فيلادلفيا نيوز
* خالفت رأي مدير الأمن العام بشجاعة… والهدف المحافظة على مصداقيتنا..
كنت ناطقا اعلاميا غضاً لجهاز الأمن العام… وصلت منزلي بعد دوام يوم شاق من الإعلام الأمني والرد على استفسارات الصحفيين والاعلاميين باسئلة واستفسارات حول مواصيع تتعلق بالحوادث والقضايا التي حصلت او طلباتهم لإجراء تحقيقات صحفية في مواضيع امنية…
وصلت مساء وتوجهت مباسرة لأخذ حمام (دُش)… وأثناء استحمامي ابلغتني زوجتي ان هنالك سيل من المكالمات الهاتفية على هواتفي الخلوية ( المكالمات ورا بعض… رش)… فاخبرتها باعطائي اي مكالمة قادمة… وفعلا كانت مكالمة من الصديق الصحفي موفق كمال من جريدة الغد… فسألني (بشير بيك شو التفجيرات اللي بعمان)… فطلبت منه امهالي( 3)دقائق والعودة اليه… فاتصلت مباشرة مع مركز القيادة والسيطرة في مديرية الأمن العام للاستفسار… وكانت الإجابة صادمة… ابلغوني بوقوع تفجيرات متزامنة في(3) فنادق بعمان وهنالك عدد كبير من الوفيات والاصابات والحوادث وقعت قبل عدة دقائق…. رجعت مباشرة للصحفي الصديق موفق كمال فابلغته ان ماجرى ليس من اختصاص اعلام الأمن العام وانما هو اعلام دولة فالحدث على مستوى الدولة وليس على مستوى جهاز الأمن العام… فرد باجابة صادمة لي (ان كل المسؤولين والوزراء المعنيين مغلقين هواتفهم ولا حدا طالع يصرح ويطمن الناس )… فأجبته لا استطيع ليس من اختصاصي الاعلامي….
عندها توجهت من منزلي بسرعة تجاوزت يرعة المركبة السرعة المقررة علي الطريق… ولدى وصولي إلى مديرية الأمن العام في العبدلي… لم ايتطع الوصول إلى مناطق الفنادق المنكوبة… فسرت جريا على الاقدام حتى وصلت إلى أقرب فندق ( رادسون ساس) لاند مارك حالبا… فوجدت ان قوات الأمن ضربت عدة اطواق امنيه حوله… وبعد ان عرفني رجال الأمن العام سمحوا لي بالدخول… فوجدت مدير الأمن العام الأسبق الفريق الأول الركن محمد ماجد العبطان – رحمة الله عليه – وكان هاديءجدا وتجول في منطقة التفجير وتوجه إلى سيارته مع مراففه انذاك الزميل النقيب جوزيف حبيب كركر… فقلت له( يا باشا الاعلام لهده الحوادث النا للامن العام والا لجهات أخرى… تذا النا خلينا نشتغل وندير الحوادث اعلاميا بلاش بيصير معنا مثل تفجيرات العقبة والتضارب في التصريحات الاعلامية من عدة جهات رسمية… الاعلام ياباشا مهم الان ويجب ادارة الازمة اعلاميا كما نديرها عملياتيا… فقال لي بالحرف الواحد(الاعلام النا واعلن عن التفجيرات وصرح بأنها عملية إرهابية) فقلت امرك باشا بس مش رايح اقول عملية ارهابية بدري على هذه المعلومة) فقال لي صرح زي ما اقولك بدي اروح على فندق حياة عمان… فقلت له امرك يا باشا.. فجمعت الصحفيين امام الفندق بعد ان سمحت لهم الاطواق الامنية بالدخول وبامر من قائد الموقع بعد تنسيقي معه… فصرحت( بوقوع (3) تفجيرات متزامنة في فنادق حياة عمان.. رادسون ساس.. والديزإن) نتج عنها عدد من الوفيات والاصابات تم نقل الحثث والاصابات إلى المستشفيات المحيطة… صربنا عدة اطراق امنية في٦العاثمة عمان لالقاء القبض على الفاعلين.. الاجهزة الامنية التحقيقية والفنية باشرت عملها فور وقوع الحادثة… وقلت ويشتبه بانها عمليات ارهابية).. وهنا خالفت امر مدير الأمن العام بانها عمليات ارهابية لغاية في نفسي سأتحدث عنها لاحقا…بدأ الصحفيون ووسائل الاعلام بسؤالي عن الحادثة وامور أخرى تدور في فلكها… وكان تصريحي اول تصريح اعلامي رسمي حول الحادثة بعد وتناقلته كافة وسائل الاعلام والصحافة العالمية والاقليمية والمحلية… وكان هدفي يجب ان يخرج التردن بتصريح اعلامي ولو مقتضب عن الحادثة للتحكم بعد ذلك بتدفق النعلومات حول الحادثة والسيطرة على مجريات الاعلام وان لا نترك الامور بدون اعلام وبذلك تكثر الاساعات والاقاويل وينشط اعداء الوطن في الداخل والخارج لتشويه الصورة ونقل معلومان كاذبة ومخادعة لتحقيق اهدافهم الخبيثة… فخرجت بتصريح اعلامي أولى مقتضب حتى اكون مرجعا اعلاميا لكافة وسائل الاعلام في تلك اللحظة والسطرة على كل ماتبثه من اخبار حول الحادثة لنتمكن من ادارة الازمة اعلاميا بصورة محترفة….
