فيلادلفيا نيوز
بقلم د. سعود السويهري
يفتقد العديد من الأفراد إلى التفاوض والتحدث إلى ذواتهم، وتواصلهم الفعال معها بنجاح؛ من أجل تحديد إهتمامات أو إحتياجات أو أولويات.
لهذا يعجز الأفراد أحيانا عن صناعة قراراتهم واختياراتهم الشخصية، وممارسة حقوقهم بطريقة صحيحة ومنظمة ومقصودة.
ومن هذا المنطلق تعني مناصرة الذات الوقوف على نقاط القوة والضعف في الشخصية، ووضع الخطط المستقبلية المتعلقة بمجال معين كالمجال التعليمي أو المهني أو غيره، ويستخدم هذا المفهوم الحيوي في كافة الميادين الحياتية؛ من أجل مساعدة الأفراد على تحسين أوضاعهم الحياتية من حيث تنمية مهاراتهم، والتعبير عن أنفسهم وحقوقهم والدفاع عن مطالبهم؛ بحيث يصبحوا أكثر استقلالية ومعرفة وخبرة، وتحقيقا للأهداف، وتقريرا لمصيرهم.
لذا كان من الأهمية بمكان التعرف على هذا المفهوم الحيوي وتعلمه وإستدامته في حياة كل منا؛ بحيث يمكّن الأفراد من الوعي بحقوقهم وواجباتهم، وإدارة لحياتهم والتخطيط لها، وتحديد ذواتهم؛ وصولا لأهدافهم المنشودة، وبذلك أصبحت مناصرة الذات جزءا لا يتجزأ وضرورة في حياة كل فرد، للمساعدة على النجاح الشخصي أو المهني أو الأكاديمي أو الاجتماعي وغيره. وبذلك يمكن القول بأن مناصرة الذات انتقلت من مجرد فكرة لحديث الفرد مع ذاته إلى فكرة وجود نهج فريد لحل مشاكله من خلال الوعي بالاحتياجات الشخصية، وتحديد البدائل المطروحة والاختيار من أفضلها، تحقيقا للمرغوب وتمكينا للمطلوب.
في الحقيقة أننا في حاجة ماسة لمناصرة ذواتنا في ظل ما نراه من الحروب النفسية التي تحدث بين أفراد مجتمع واحد أو مجال واحد، وفي ذلك تقرير للمصير وتحديد للحقوق، وفي هذه الحالة ينبغي أن نُلِمّ بكيفية مناصرة الذات بدءً من المناصرة الذاتية التي تعني القدرة على التواصل الفعال مع الذات والتأكيد على المصالح والرغبات الذاتية، إلى المناصرة المجتمعية التي تعني التركيز على التعاون المجتمعي، مرورا بالمناصرة العامة التي تركز على التأثير بالإيجاب في الرأي العام.
ولتحقيق وتفعيل مناصرة الذات داخل كل فرد منا – بحسب النظريات النفسية في هذا الصدد- ينبغي أن يكون هذا الفرد ملما بمجموعة من النقاط أهمها:
1 – التحكم والاستقلالية : وهما من العناصر المهمة للمناصرة الذاتية، ويظهر ذلك في القدرة على التعبير عما يتم الحاجة إليه.
2 – الخبرة : وتعني الإلمام بمحتوى العرض للموضوع محل الطلب.
3 – المعرفة : وتعني الفهم والإدراك والوعي بموضوع العرض، والإحاطة به من جميع جوانبه.
4 – الدافع : ويعني الرغبة في سبيل تحقيق الهدف والنجاح.
وأخيرا يمكن القول بضرورة تعلم مناصرة الذات، فالفرد في حاجة إليها طالما يعيش في وسط اجتماعي متغير، وقوانين وعادات وسلوكيات تختلف من شخص لآخر ومن جماعة لأخرى، بل ومن مجتمع لآخر، فناصر ذاتك شخصيا واجتماعيا ومهنيا ومجتمعيا، وحقق ذاتك، ففي ذلك تأكيد للذات وتمكينا لها وإشباعا للرغبات وثقة في النفس .