فيلادلفيا نيوز
طالعت مقالة صحفية للصديق الاستاذ الكبير الصحفي رداد القلاب …يطالب فيه مدير الأمن العام اللواء الدكتور عبيد الله المعايطة بتقديم استقالته … مستشهدا بكتاب التكليف السامي للباشا المعايطة بتطوير وتحسين تجربة دمج الاجهزة الأمنية ومحاربة آفة المخدرات ومعالجة مشكلة المرور… وأن الأمن العام فشل -حسب رأي الصديق الصحفي رداد القلاب في ايجاد الحلول لها….
سأتناول المعضلات الثلاث بالتحليل كلا على حدة …لست مدافعا عن الامن العام…فالامن العام له رجاله وخبرائه وهم كثر للذود عنه….ولكني سأحلل ذلك من منطلق خبرتي الطويلة في هذا المجال…
بداية تطوير وتحسين عملية دمج الاجهزة الأمنية …فإنني كمراقب أمني… أستطيع القول أن الباشا المعايطة نجح نجاحا مميزا في صهر ثلاث ثقافات تنظيمية (مؤسسية) في ثقافة تنظيمية واحدة…واستطاع ربط خيوط هذه الثقافات العسكرية المتنوعة في خيط واحد… وأصبحت هنالك ثقافة تنظيمية واحدة للاجهزة الأمنية الثلاث….. هذه الثقافة المؤسسية التي كانت تشكل عائقا امام عملية الدمج سابقا… عدا أنه أي الباشا المعايطة اضاف اضافات لوجستية وبنى تحتية للجهاز الامني الجديد ساهمت في تطور الجهاز واندماجه لوجستيا وبشريا مما انعكس ايجابيا على الخدمة الأمنية الموحدة المقدمة للمواطن والتي يشعر بها كل من احتاجها من المواطنيين وغيرهم….
وايمانا من الباشا المعايطة بأهمية التدريب الموحد للأجهزة الأمنية الثلاث وتوحيد المفاهيم الأمنية لها…أمر بعقد دورات تدريببة لكافة منتسبيها لنقل الخبرات بين منتسبي الاجهزة الثلاثة … على سبيل المثال لا الحصر اصبح رجل دورية النجدة لديه المام تام بالاسعافات الاولية والانقاذ والاخلاء…هذه الميزة التي كانت للدفاع المدني فقط….كما اصبح رجل الدفاع المدني لدية خبرات شرطية في مجال التعامل مع مسرح الجريمة عند التعامل مع اطفاء حريق…هذه المهارة كانت حكرا لرجال الشرطة قبل مجيء الباشا المعايطة….وهنالك الكثير الكثير من مجالات التطوير والتحسين للاجهزة الثلاث …لكن المقالة لاتسمح بذلك..
أما بالنسبة لآفة المخدرات…نعم هنالك انتشار ملحوظ لها وسبب ذلك الانفلات الامني في عدد من دول الجوار مما ادى الى زيادة نشاط المهربين المدعومين من بعض الجهات الرسمية في تلك الدول…مما اضطر قواتنا المسلحة التدخل لحماية الوطن من هذه العصابات المنظمة والمدعومة لوجستيا على مستوى تلك الدول….
لذلك فإن الامكانيات المادية والبشرية واللوجستية المحدودة منذ عدة عقود الخاصة بإدارة مكافحة المخدرات لا تستطيع مواجهة هذه العصابات المدعومة من انظمة سياسية وعسكرية ومليشيات مسلحة…وشاهدي على ذلك تدخل قواتنا المسلحة للمساهمة في محاربتهم عسكريا….
كنت اتمنى من الصديق القلاب أن يطالب بالمدد…نعم المدد لإدارة مكافحة المخدرات وتزويدهم بالعناصر البشرية والعدة واجهزة وادوات حديثة للقيام بواجباتها الأمنية على أكمل وجه …عدا أن مسؤولية مكافحة المخدرات ليست مقتصرة على الامن العام فقط…بل هنالك جهات كثيرة تبدا من الاسرة مرورا بالمجتمع ومؤسساته وتنتهي بادارة مكافحة المخدرات….
الباشا المعايطة لم يغفل ذلك وشد من أزر ادارة مكافحة المخدرات حسب الامكانيات المتوفرة….وما ضبطيات المخدرات التي يضبطها الامن العام ويعلن اعلاميا عن بعضها إلا خير شاهد على اهتمام الامن العام بمكافحتها….حسب امكانياته…وهنا لابد على الحكومة اعادت النظر بالدعم المادي والبشري واللوجستي لإدارة مكافحة المخدرات حتى تستطيع محاربة التطور الملحوظ بتهريب المخدرات وتوفير كافة احتياجات الامن العام المختلفة لمواجهتها ومكافحتها… وكان على الحكومة الانصياع لكتاب التكليف السامي للباشا المعايطة ومد الجهاز بما أشرت اليه سابقا…
أما بالنسبة لمشكلة المرور وازدحاماتها …فهي مشكلة تنظيمية وهندسة طرق ومباني لا علاقة للأمن العام بها…فمشكلة السير برمتها مسؤولية عدد من الجهات الرسمية والامن العام واحد منها…ولايتحمل الامن العام المسؤولية وحدها….
وعند محاولة جهاز الامن العام تطبيق القانون المروري يتهم بالجباية ومحاربة المواطن برزقه وتشن عليه حملات اعلامية بوسائل التواصل الاجتماعي وغيرها…
فالامن العام وبناء على كتاب التكليف السامي للباشا المعايطة اعد قانونا مروريا عصريا يساعد بشكل كبير في حل المشكلة المرورية… ويعالج جميع الثغرات في القانون المروري الحالي…
إذا وبشفافية تامة استطاع الباشا المعايطة خلال اقل من سنة من تسلمه قيادة جهاز الامن العام من تطوير اندماج الاجهزة الأمنية الثلاث وتوحيد الثقافة المؤسسية لها وتبادل الخبرات والمهارات الامنية والانسانية بين منتسبيها والاعتماد على خطط تدريببة موحدة لكافة منتسبي الاجهزة الأمنية الثلاث كل ذلك ساهم في زيادة انتاجيتهم وجودة الخدمة الأمنية والانسانية وتميزها…
الباشا المعايطة مازال في جعبته الكثير من الخطط الأمنية للارتقاء بجهاز الامن العام ومنتسبيه….
اتركوا الباشا يكمل مشواره وخططه …فغراسه بدأ يثمر ويؤتي أُكله…..فهو أبن بار لجهاز الأمن العام…ولن يبخل عليه بخبرات ومهارات وقدرات وفكر استراتيجي ناهز الثلاثة عقود…وللحديث بقية..
#د. بشير _الدعجه