فيلادلفيا نيوز
تخفق القلوب كهدير المحركات، تتأجج الدواخل بنار اللقاء، تشتعل اللهفة لانتهاء الحصار والانطلاق للحرية…. فطال الانتظار وهانت المسافة..
وبين هنا وهناك، كما بين الشهيق والزفير، كما بين الإغماض والإبصار، هي رمشة عين في مداها لكنها عمر في صداها، هي نقرة من خيط الزمن لكنها جنة في شداها… وها قد صبرناها وتحملناها وأيقناها وناجيناها وأحببناها رغم كل ما فيها… لكن الشوق للحرية حط رحالهُ فينا، وبدأ ينادينا… فوضى الانطلاق جاءت تزمجر كريح عاصف في يوم شتوي… إنه لقاء محبوبين، غائبين، بعيدين، مسجونين… ينتظر كل منهما الارتماء في حضن الآخر، والانكماش حوله، مصافحة وعناق واختمار وقُبل، علهُ يطفءُ ضجيج الشوق واللهفه، ويُهدأ أنين الفؤاد المكلوم بعد طول بعاد.
عند حافة الانتظار، نحلمُ بشكل اللقاء ورائحة ذاك القادم، نفكر بذلك الشعور وتلك الومضة، نستحضر المكان والزمان والشخوص، نستلهم الرونق والألق والروعة… هائمين، حالمين، سارحين، متأملين…
وها نحن نمضي في قطارنا… كلنا ذلك الأمل المسحور بنور الأفق، ذلك الطيف المنبلج من العتمة، ذلك العبق المنثور من ريح الأحباب والرفاق والأخلاء والأصدقاء… تراودنا تلك الخواطر وتتوجسنا تلك الأفكار ولكننا مصرون على الموعد… أرواحنا مشرأبة وقلوبنا عالقة في فسيفساء تلك الشعلة عندما تعانقنا، مفتونون بطعم المذاق وسحر الاندماج…
#لذا_فالنداء_لكم_أيها_الركاب#
حضروا أنفسكم فقد شارف القطار على الوصول… احزموا حقائبكم، هدأوا أرواحكم، اكتبوا مفرداتكم، أمسكوا أنفاسكم، عطروا أبدانكم… فالأحباب في المحطة قابعون يتطلعون كما أنتم إلى هذه اللحظة… وهذا اللقاء.
الله معكم… لقد وصلتم…