فيلادلفيا نيوز
قبل بضعة أيام… كنت أمارس رياضة المشي السريع في اروقة مدينة الحسين للشباب في عمان (المدينة الرياضية)… وهي رياضة امارسها يوميا منذ إحدى وعشرين سنة… حيث كنت أمارس رياضة الجري بداية لكن أُصبت (بالغضروف الهلالي) الذي منعني الأطباء على أثره من رياضة الجري…
أقول كنت أمشي… فأوقفني أحد معارفي البسطاء ذو تعليم ابتدائي داخل المدينة الرياضية…
وبعد تجاذب أطراف الحديث…. سألني وعلامات الدهشة والتعجب بادية على محياه… وقال لي : سيدي شو هاظا المحورين اللي بيقولوا منتشر بالبلد… شو… هو… اسم جديد لدوريات البحث الجنائي؟!….
فقلت له: تقصد رخصة قيادة سيارات… (المحورين) ؟…
قال لي : لا هاي بعرفها… في اشي بحكوله المحورين منتشر بالبلد.؟! او مش عارفه… اسمه قريب من المحورين…
عالسريع بعد هذا التوضيح منه فهمت انه يقصد (المتحور)…
فقلت له : ممكن تقصد المتحور؟
هنا ضحك بصوت عالي حتى بانت نواجذه… ورفع ايده بده يضربها (كفه بكفي)… وقال بفرح وثقة: ايوه هاظا اللي سمعته المتحور… شو هو يا سيدي ابو رعد؟..
فأخذت بالحسنى… وصرت اشرح له عن مرض كورونا المتحور… حسب ما املك من معلومات عن وباء كورونا وتحوره اللاحق بأسلوب مبسط لتصل و(يتلقف) المعلومة دون تعقيد ومصطلحات يتيه فيها كما تاه مابين المحورين والمتحور…
هذه عينة بسيطة – قد لا يعتد بها من قبل اعلام الحكومة -دالة – حسب وجهة نظري – على ضعف الوعي الصحي لدى الطبقات الاجتماعية البسيطة والشرائح الاجتماعية الشعبية التي لا تعرف ما هي وسائل التواصل الاجتماعي ولا وسائل الإعلام التقليدي… ولم تصل إليهم رسائل وزارة الصحة الإعلامية الخاصة بمرض كورونا وتحوراته الجديدة… وقد تكون شريحتهم ليس من الشرائح المستهدفة من قبل وزارة الصحة وفق رسائلها الإعلامية…
اعتقد إن الحكومة عليها إعادت النظر او تقييم خططها وحملاتها الإعلامية… ولا أعلم هل أجرت تقييم شامل لهذه الحملات والخطط الإعلامية؟ … وما هي نسبة نجاحها؟ وهل غطت جميع شرائح المجتمع؟… ام لم تقيم خططها وبرامجها الإعلامية… والشغل عالهمة والبركة…
من لم تصله الرسائل الإعلامية للحكومة… ولم يفرق بين المحورين والمتحور… و يعتقد ان المتحور المنتشر دوريات بحث جنائي جديدة … اعتقد ان الخطط الإعلامية وسياساتها وبرامجها لمرض كورونا بحاجة إلى (نسف) كامل.. وتبني خطط إعلامية جديدة بسياسات وبرامج مختلفة لتصل إلى كافة ابناء الوطن…
اعتقد ان المحورين والمتحور مؤشر واضح لارتفاع عدد الاصابات والوفيات… لأن رسالة المتحور لم تصل لغالبية الطبقات الاجتماعية البسيطة… ولا دراية ومعرفة بخطورته وطرق الوقاية منه….
الرسائل الإعلامية… لا تقتصر على عدة وجوه (زهقونا يتنطنطوا) من شاشة تلفزيون إلى أخرى فقط… بل الحملات الإعلامية المبنية على خطط إعلامية شاملة تشمل كافة الأدوات والوسائل الاتصالية…
الله يعلم مع طفرة جديدة او تحور جديد لفايروس كورونا قد نسمع بأسم جديد له عند عامة الشعب او الطبقات الاجتماعية ذات التعليم المتدني كمصطلح (المقطورة ).. وللحديث بقية.
#د. بشير الٌدّعَجَهْ