فيلادلفيا نيوز
لم تكن ثورة الغضب التي عصفت بكل قلب مسلم، ومسيحي وعربي فور وصف القدس عاصمة لكيان الاحتلال المزعوم ،المغتصب للأراضي الفلسطينية العربية ومقدساتها وليدة لحظة، بل دافع فطري نابع من عقيدة مصدرها رسالة سماوية، حملتها الكتب المنزلة على البشر بالرسالات السماوية، التي ختمتها رسالة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
فالقدس قبلة المسلمين الأولى وأرض السلام، ومسرى النبي محمد ومهد المسيح فكل شبر من ترابها تاريخ أمم تعاقبت عليها رسالة الوحدانية والعدل والسلام،فهي مدينة الصلاة التي تهوى إليها القلوب من مختلف الأديان لتشعر بالسلام وتذكر خالقها بالاذكار،وهو ماكرسه المسلمين على مر الزمن بجعلها المدينة التي يحترم فيها التعدد الديني والمذهبي ويتمتع فيها البشر بالسلام وهو ما وثقته العهدة العمرية، واستمر العمل بها وطبقه المسلمين في وصايتهم وحمايتهم لها، حتى تعرضها لمطامع الشر ،وقوى الظلام و ووقوعها تحت الاحتلال اليهودي الذي لم يلبث يحيك المؤامرات ويعمل ما بوسعه لتهويد مدينة السلام وطمس هويتها الدينية والعربية، والتي كان أخرها السعي لجعلها عاصمة لكيان زأئف قام على إغتصاب الأرض واستباحة دماء الابرياء بقوى البطش والعدوان، لم ينقطع إرث المسلمين والعرب لفلسطين بكاملها ومن ضمنها القدس ومقدساتها التي ورث وصايتها وحمايتها احفاد سيد الخلق النبي العربي من آل البيت الهاشمين، الذين لم يتهاونوا في بذل الغالي والنفيس في سبيل حماية هوية القدس الدينية والعربية رغم تعدي قوى الاحتلال المستمر عليها،فهم اليد التي ترفع كل حجر يسقط من أحجارها لتعيده مكانه ليبقى شاهد على تاريخ المدينة وقدسيتها،وهو ما رسخته دماء الشهداء الزكية التي يقودها دم الشهيد الزكي الملك عبدالله المؤسس الذي عطر مسكه أسوار القدس وبواباتها، ولم يزل عظم العطاء مستمر بتولي الملك عبدالله الثاني مقاليد الوصاية على المقدسات ،فهو من يحمل أرث آل البيت وهو من حمل فلسطين وقضيتها بقلبه، كما كانت في قلب الراحل العظيم الملك الحسين طيب الله ثراه، لتبقى وستظل قضية الهاشميين والشعوب الاسلامية والعربية التي لا تقبل التنازل او المساومة وهو ما مثلته ثورة الغضب والاحتجاج العام الذي ساد البلاد الاسلامية والعربية ولسان حالهم يقول لنا فيها العقيدة والدم والتاريخ :
سيكتب التاريخ قصة المدينة ذات الاسوار
وأحداث مضت ليخلد تضحية المناضل المقدام
مدينة الصالحين لن تنحني ودونها دماء الاحرار
ستبقى السنديانة الشامخة في وجه الأيام
ويبقى نور محياها مشرق رغم تكاثف الغبار
يرسم طيف حرة دون عرضها يشرع الحسام