فيلادلفيا نيوز
عندما تستشعر أرواحهم حولك، وأمواجهم في خيالك، عندما تشاركهم سرك وكتمانك وإعلانك… عندما تخصهم بكلمة وجملة ومقالة وفكرة وتجربة… فأنت تناجيهم..
عندما تتبتل كزهرة راجية، وشجرة باكية، وسفينة عابرة، وعين سافرة فأنت تلجُ في عالمهم…
عندما تُعنون اللحظة لهم، والدمعة عندهم، والقُبلة في خيلاتهم، فأنت تتوسد أطيافهم…
عندما تسافر لأحلامهم، وتعانق ساكنتهم، وتمخرُ في عُباب محيطاتهم، فأنت تستحضرهم..
تلك هي المناجاة والتخاطر والتوحد… حديث صامت بين الأرواح، رسالات عابرة في الأثير، حوارات صارخة في الكيان، عتاب نابع من الوجدان… فيه الملازمه، والمكاشفة، والمصارحة، والمساره… دعاء وابتهال وخشوع وقبول تفاعل…
حوار خفي، مفرداته مفهومة رغم عدم الكتابة، معانيه واضحه رغم عدم الشرح، تبادله سريع رغم البعاد والاعتزال، نظرة واحدة لذات الموقف، خطفة حالمة كشهاب ثاقب… نسافر فيه خلف جدران هذه المعمورة إلى جزيرة أخرى نحن أبطالها، وروادها وزوارها وسكانها… نعبر كموج من محيط إلى محيط، ننسج فيه الاعتراف والتوحد والخلاص… نبكي، نتعاتب، نتقارب، نتجاذب، نتخاصم، نتصالح، نتراضى، نتشاكى، نتباهى، نضحك، نتجادل، نرفض، نتقابل… ثم نعود للانطلاق في الواقع، من عالم الخفاء إلى نور الحياة، من طي الكتمان إلى بوح الميدان… نسعى بقوة، نشحن الطاقة، ونعبأ الموقد لنشتعل من جديد… ونمضي مسافرين إلى رحلتنا لأنهم معنا، في كل لقطة، وعَبرة، ووقفه…
لذا… اقبلوا من السلام والتحية يا رفاق بندقية الحياة، يا شركاء المساء، يا ندماء الليل والنهار، يا ثنايا الروح والدروب والجروح… بكم نمضي ومعكم نسمو وإليكم نرنو علنا نتقابل هناك في عالم الحقيقة… والسلام.
وكما قال الشاعر أحمد رامي:
خاصمتك بيني وبين روحي وصالحتك… وخاصمتك… تاني و….
ابعثوا تحية… لرفاق الروح البعاد