فيلادلفيا نيوز
يترنح تنظيم داعش تحت ضربات قاصمة في ساحات نشاطه، وسط تقديرات أن تغيب قريبا شمس التنظيم، الذي يستشرس في توجيه انتقامه ضد المدنيين خصوصا، في تمسك نهائي بطبيعته الوحشية.
فعلى امتداد القوس الملتهب من العراق مرورا بسورية وصحراء سيناء المصرية فليبيا غربا، يراكم داعش يوميا رصيده الاجرامي، بقدر ما ينحسر نفوذه الميداني، فبينما قتل التنظيم 11 شخصا على الاقل واصاب 26 آخرون بجروح أمس في تفجير سيارة مفخخة في مدينة الصدر في شرق بغداد، كانت القوات العراقية تلاحق فلول التنظيم بعد دحرها من مدينة تلعفر وقضائها.
اما في سورية، فقد سيطر الجيش على عدد من النقاط والمرتفعات الاستراتيجية في ريف حمص الشرقي، مضيقا خناقه على فصائل تنظيم “داعش” المحاصرة بريفي حمص وحماة. وقالت مصادر عسكرية، إن المرتفعات التي بسط الجيش السوري السيطرة عليها أمس، تقع شرقي السخنة بمساحة 5 كلم على طريق “السخنة – دير الزور”، لتصبح المسافة التي تفصل القوات عن الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور حوالي 32 كلم على هذا المحور.
وأعلن الإعلام الحربي السوري عن سيطرة الجيش على قرى “خربة البلعاس “و”مشرفة حويسيس” و”خربة أبو الطوس” و”خربة طويلة البلعاس” غرب جبل شاعر في ريف حمص الشرقي، بعد معارك أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر “داعش”.
وفي ريف السويداء تمكن الجيش السوري من إفشال محاولة تسلل مجموعة مسلحين من بلدة ناحتة شمال شرق مدينة درعا باتجاه نقاطه في منطقة الدور شمال غرب السويداء.
وأوضحت المصادر، أن أفراد الجيش والقوى المؤيدة له ثبّتوا نقاطهم على قمة جبل قارة في جرود القلمون الغربي بالتزامن مع خروج مسلحي “داعش” إلى البوكمال بريف دير الزور.
يذكر أن جبل قارة يقع في الجهة الغربية من مدينة قارة، ويعتبر جزءا من سلسلة الجبال السورية، وأعلى قمة فيه تسمى “حليمة قارة”.
وكان خروج مسلحي “داعش” وأفراد عائلاتهم من جرود القلمون الغربي، قد بدأ صباح أمس، بإجلاء 25 جريحا، وذلك باتجاه مدينة البوكمال بريف دير الزور، التي ما تزال تحت سيطرة التنظيم.
وأكدت المصادر التحاق 112 شخصا، بينهم نساء وأطفال، بالقافلة التي ستقل مسلحي “داعش” القادمين من جرود بلدة عرسال اللبنانية، إلى البوكمال.
وقالت ان مسلحي تنظيم “داعش” في جرود القلمون الغربي حرقوا نقاطهم وآلياتهم قبل خروجهم.
يذكر أن الجيش السوري أعلن، الأحد، عن موافقته على اتفاق وقف إطلاق النار مع تنظيم “داعش” في منطقة القلمون الغربي في ريف دمشق.
وبرر الجيش السوري، في بيان، موافقته بأن الاتفاق “جاء حقنا لدماء القوات السورية والقوات الرديفة التابعة لها والمدنيين”.
تجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن وقف إطلاق نار بين الجيش السوري وتنظيم “داعش”.
وكانت مصادر عسكرية مقربة من الجيش السوري و”حزب الله”، قد كشفت أن مسلحي تنظيم “داعش” قبلوا صفقة مع حزب الله سينسحبون وفقها إلى دير الزور، مقابل كشفهم عن مصير الجنود اللبنانيين المخطوفين.