بعدها سمحت فقط للتلفزيون الأردني تصوير الحادثة من مسرح الجريمة واجراء المقابلات وكان مندوب التلفزيون الأردني الصديق الإعلامي ابراهيم الخرشة… كما صور الحادثة المكتب الإعلامي الأمني الذي كنت مديره… وبعدها توجهت إلى التلفزيون الأردني لطمأنت المواطنيين واخذت معي كافة اسرطة التصوير للحادثة وفي طريقي قبل الدوار الثالث اوقفني الإعلامي الصديق عبد الإله خضر- رحمة الله عليه – مندوب قناة العربية.. وطلب مني احراء مقابلة إعلامية معي حول التفحيرات… فاعتذرت منه وقال لي ممازحا رحمة الله عليه(تبيع الاسرطة.. اشرطة تثوير التفجيرات اللي معك) فقلت له ممازحا (بعد اظبوع اعطيك اي مادك اعلامية منها مجانا لانك تعز علي)… واثناء الطريق إلى التلفزيون الأردني اتصلت مع مدير الإخبار الصديق محمد الرقاد… وابلغته( اني قادم اليهم للاعلان عن التفجيرات على الهواء مباشرة بدنا… فقال لي بانتظارك وكل شيء جاهز… ولدي وصولي الاستديو كانت المذيعة المحترمة دانا جدعان بانتظاري… فدخلت الاستديو… وسألت ماذا اسأله… فقلت لها اسأليني… ماهي الفنادق التي تعرضت للتفجير واي ساعة وقعت الحوادث… وهل هنالك وفيات او اصابات… ما هي الإجراءات الامنية المتخذة… ماذا تريد أن توجه رسالة لطمئنت المواطنيين… هل هي عمليات ارهابيك.. كما طلبت منها سؤالي هل احد التفحيرات وقع بالسفارة الإسرائيلية في عمان… لان بعض الصخفيين سألوني هذا السؤال كثيرا… فاردت نفي ذلك والتاكيد بانها حدثت بفنادق وليس المستهدف سفارات ومنشأت دولية.. هذه بعض الاسئلة التي اثرناها في اللقاء… وكان اول تصريخ رسمي يبثه التلفزيون الأردني…
وفي الساعة الثانية فجرا ناداني مدير الأمن العام – رحمة الله عليه – غاضبا… فقال لي( ما قلت لك انك تقول عملية ارهابية كيف تقول يشتبه بانها عملية ارهابية).. ففلت يا باشا ممكن احكي وجهت نظري… فقال لي (قول)… قلت له يا باشا كلامك صحيح مية مية وهي عمليات ارهابية اكن لا استطيع ان نعلن عنها خلال اقل من نصف ياعة بانها عمليات ارهابية… ما هي الادلة والبراهين على ذلك… سيتم سؤالي عنها…. هل خلال نصف ساعة يا باشا مسح مسرح الحريمة وجمعنا الادلة وفحصناها مخبريا وحققنا بالحادثة وتوصلنا إلى قناعة بالشواهد والتدلة انها عملية ارهابية… لن يصدقنا احد في العالم حتى المواطن البسيط لن يثدقنا بهذه السرعك خلال دقائق توصلنا إلى هذه ادنتيجة النهائية…. يا باشا هذه مصداقية اعلامية وتمس سمعة الاردن واجهزتنا الأمنية.. فلا بد من التريث قليلا قبل الإعلان بأنها عملية ارهابية حتى ولو القينا القبض على الفاعل… لابد من وقت كافي قبل الإعلان عن ذلك حتى يصدقنا المواطن والعالم…. وانا يا باشا كنت ضد ان اقول يستبه بانها عملية ارهابية وقلتها احتراما لرأيك… فالأفضل ان نطمئن الناس والاعلان عن اجراءاتنا الامنية والبدء بتحرياتنا والتركيز على إسعاف المصابين للمستشفيات وان القاء القبض على مرتكب الجريمة مسألة وقت… وكذلك تجديد الثقة بقدرة أجهزتنا الأمنية علي التعامل مع التفجيرات وملاحقة مرتكبيها والوصول اليهم بسرعة لما تتمتع به اجهزتنا الامنية من احترافية عالية في العمل الامني… هذا يا باشا اللي بدنا نركز عليه الان…. عندها قال( لي الله يعطيك العافيه وتابع مع وسائل الاعلام)
بعدها اجريت العديد من المقابلات الصحفية والاتلامية مع وسائل اعلامية من كافة بقاع العالم… الهدف منها ادارة التزمة اعلاميا والسيطرة على المواد الاعلامية وان تكون هنالك مرجعية اعلامية للسير بالازمة اعلاميا حسب ما نخطط له…
تجربة مريرة – الله لايعيدها – وكنها كانت غنية بالنسبة لي في كيفية ادارة الأزمات الامنية اعلاميا… وكيفية التواصل مع وسائل الاعلام والاعلاميين وكيفية صياغة الخبر لما فيه من معلومات امنية خطيرة واخراجه بالصورة واارسالة الاعلامية التي يريدها الاردن واجهزتنا الأمنية… كانت الأمور الاعلامية والاعلان عن اية معلومة كمن يسير في حقل الغام لا تعرف متى تتفجر… لكن الحمد لله نجحنا بإدارتها اعلاميا…. ونجحنا امنيا واستخباريا وخلال فترة وجبزة من تحديد جهة التفجير وإلقاء القبض على ممن تبقى من الخليلة ومطاردة التنظيم دوليا حتى رصدت احهزتنا الامنية راس التنظيم وبمساعدة دولية تم تصفيته….
هذه عجالة سريعة حول تجربتي مع تفجيرات الفنادق بتاريخ 2005/11/9….رحم الله الشهداء واتمنى حياة سعيدة هادئة للناجين من هذه الكارثة… والمجد لاجهزتنا الأمنية…. وللحديث بقية
#د. بشير – الدعجة