فيلادلفيا نيوز
بقلم الكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجة
أجزم ان الصحفي المزعوم محمد سعود والذي يدعي انه سعودي الجنسية… ان السعودية والشعب السعودي الشقيق منه براء..
فقد تابعت المادة الفلمية له اثناء تواجده في باحة المسجد الأقصى الشريف… وعدتها اكثر من مرة…وركزت كثيراً على حركة جسده( لغة الجسد)… فهي الوسيلة الوحيدة للتحقق من صحة ادعائه… فكانت خطوات قدمية اثناء المسير تختلف عن خطوات اشقائنا في الخليج عامة والسعوديين خاصة والتي تمتاز بالرصانة والاتزان والمشي المعتدل لطبيعة الصحراء وطرقها… فكان يسير بخطوات بعيدة كل البعد عن الصحراء ومسالكها…. كذلك فان عرب الصحراء يمتازوا ( بالبال الطويل)… وما لاحظته ان هذا الشخص بمسيره وحركاته لا يتصف بذلك… خاصةً عند تعرص الاطفال له فحاول بإحدى المرات ضرب الطفل الا انه تراجع سريعاً… اضف إلى ذلك انه لم يكن موفقاً في ارتداء ( الشماغ)… فالناظر اليه يجزم انه لأول مرة يضع على راسه الشماغ والعقال… عدا انه لم يستطع ان يضع الشماغ ( يربطه) حول راسه ورقبته بالوضعية المعروفه عند اخوتنا السعوديين والتي يستطيع الطفل السعودي الصغير من ارتداء الشماغ والعقال بكل بساطة ويسر فكيف بشاب بلغ من العمر عتيا…
اضف إلى ذلك ومن لغة جسده… انه فشل في ارتداء البشت ( العباية) فلم يستطع السيطرة عليها وكأنه يرتديها لأول مرة وكان مرتبك بالسيطرة عليها… فهي (تطير) بكافة الاتجاهات ويحاول السيطرة عليها دون جدوى..
واعود للعباية… فهنالك طريقة لمسك العباية اثناء المسير يعرفها ابناء السعودية جيداً كما يعرفها ابناء القبائل والعشائر الاردنية… وتحتاج إلى فن وممارسة طويلة لتعلمها ومسكها بالشكل الصحيح… الا ان هذا الشخص فشل في هذه (المسكة) … بل على العكس لم يحاول ولا مرة ان يمسك العباية بهذه الطريقة… لانه غير متعود عليها… ولو كان متعود عليها… لفعلها لا ارادياً وبسرعة فائقة…
استغربت اقدامه على الزيارة وحيداً فلم أرى حراسة إسرائيلية عليه .. وهذا امر خطير ان يزور سعودياً الأقصى ويسير وحيداً بين جموع الجماهير الغاضبة عليه… الآ يخشى من الطعن والاعتداء او القتل… فهذه الخطوة لا يقدم عليها الا شخصاً متمرساً ومعتاد على المشهد الفلسطسني ويعيش ثوانيه… ولحظاته بلحظة… بتفاصيلها المملة فهو انسان من الجسد الصهيوني وبالتحديد يهودياً عربياً يعرف ظاهر الأمور وباطنها…
استغربت عدم التقاط الصور لنفسه وهو يصلي داخل المسجد الأقصى… فهي زيارة تاريخية له ان يصور نفسه داخل المسجد واقفاً بين يدي الله… لذلك فالمؤسرات تشير انها لعبة سياسية اعلامية هدفها دق الاسافين داخل الجسد العربي الواحد مستغلة بعض الناعقين الذين ظهروا مؤخرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتهجمون على الشعب الفلسطيني الشريف…
اضف إلى ذلك انه لم يتفوه ولا بكلمة طيلة مسيره مع كيل المسبات والاحتقار الذي تعرض له… فكان حريصاً جداً ان لا بتكلم حتى لا تفضحه لهجته وتعرف جنسيته…ولو كان سعودياً لهبت وسائل الإعلام الصهيونية بإجراء المقابلات الاعلامية معه من قلب الحدث (المسجد الأقصى) وكتابة التقارير الصحفية واستضافته عبر المحطات التلفزيونية والاذاعية وغيرها لابراز هذه الخطوة التي تعد تاريخية وهامة من وجهة نظرهم…
علينا أن نكون اكثر حذراً عند التعرض للمواد الإعلامية وان لا نطلق الأحكام جزافاً… فلا تصدق كل ما تسمع او ترى…. فالخبث الإعلامي الآن اصبح اكثر خطورة مع انتسار الإعلام الرقمي وما يراقفه من ثورة اتصال رهيبة… وللحديث بقية.