فيلادلفيا نيوز
ليس هناك سبب واضح لهذه الظاهرة يجعل منها جزء من طقوس الفرح، رغم وقوع العديد من الحوادث التي آلمت جسد المجتمع وراح ضحيتها الشباب وتشتت بسببها أُسر وعائلات، وثكلت أمهات ويُتم صغار، إلا أنها ما زالت تشكل واقع مقلق وسلبي يهدد الأمن المجتمعي، و يفجع الآمنين هنا وهناك بين الحين والآخر، دون اعتبار وبعيداً عن قواعد الشريعة ودستورها لقوله تعالى في صورة الحشر : {فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ} صدق الله العظيم ؛ أي الأمر في التفكَّر والاعتبار .
إلى متى هذا الاستهتار المجتمعي من بعض الأفراد..؟ وماهو الحل..؟، وقد ُعُقدت الندوات وكتبت الأقلام ونشرت المواعظ، وأُبرمت المواثيق العشائرية والاجتماعية، وشددت العقوبة المشرعة، وتضاعفة الملاحقة الأمنية، ماذا يرى مطلقي العيارات النارية في هذا الفعل من إيجابية؟، وما الإحساس الذي يعتريهم وهم يشهرون السلاح ويطلقوا بدم بارد الذخيرة الحية، ومعظمهم لا يُجيد الاستخدام الصحيح للسلاح الناري، ويتوقع أن يصيب أو يقتل إنسان ويُقبل على الفعل دون تردد، لعل الأمر مرتبط بنقص في جانب من شخصية من يرتكب هذا الفعل كأن يعتقد أن هذا الفعل يدل على الرجولة، أو يجلب المدح والإعجاب، فأي رجولة تُبنى على الجهل وأي مدح وفرح يُخط بدماء الأبرياء،وإي فرح ذاك الذي يستقيم على دموع الناس وفجع الأمهات أي عقل يحمل من يوجه السلاح إلى السماء فيطلق العيارات النارية لتعود لتستقر في الأجساد، من قال لأولئك أن هذا الفعل رجولة تظهر باستعمال السلاح، وأن الفرح لا يكون إلا باستعمال السلاح ، كيف ينام من كان يطلق العيارات النارية التي استقرت أحدها في جسد إنسان فقتلته أو جرحته، من أين ملك الحق؟ ليعبر عن طيشه بسلب حق الحياة ويمنح أهلها الحزن والألم ، لا أدري أنطلب الهداية لكل من يستخدم السلاح دون الذود عن العرض والأرض لمجرد الهو ،حتى بلغ الأمر إلى شغف التصوير (السلفي، والسنابات …. الخ ) أم نحزن على ما وصل إليه حالهم من طيش يعطل دور العقل ويسلبه إدراك عواقب الأمور .
نحن الأن بحاجة لوقفة حازمة من مختلف المعنيين اجتماعياً ورسمياً، لتظافر الجهود ليس للحد من هذه الظاهرة السلبية المتكررة، بل لوقفها واختفاءها من مظاهر الفرح، فالفرح لا يستقيم مع أدوات الإيذاء والترويع، قدوتنا في ذلك التوجيهات الملكية السامية لمواجهة هذه الظاهرة، وملاحقة من يرتكبها عقابا ً، دون قبول تدخل الواسطة والمحسوبية في ذلك، فالكل سواسيه أمام سيف العدالة، والمسؤولية المجتمعية .