فيلادلفيا نيوز
يعتقد الكثير من الصارخين والجارحين والمؤذيين “الدجاجين”، “المتسرعين”، “المندفعين”، “الدفشين” بأنهم أصحاب قلوب طيبة وبريئه ومحبة… على اعتبار فكرة وجملة “إلي بقلبي على لساني”، “أنا دغري”، “أنا صريح”، “ما بنافق”، و”الصح صح”… إلخ…
وكل هذه الشعارات الرنانة والطنانة لإظهار نُبل المقصد والمبتغى والمراد، وأنهم يتفاخرون في الإصلاح كأنهم دعاة الله في الأرض، الذين لا يراعون المشاعر والمواقف والحالة والمكان والعمر وغيره… لذا أود الآن وبكل شفافية أن أعلن لهم حقيقتهم وطريقتهم بأنهم “مدعين”، “مراوغين”، “كاذبين”، “قساة”، ولا يمتون لأهل المعروف والصلاح بصلة… طبعاً لا تحقدوا على صراحتي لأني “دجيتها دج” فأنا الآن أتصرف مثلكم تماماً، واستعرت طريقتكم التي تدافعون عنها طيلة الوقت… “كومستير”.
لذا نقول لجميع الحاملين لهذه الفكرة، والممارسين لهذه الأنماط والطرق والأساليب، والمتشدقين بالدفاع عنها… هناك فرق بين الصراحة والوقاحة، بين النصحية والفضيحة، بين ما تقول وما تخبأ، بين الوضوح والإخفاء، بين اللطافة والجفاء، بين مداعبة القلوب وتحطيمها، بين التجريح والتصريح، بين الإيذاء والإحتمال… أيها المدعين بالبراءة والبياض والنقاء من الداخل، والمتمسكين بالفظاظة والغلظة والسوء من الخارج… احفظ لسانك لأنه مرآة قلبك، إوزن كلماتك لأنها رداء أفكارك، ولطّف أسلوبك لأنهُ انعكاس شخصيتك، وأظهر المجاملة والود في كل الحالات… فالقسوة على الآخرين بالكلمة، والحرف، والحركة، والإيماءة، والسب، والشتم بإدعاء التوجيه أو المزاح الثقيل، أو الإحراج المستمر مع إثارة الغم والسأم ولا يرف لك جفن، أو يؤلمك ضمير، أو يتحرك لك شعور فأنت وما فعلت سيان… أنتما وجهان لعملة واحدة هي اللؤم والسواد.
فلا تعلق سوء خلقك، وجفوتك، وتجريحك، وتمزيقك وتوجيعك بأنهُ ممارسه لطيبة ودماثة وحسن فأنتم بذرة واحدة، ونمط واحد ستحاسب عليه فلا تركن لإدعاءاتك… واسمع خطاب مولاك لسيد الخلق وصاحب الخلق الرفيع:
“ولو كنتَ فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك”… فتخيل الآن ما هو الخطاب الموجه لك
لذا يا عزيزي… أعد حساباتك، وغيّر نمطيتك، وتحلى بالخلق، وانصح برقي، وتمسك بالرأفة والألفة… وعلى رأسها كن ليناً في تعاملك، وخفيفاً في عشرتك، وقريباً في تواصلك وقولك… ولا تنسى “خيركم خيركم لأهله” أولاً، و”الكلام صفة المتكلم” ثانياً فلا تدافع وتراوغ وتلف وتدور…
كن محسناً بحق… فكل إناءٍ بما فيه ينضح.
والسؤال: لماذا كل هذه القسوة… صدقني أنا لا أستحق كل هذا؟؟؟…
شاركونا آرائكم.