فيلادلفيا نيوز
قصفت القوات الحكومية السورية الغوطة الشرقية أمس الأربعاء في مسعى لشطر المنطقة الخاضعة للمعارضة إلى قسمين في الوقت الذي تصعد فيه حملتها لتكبيد المعارضة أكبر هزيمة منذ 2016.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأربعاء إن القوات الموالية للحكومة تمكنت فعليا من وضع قطاع من الأرض يربط بين شمال الغوطة وجنوبها في مرمى نيرانها وهو ما يعني فعليا شطر المنطقة المكتظة بالسكان على مشارف دمشق إلى نصفين.
ولم يرد بعد أي تأكيد من المعارضة أو الحكومة السورية.
وتحول هجوم قوات الحكومة السورية على الغوطة إلى واحد من أعنف الهجمات في الحرب التي توشك على دخول عامها الثامن.
وعرض التلفزيون الرسمي لقطات حية من على مشارف مدينة مسرابا أظهرت تصاعد سحب دخان ضخمة إلى السماء. وتسنى سماع أصوات مقاتلات ودوي انفجارات.
وقال مراسل تلفزيوني إنه يجري قصف دفاعات مقاتلي المعارضة في مسرابا تمهيدا لبدء هجوم لوحدات المشاة.
وقال خليل عيبور، وهو عضو في مجلس للمعارضة في الغوطة، إن مسرابا تعرضت لقصف عنيف أمس الأربعاء.
وستكون السيطرة على مسرابا خطوة رئيسية نحو فصل الشطر الشمالي من الغوطة الذي يشمل دوما أكبر مدن الجيب المحاصر عن الشطر الجنوبي.
وسيطرت قوات الحكومة على أكثر من نصف المنطقة حتى الآن.
وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية أمس إن الجيش السوري تقدم وسيطر على بلدة بيت سوى الصغيرة جنوبي مسرابا.
ويفر مدنيون من الخطوط الأمامية للقتال إلى دوما ويختبئون في أقبية المباني بينما يقول عمال إغاثة إن الكثير من الأطفال أبلغوهم أنهم لم يروا ضوء النهار منذ 20 يوما.
وقال عدنان (30 عاما) وهو أحد سكان دوما الذي يختبئ تحت الأرض مع زوجته وابنته البالغة من العمر عامين ونصف العام و10 آخرين من أقاربه في مكالمة هاتفية مع رويترز ”الأمر سيئ في القبو لكنه أفضل من القصف“.
وتقول الأمم المتحدة إن 400 ألف شخص محاصرون في مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي تفرض الحكومة حصارا عليها منذ سنوات والتي كانت إمدادات الغذاء والدواء فيها توشك على النفاد بالفعل قبل الهجوم.
وناشد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سورية الحكومة الالتزام بوقف إطلاق النار في الغوطة يوم الخميس للسماح بدخول المزيد من المساعدات.
* مقتل 867 مدنيا على الأقل
كانت روسيا، أقوى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، قد عرضت الخروج الآمن لمقاتلي المعارضة من الغوطة الشرقية مع عائلاتهم وأسلحتهم الشخصية. والاقتراح شبيه باتفاقات سابقة سمحت لمقاتلي المعارضة بالانسحاب إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة قرب الحدود مع تركيا.
وقال المرصد إن 867 مدنيا على الأقل قتلوا في القصف الذي تشنه الحكومة منهم ما لا يقل عن 62 قتيلا الأربعاء.
وقال المرصد إن تعزيزات تضم 700 مقاتل إضافي من المقاتلين الموالين للحكومة السورية وصلت إلى الخطوط الأمامية.
وكان مجلس الأمن الدولي أقر في 24 فبراير شباط قرارا يطالب بوقف إطلاق النار في كل أنحاء سورية لمدة 30 يوما.
وقال كاريل فان أوستيروم سفير هولندا بالأمم المتحدة والرئيس الحالي لمجلس الأمن إن المجلس دعا يوم الأربعاء إلى تنفيذ وقف إطلاق النار في أنحاء سورية وعبر عن قلقه بشأن الوضع الإنساني في البلاد.
وجاءت تصريحات السفير بعد اجتماع مغلق للمجلس استعرض خلاله أحدث تطورات الوضع في سورية بناء على طلب بريطانيا وفرنسا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الأربعاء إن بعض مقاتلي المعارضة يريدون قبول عرض المغادرة.
وحتى الآن يرفض مقاتلو المعارضة العرض في العلن. وقال حمزة بيرقدار المتحدث العسكري باسم جيش الإسلام أحد أبرز جماعات المعارضة السورية في الغوطة الشرقية إن مقاتلي المعارضة سيدافعون عن الغوطة ولا مفاوضات على الخروج منها.
وقال لرويترز في رسالة نصية أرسلها ليل الثلاثاء ”فصائل الغوطة ومقاتلوها وأهلها متمسكون بأرضهم وسيدافعون عنها“.
وتقول المعارضة إن اتفاقات الإجلاء تأتي ضمن سياسة لإحداث تغيير ديموغرافي أجبر الأسد من خلالها معارضيه على النزوح.
وفي مقابلة مع التلفزيون السوري الرسمي أعرب قائد بالجيش السوري عن ثقته في أن الغوطة ستسقط سريعا.
وشاركت طائرات حربية روسية في عملية الغوطة الشرقية واتهم البيت الأبيض روسيا بالضلوع في قتل مدنيين هناك.
وهزيمة المعارضة في الغوطة ستمثل أكبر انتكاسة تمنى بها منذ إخراج مقاتليها من شرق حلب أواخر 2016 بعد حملة مشابهة من الحصار والقصف والهجمات البرية والوعود بخروج آمن.
وتقول موسكو ودمشق إن عملية الغوطة ضرورية لوقف قصف المعارضة للعاصمة. ويقول المرصد إن هذا القصف أدى لمقتل ما لا يقل عن 27 شخصا منذ 18 فبراير شباط.
وأعلن الإعلام السوري الرسمي عن عدد أكبر. وقالت وسائل إعلام سورية إن خمسة على الأقل أصيبوا يوم الأربعاء في دمشق بسبب صواريخ أطلقتها المعارضة.-(رويترز)