فيلادلفيا نيوز
نعم.. أيها المربّون، أيها التربوين أيها المتمجدون والمتشدقون بحضارة الغرب وثقافته المادية، نعم أنتم من ساهمتم في انقياد فلذات أكبادكم طواعية وبإرادتكم إلى بهرجة العالمية والفضائية والرقمية.. عندما اعتقلتوهم وأقحمتموهم عنوة في محيط ثقافة وأعراف الحضارة الأجنبية على حساب ثقافتكم ولغتكم وثوابتكم..
نعم أنتم.. عندما كبلتم فكرهم في تقليد ومحاكاة النموذج الغربي المتصور من قِبلكم على أنهُ الشكل الوحيد للتحضر والتقدم على حساب كافة رموز تاريخ حضارتكم ونماذجكم، نعم أنتم من بايعتم على صقل أدمغتهم وغسلها في مضامين أدبائهم، ومفكريهم، ومستشرقيهم على حساب مفكري ومثقفي أمتكم..
لا تتنصلوا اليوم أمام إيقاع المقاومة العنيد، وصحوة الوجود، وحركة الوعي التنويري الجديد.. وأجييوا على أسألتهم، نعم أنتم أيها الرعاة الرسميون لتغول النماذج الغربية على حساب العربية، للفخر بالرموز الأجنبيه بكل مضامينها على أكتاف رموز موروثكم وماضيكم.. نعم أنتم من رميتم بعرض الحائط كل ما يصل بهم إلى واحات الأخلاقيات الدينية والجمالية التاريخية، والآن بتم تعانون من تطرف العنجهية الإفرنجية، والشذوذ الجنسي، والتطرفية الفكرية.. ليقعوا فريسة ذلك الصراع الدامي بين هوية متناقضة مُكبلة بشكل الغرب المُخلص ولكن جذورها رامية في عمق تاريخهم المجيد.. ملجلجين بين الشكل والمضمون، متقهقرين بين الأصل والمستورد، بين الحقيقة والسراب.. وهنا تكمن صحوة هذه المعركة الأيديولوجية.. بين مضامين الذات على أن تكون على حقيقتها، أو تنوء نحو مربيها في المحاكاة والتبعية.. وهنا يبرز السؤال المحتوم.. ما هو الإطار الجديد لهذه الصحوة الفكرية والوعي الجديد؟
بين الجوهر بنقاءه ومسلماته من الثوابت، وبين رتوش السراب المستحدث بأشكاله وبهرجاته ومادياته.. وسيبقى هذا السؤال يعاتبكم لتجدوا إجابة شافية له.. ونرقب في هذا المقام صورة ذاك الغراب الذي حاول دوماً تقليد مشية الحمامة ولكنهُ مع الزمن نسي نفسه ولم يتقن مشيتها وضاع بين الحالتين.. فكما هي الحالة الآن هلامية الشكل ستبقى الإجابة كذلك لحين الوصول إليها..
دمتم بود لحين الرد..
د. ابراهيم العدرة
الجامعة الأردنية
كلية الآداب