فيلادلفيا نيوز
يُخطئ من يظن أن التطرف يُواجه بالقوة وحدها أو تُهزم الأفكار المتشددة بالسيوف والقوانين فقط؛ فالفكر لا يُهزم إلا بفكرٍ أنضج وأعمق، والنور لا يبدّد الظلام إلا حين يُشعل في العقول قبس الوعي، وفي القلوب شعلة الفهم.
إن طريق الاعتدال لا يبدأ من الشعارات، بل من الكلمة الطيبة، ومن تربيةٍ تُعلّم الإنسان فنّ الحوار لا منطق الإقصاء، وتغرس فيه قيمة الاختلاف لا كراهية المختلف.
على المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية أن تدرك أن دورها لا يقل عن دور المصلحين والمفكرين، فهي من تزرع الوعي في الجيل الجديد، وتبني حصناً من الفكر المستنير في وجه دعاة التطرف والانغلاق. فالإعلام المسؤول قادر على فضح خطاب الكراهية وتفكيك رموزه، والمدرسة الواعية تصنع جيلاً لا يخاف من التنوع بل يراه جمالاً في اختلاف البشر.
الاعتدال ليس ضعفاً ولا حياداً باهتاً، بل هو قمّة القوة واتزان العقل، لأنه يحتاج إلى شجاعةٍ في التفكير، وصدقٍ في الموقف، وإيمانٍ بأن الحقيقة لا يحتكرها أحد. والتاريخ يشهد أن الأمم التي تبني جسور الحوار لا تهدمها الكراهية، وأن الفكرة المضيئة تبقى خالدة مهما تعالت أصوات التعصب من حولها.
					
									
فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