الثلاثاء , يوليو 29 2025 | 5:45 ص
الرئيسية / stop / د.زيد القلاب يكتب : غربال الأجندات لا يحجب شمس الموقف الأردني

د.زيد القلاب يكتب : غربال الأجندات لا يحجب شمس الموقف الأردني

فيلادلفيا نيوز

 

تشغل القضية الفلسطينية موقعًا مركزيًا ومساحة كبيرة في وجدان الدولة الأردنية، قيادةً وشعبًا، وهي ليست مجرّد ملف سياسي عابر، بل قضية وطنية وقومية وإنسانية نابعة من عمق الروابط التاريخية والجغرافية والاجتماعية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، الأردني والفلسطيني. فقد ظل الأردن على الدوام صوتًا صادقًا للعدالة، ونموذجًا يُحتذى في الالتزام الأخلاقي والإنساني تجاه فلسطين، وفي مقدمتها قطاع غزة الجريح.
منذ اندلاع العدوان الأخير على غزة، لم يتأخر الأردن لحظة في أداء واجبه، ففتح الجسور برًا وجوًا لإيصال المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية، متحديًا ظروف الحرب والحصار، ومؤكدًا أن المواقف الحقيقية تُقاس بالفعل لا بالشعارات. وقد كانت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي في طليعة الجهات التي جسّدت هذا الدعم، بإرسال القوافل والمستشفيات الميدانية، وتقديم ما تيسّر من العون لأهلنا في غزة، الذين يواجهون واحدة من أكثر فصول المعاناة قسوةً وإيلامًا في التاريخ الحديث.
لكن الدور الأردني لا يقتصر على الجانب الإغاثي والإنساني، بل يمتد بثقة وقوة إلى الميدان السياسي والدبلوماسي. فقد شكّل جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، حامل أمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، صوتًا عالميًا مناصرًا للحق الفلسطيني في كل المحافل الدولية. ولطالما أكد جلالته أن لا أمن ولا استقرار في المنطقة من دون نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
إن التقاء الموقف الشعبي الأردني مع موقف الدولة ومؤسساتها يعكس وحدة الإرادة الوطنية مع الموقف القومي والإنساني. فرغم ما تتعرض له الأراضي الفلسطينية من انتهاكات، واستمرار سياسة الاستيطان، واعتداءات الاحتلال على المقدسات الإسلامية والمسيحية، يظل صوت الأردن عاليًا وثابتًا، لا تهزه الحملات ولا تُثنيه الضغوط أو حسابات المصالح الضيقة.
وفي خضم التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، والتقلبات السياسية في المنطقة، يثبت الأردن أن دعم فلسطين ليس شعارًا عاطفيًا، بل عقيدة سياسية راسخة، تنبع من إيمان عميق بعدالة القضية، ومن قناعة بأن الانتصار لفلسطين هو انتصار للحق والكرامة الإنسانية.

إن الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، وبشعبه الواعي، لا ينظر إلى القضية الفلسطينية من منظور جغرافي أو عاطفي فقط، بل باعتبارها مسؤولية تاريخية وإنسانية وأخلاقية، لا تتأثر بصخب السياسة ولا تتغير بفعل المتغيرات. فأصوات المشككين، ومهاترات تجار السياسة، لا تملك أن تحجب شمس الموقف الأردني الثابت، ولا أن تنال من عزيمته الراسخة.

إن فلسطين، بالنسبة للأردن، ليست مجرد جغرافيا منتهكة، بل قضية وجود، وحق لا يسقط بالتقادم، وسنظل على العهد، كما كنّا دائمًا، نناصر المظلوم، وندافع عن المقدسات، ونقف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى ينال حريته ويقيم دولته المستقلة بعاصمتها القدس.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com