فيلادلفيا نيوز
لم يتأخر الأردنيون وقيادتهم يوما عن دورهم و واجبهم الإنساني والإسلامي والعربي ،وبما أن التاريخ سجل المواقف فليرجع كل من لا يعرف فيه إلى باب المواقف والأدوار ، فصل العطاء والتضحيات، مبحث الكرامة، صفحات المواقف الأردنية، سيجد أن ما كتب فيها جزء من دور هذا البلد الكبير بشعبه وقيادته، ولن يستغرب عندها ما يفعله الأردنيين تجاه أشقاءهم في فلسطين، الذين تربطهم بهم أواصر المحبة والأخوة كالبنيان يشد بعضه بعضا.
“وأنا راجع من المانيا وأنا اطلع على غزة فوق سينا لما وصلنا اتصلنا مع قواتنا الخاصة هل نقدر نستعمل المضلة لإنزال المساعدات ” أي شعور أحس به جلالة الملك عبدالله، وأي خواطر دارت في خلده في ذلك العبور من فوق غزة التي يدمي قلوب الأردنين ما يواجهه أهلها من قتل واباده وتدمير وتجويع وتهجير، ما حمله شعور ملك الأردن هاجس قلب كل أردني غيور على دينه وأمته وإنسانيته، وما نتج عنه من فكرة عملية الإنزال الجوي إلا جزء من الموقف الأردني، الذي لم يعتبر القضية الفلسطينية قضية الفلسطينيين وحدهم بل هي قضيته الأساسية التي لم تغيب عن الخطاب الملكي يوما، ولم تغادر حديث الأردنيين ساعة، كيف لا وهم من قدم ويقدم الدم وكل ما يستطيع لنصرة إخوانهم منذ اليوم الأول للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية الفلسطينية عام ١٩٤٨ .
ان الموقف المشرف للأردن، والذي يعتبره الأردنيون أقل الواجب لم يأتي من فراغ، فالقضية الفلسطينية يحملها الأجيال حق تدافع عنه وتطالب به وتبذل في سبيله كل ما تستطيع، وذلك واضح من خلال ما تبناه الأردن ، وقيادته بالموقف السياسي والسعي الهادف لوقف الاعتداء على الشعب الفلسطيني، ورفض تهجيره من أرضه، وحقه في دولته واستقلاله وحريته وتقرير مصيره، وزوال الاحتلال عن أرضه، والعيش الكريم لشعبه.
لم ولن يتوقف جسر الأمداد الأردني للأهل في فلسطين، وستبقى السنتهم ومنابرهم وقلوبهم تدعو رفع الله الكرب عن شعب فلسطين وأعاد لهم حقهم، وحمى الأردن قيادة وشعب ليبقى على الدوام جسر حياة وملاذ لكل محتاج للمساعدة، أردن المجد السؤدد .