فيلادلفيا نيوز
حالةٌ من التقاسم العام بين كافة الأعضاء، هي اندماج بين كافة المشاركين من طلبة ومدرسين ومنتسبين لإنجاز المهمات والأدوار والأعمال، لخلق بيئة صفية هدفها إشباع المعرفة، وتلبية الحاجات العلمية والفكرية والعقلية المتقدمة.. فهي تبادل، وتفاعل، وترابط..
شبكةٌ من نسيج جمعي مؤقت للوصول إلى الغايات المطروحة من المادة، والتكامل سوياً للهدف الأسمى للتخصص أو المهنة أو المجال فنقول عندها: “أخصائي، أو باحث، أو معلم، أو مهندس أو طبيب”.
فالمشاركة إذاً حالة من الإنتماء العام للشعبة الدراسية التي شَكَلتْ منذُ بداية تكوينها نسقاً إجتماعياً جمعياً علمياً ذو معايير خاصة لتحقيق أهدافها وتطلعاتها من العمل والإنجاز والفعل تُجاه بلوغ الغاية الأسمى من العملية التعليمية وهي المهارة والممارسة.. فهي ليست إثبات وجود على المقاعد، أو عدم الغياب عن اللقاءات، أو التحجج بالأعذار، أو إشغال حيز الأماكن فقط.. بل هي التماهي والتعايش مع معطيات الأعضاء والقائد، والتفاعلات فيما بينهم، والتكيف مع التعليمات والنُظم، والمبادرات الفاعلة، والإهتمام بكافة العوامل والمتغيرات والقيم المشتركة، مع الشعور بالكفاءة داخل هذا النسق الجمعي المؤقت لحين إدراك القيمة السامية والإنتهاء من المتطلبات الدراسية..
ويُعاكسها البُعد، ويقلل منها الجفاء، ويُميتها اللامبالاة والتذمر، ويضنيها حالة الهروب والتفلت..
لذا عزيزي العضو في نسق هذه الجماعة.. مشاركتك بوجودك الحقيقي، ودورك النشط، وإسهامك المحموم بالعطاء، واستنادك إلى المعايير، والإحساس بالمسؤولية والمواطنة داخل صفك ومحاضرتك.. فرفع يدك للإجابة، وحديثك العلمي، وكلماتك في فضاء القاعة، وعرضك أمام زملائك، ومداومتك على الكتابة والقراءة والمراجعة والسؤال، واحترامك وتقديرك للوقت والكلمة والحرف والزملاء والأنشطة والمهمات.. وتواصلك مع مدرسك بكفاءة كلها مؤشرات لوجودك نابضاً في قلب الجماعة.. وعلى العكس كلما قللت من هذه التفاعلات والتبادلات، واكتفيت بالعزلة ولذت بالبعاد.. كلما شعرت بالإقصاء والتجاهل، ومع الوقت ستجد نفسك خارج حدود هذا النسق، ولا تعنيك أعماله وإنجازاته وبالتالي سيضعفُ حماسك ويقلُ إبداعك ثم الوصول بك إلى الغياب بدل الحضور، والتبلد بدل الإبتكار، والإخفاق بدل الإنجاز، والرسوب بدل النجاح.. عندها ستأخذك رياح الشك بقدراتك ومواهبك لتقول لنفسك:
– أنا لا أصلح، أنا لا أفهم، أنا لا أقدر، أنا سأفشل.
وهذه حقيقة مزيفة أصلها الأول
أنت لا تريد، أنت لم تلتزم، أنت لم تحضر، أنت لم تشارك.. ببساطة أكثر أنت لم تنتمي فأصبحت خارج حدود هذا النسق وبِت غريباً عنه.
عزيزي المشارك، عزيزي الطالب:
عُدْ أدراجك إلى صفك، وخذ قرارك بالإنتساب لعالمك، ومارس دورك الحقيقي كطالب بحق يليق بمكانته ووظيفته وجامعته.. عندها ستعرف الفرق بين المشارك الحقيقي والخارج عن الطوق والجماعة.
د. إبراهيم أحمد العدرة
الجامعة الأردنية
كلية الآداب
دمتم بود ونجاح دائم.