وفي العراق، اشتبكت القوات العراقية في قتال عنيف قرب تلعفر مع مسلحي تنظيم داعش في آخر جيب لهم في محافظة نينوى الشمالية.
وأفادت وكالة فرانس برس بأن مراسلها شهد اشتباكات عنيفة، شاركت فيها قوات الحكومة العراقية والقوات المتحالفة معها، مع مسلحي التنظيم في بلدة العياضية التي تبعد 15 كيلومترا شمال تلعفر.
وقال الموقع الرسمي للحشد الشعبي إن القوة الصاروخية للحشد تقدم الدعم والاسناد لقوات الجيش المتقدمة في اتجاه ناحية العياضية، وأن قوات الحشد والفرقة 16 في الجيش العراقي تمكنوا من تحرير قرية خرائج العاشق، جنوب غرب العياضية.
وأعلن قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت عن العثور على منزل حوله تنظيم الدولة الإسلامية إلى سجن، حيث احتوت غرفه التي حولت إلى زنازين على أدوات تعذيب، كما عثر بداخله على أدوية وحبوب مخدرة.
وقد سيطرت القوات العراقية، والقوات الخاصة، وقوات الشرطة، ومقاتلو الحشد الشعبي، الأحد على جميع الأحياء داخل تلعفر، بعد أسبوع واحد من شن أحدث هجوم لها على معقل التنظيم.
وما تزال عمليات التمشيط متواصلة في المدينة، ويتوقع أن يصل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى المدينة لإعلان “تحريرها” من مسلحي التنظيم.
ويعتقد أن بعض الموجودين داخل تلعفر فروا إلى العياضية، التي تقع على الطريق بين مدينة تلعفر والحدود السورية، حيث يتجمعون – فيما يبدو – في آخر نقطة مقاومة لهم. وشنّت عناصر داعش، ثلاث هجمات انتحارية بسيارات مفخخة على القوات العراقية صباح أمس، وشوهد الدخان يتصاعد فوق البلدة نتيجة الغارات الجوية التي نفذتها القوات المساندة على الأرض.
ويدعم تقدم القوات العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي شن حربا جوية ضد مسلحي التنظيم في 2014، بعد أشهر قليلة من سيطرة مسلحيه على مساحات كبيرة من الأراضي السورية والعراقية.
ولم يعد تنظيم داعش يسيطر في العراق إلا على مدينة الحويجة التي تبعد نحو 300 كيلومتر شمال بغداد، وبعض المناطق الصحراوية على الحدود مع سوريا.
غربا، أطلّ تنظيم داعش مجددا في ليبيا ناشرا شريطا مصورا لنشاط مسلحيه في مناطق جنوبي سرت وسط الصحراء الليبية.
وأظهر الشريط مسلحو “داعش” وهم يقيمون حواجز على الطرقات، ويتولون فحص هويات المسافرين في منطقة بوقرين والطريق المؤدية إلى الجفرة.
وظهر في هذا الشريط شخصان في قبضة التنظيم، أحدهم قدّم نفسه على أنه نائب سابق لرئيس المفوضية الوطنية للانتخابات، والثاني جندي في حرس المنشآت النفطية.
يذكر أن تقارير تحدثت أن “داعش” زاد من نشاطاته مؤخرا وسط الصحراء الليبية، وتوجد إشارات قوية أن مسلحيه هم من نفذوا الهجوم الذي استهدف بوابة للجيش الوطني جنوبي منطقة الجفرة ما أودى بحياة 12 جنديا، تعرض بعضهم للذبح.
وكان مسؤولون أمنيون ليبيون، أعلنوا مطلع العام الحالي أن مسلحي تنظيم “داعش” انتقلوا إلى وديان صحراوية وتلال تقع جنوب شرقي طرابلس بعد هزيمتهم في معقلهم الرئيسي السابق في مدينة سرت.-(وكالات)