدا لنا ترتيب وزراء الحكومة خلال التعامل مع أزمة كورونا، ويبقى السؤال: من سيشكر من ومن سيحاسب من.